يمان حيدر/ بغداد
يشكل مخيم الهول الذي يؤوي الآلاف من عائلات «داعش»، تهديدا أمنيا متزايدا على العراق ودول المنطقة، ففي الوقت الذي وصفه مختصون بـ»قنبلة موقوتة»، عول نواب على يقظة القوات الأمنية العراقية لكبح مخاطره.
ويعد مخيم الهول الواقع شمال شرقي سوريا من أكبر المخيمات في البلد، وارتبط بإيواء أفراد من تنظيم داعش وأسرهم، وتعد النسبة الأكبر من سكان المخيم هم عراقيون فروا من نينوى والأنبار خلال الحرب ضد التنظيم الإرهابي في 2017.
عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي البنداوي، حذر من وجود تناغم بين الجماعات الإرهابية الموجودة في العراق، وعصابات داعش بسوريا.
البنداوي قال في حديث لـ(المدى)، إن «مخيم الهول والمخيمات الأخرى التي تؤوي الإرهابيين من داعش وعوائلهم دائما ما تمثل مصدر قلق للحكومة العراقية وأبناء الشعب العراقي»، مستدركا بالقول: «كان هناك تعاون بين الحكومة السورية ونظيرتها العراقية لتقليل مخاطر هذه المخيمات».
وبشأن طبيعة الحدود العراقية – السورية، أوضح عضو لجنة الأمن النيابية، أن «الحدود العراقية ليست كما كانت بـ2014 بل مؤمنة بدرجة كبيرة جدا بظل وجود الجيش العراقي والحشد الشعبي وبقية القطعات الأمنية»، متطرقا إلى «نصب الكاميرات الحرارية والأبراج والأسلاك الشائكة، بالإضافة إلى المسيرات».
ويسكن المخيم حاليا حوالي 30 ألف عراقي، فضلا عن عائلات منتمين لتنظيم داعش وأطفالهم، حيث تم نقلهم إليه بعد معارك باغوز التي كانت آخر معاقل تنظيم داعش في سوريا، بحسب المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب»، سيامند علي.
وأضاف البنداوي، أن «زيارة مدير جهاز المخابرات إلى سوريا الأخيرة ناقشت ملف الإرهابيين المحتجزين في هذه المخيمات ضمن الملفات التي تطرق لها الوفد العراقي»، مبينا أن «لجنة الأمن مستمرة باستضافة الشخصيات الأمنية المسؤولة عن تأمين الحدود، واستخلاصنا بالنهاية بأن حدودنا منطقة موت لأي إرهابي».
وفي وقت سابق، التقى وفد أمني عراقي برئاسة رئيس المخابرات العراقية، حميد الشطري، رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق، ضمن أول زيارة يجريها وفد حكومي عراقي إلى سوريا منذ سقوط نظام الأسد.
الى ذلك، أكد الباحث بالشأن الامني، مخلد حازم، أن العراق تعامل بحرفية عالية مع ملف مخيم الهول، لكنه لم يستعبد حدوث المتغيرات.
وذكر حازم في حديث لـ(المدى)، أن «اي ارتدادات في دول الجوار من المؤكد لها انعكاسات على العراق»، واصفا مخيم الهول بـ(قنبلة موقوتة)؛ إثر قربه من الحدود العراقية».
وبين، أن «قوات قسد وبحماية أمريكية هي من تسيطر على هذا المخيم وبقية السجون الموجودة في المنطقة، ولغاية الان مسيطر عليها؛ لان ما حصل من تغيير وعمليات داخل الاراضي السورية، كانت بعيدة عن مخيم الهول».
وفي 2013 سقط المخيم بيد تنظيم داعش الذي طرد ساكنيه، قبل تستعيد قوات سوريا الديمقراطية «قسد» السيطرة عليه في 2015 بدعم من طيران التحالف الدولي وما زال المخيم تحت إدارتها إلى الآن.
ولفت الباحث بالشأن الامني الى، ان «العراق سارع بتأمين حدوده وارسال التعزيزات الامنية وبناء مصدات سواء كانت بشرية او خرسانية».
وأكد حازم، أن «العراق تعامل مع هذا الملف حتى بزيارة الشطري الى سوريا حيث ركز على ضبط الحدود وحركة الارهاب ومخيم الهول وتحركات عصابات داعش»، موضحاً: «قد يكون هناك متغير يعمل على تغيير موازين الخارطة العملياتية والقتالية».
وتابع حديثه قائلاً: «لغاية هذه اللحظة الامور مسيطر عليها، والعراق تعامل مع هذا الملف بحرفية عالية».
واستقبل العراق أول دفعة من العراقيين القاطنين في مخيم الهول، في 25 مايو 2021 ووصل عدد العائدين إلى 2640 أسرة، بحسب مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، في نوفمبر 2024 خلال مشاركته بمنتدى «ميبس» الذي نظمته الجامعة الأميركية في دهوك.
وكان مدير إعلام وزارة الهجرة والمهجرين علي عباس قد ذكر، في وقت سابق، أنه تم تجهيز وتدقيق بيانات 450 عائلة داخل المخيم، من العراقيين الذين «ثبتت نظافة سجلاتهم من أي جرائم»، بغرض نقلهم في الأيام المقبلة إلى مخيم الجدعة جنوب مدينة الموصل.