بغداد – نبأ مشرق
أكد السفير الفرنسي في العراق، باتريك دوريل، خلال لقاء خاص مع صحيفة (المدى)، وبحضور الملحق الثقافي منير سليماني ومدير المعهد الفرنسي ساميول مام، أن الشراكة الثقافية بين العراق وفرنسا تستند إلى تاريخ طويل من التعاون الممتد لعقود، مشيراً إلى الدور الحيوي الذي يلعبه المعهد الفرنسي في بغداد، والذي تأسس عام 1953 كواحد من أقدم المؤسسات الثقافية الأجنبية في العراق.
أشار السفير دوريل إلى أن المعهد الفرنسي يعمل باستمرار على تنفيذ مشاريع ستراتيجية لتعزيز الروابط الثقافية بين البلدين، منها الشراكات الأكاديمية مع الجامعات العراقية، واتفاقيات التعاون بين متحف الموصل ومتحف اللوفر لإعادة تأهيل التراث العراقي. كما نوّه بمشروع أرشفة الأفلام العراقية، الذي يتم بدعم مشترك بين البلدين، كخطوة للمحافظة على الإرث الثقافي العراقي.
وأوضح السفير أن تعليم اللغة الفرنسية يمثل أحد المحاور الرئيسية لعمل المعهد، حيث يستفيد أكثر من 400 طالب حاليًا من دورات اللغة التي تقدمها المؤسسة، إضافة إلى مئات آخرين يتعلمون عبر الوسائل الرقمية. وقال: “تعلم اللغة الفرنسية ليس مجرد اكتساب مهارة، بل هو فرصة لفتح آفاق جديدة في التعليم والعمل، لا سيما في ظل ازدهار الشركات الفرنسية في الشرق الأوسط وأفريقيا".
وأكد السفير دوريل أن تعزيز التعاون الفني يحتل مكانة خاصة في أجندة السفارة الفرنسية، حيث يجري تنظيم معارض لفنانين عراقيين في مقر السفارة وفي منزل السفير، إلى جانب استضافة ورش عمل فنية ومعارض مشتركة تجمع بين الفنانين العراقيين والفرنسيين. وقال السفير: “الفن يمثل لغة عالمية تربط الشعوب، ونحن ملتزمون بدعم المواهب الشابة واكتشاف الإبداع العراقي".
وأضاف السفير أن المعهد الفرنسي ليس مجرد مركز ثقافي، بل هو منصة للحوار الفكري بين المفكرين والأكاديميين العراقيين والفرنسيين، حيث يتم تناول قضايا سياسية، اقتصادية، واجتماعية عبر لقاءات وفعاليات متنوعة.
وفي ختام اللقاء، أعرب السفير الفرنسي عن تفاؤله بمستقبل التعاون الثقافي بين العراق وفرنسا، مؤكداً أن المشاريع المشتركة تسهم في تعزيز التفاهم وبناء جسور جديدة للتعاون بين الشعبين.