TOP

جريدة المدى > سياسية > دراسة دولية: تأثيرات الجفاف على أمن العراق الزراعي والاقتصاد الاجتماعي

دراسة دولية: تأثيرات الجفاف على أمن العراق الزراعي والاقتصاد الاجتماعي

70% من مساحات الأهوار تعرضت للجفاف

نشر في: 20 يناير, 2025: 12:04 ص

 ترجمة / حامد أحمد

تناولت دراسة نشرت على موقع، مركز جامعة جورج تاون Georgetown University Center، الاميركية للدراسات الأمنية موضوع الجفاف وقلة موارد المياه وآثارها السلبية على الامن الزراعي والاقتصادي والاجتماعي والصحي لمجمعات سكانية تعتمد على الزراعة في مناطق مختلفة من العراق مشيرة الى تراجع مناسيب المياه بنسبة 40% وان أكثر من 70% من مسطحات الاهوار المائية تعرضت للجفاف.

ويشير التقرير الى ان الاحتباس الحراري والتغير المناخي الذي يعيشه العالم قد حول العراق الى واحد من أكثر البلدان تضررا من هذه التقلبات المناخية، حيث ان ارتفاعات درجات الحرارة وقلة هطول الامطار وتدهور التربة وحالات الجفاف الحادة قد حولت بيئة العراق شبه الجافة الى صحراء. وبينما يزداد التغير المناخي حدة فان تبعات سلبية ستترتب على موارد العراق المائية والزراعية واستقراره الاجتماعي الاقتصادي وتأثيرهما السلبي على الصحة العامة.
مشكلة الجفاف في العراق هي ليست الوحيدة في المنطقة وان بلدان منطقة الخليج تعيش كذلك ظروفا بيئية صحراوية قاسية أيضا، ولكنها كرست طاقاتها ومواردها الكافية لتحلية ما يقارب من 90% من مياه الشرب لديهم، فضلا عن ذلك فانهم يتمتعون بخدمات طاقة كهربائية مستقرة في حين يفتقر العراق لبنى تحتية كافية تساعده للتأقلم مع الظروف البيئية المتقلبة.
ويذكر التقرير انه عبر العقود الأربعة الماضية تراجعت مناسيب نهري دجلة والفرات ما بين 30 الى 40% من تدفقات المياه في الحوضين، ويعزى هذا النقص الى قلة هطول الامطار وزيادة نسبة التبخر الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك تشييد السدود على منابع الأنهر في البلدان المجاورة، وهذه الظروف ساهمت في زيادة ملوحة المياه وقلة المياه العذبة التي اضرت بدورها بالأراضي الزراعية. وكان العراق قد شهد في العام 2021 أكثر مواسم الجفاف التي تمر عليه منذ أربعة عقود. واستنادا لتوقعات البنك الدولي فانه إذا ما استمرت هذه الظروف القاسية على حالها فان العراق من المحتمل ان يواجه عجزا حادا بالمياه بحلول العام 2035 بمقدار 10 مليارات متر مكعب، وهذه النسبة هي أكثر بخمسة أضعاف من نسبة استهلاك المياه السنوي لمدينة نيويورك.
أما القطاع الزراعي في العراق فانه يعتبر ثاني أكبر مورد للناتج المحلي الإجمالي GDP للبلد بعد الموارد النفطية. وخلال العام 2021 وبسبب ظروف الجفاف تناقصت محاصيل الحنطة والشعير بنسبة 30 الى 37%، وفي العام 2022 تناقص الإنتاج الكلي للقطاع الزراعي بنسبة 50% ما أجبر ذلك الفلاحين على ترك مزارعهم مهاجرين الى مراكز المدن بحثا عن فرص عمل أخرى. وبدأت الحكومة العراقية بتنفيذ مبادرات تقنيات الزراعة الذكية للحفاظ على قطاعها الزراعي، وركزت هذه المبادرات على الاستخدام المستدام لموارد المياه وزراعة محاصيل مقاومة للجفاف مع تحسين وتطوير منظومات الري.
وبخصوص عامل التصحر، فان مواسم الجفاف المستمرة وفقر حالة التربة وعدم معالجتها قد أديا الى تراجع في خصوبة الأرض مما أثر ذلك على أكثر من 39% من الأراضي الزراعية العراقية وزيادة معدل التصحر. وان منطقة اهوار العراق، التي كانت قد أدرجت ضمن لائحة اليونسكو للتراث، قد تغيرت بيئتها وطبيعتها على نحو كبير مع فقدان 70% من مسطحاتها المائية وتحولت الى أراضي جرداء مع تحويل 20% منها الى حقول زراعية. وان ما تبقى من مسطحات مائية واهوار في المنطقة لا تزيد على نسبة 10%.
بالإضافة الى ذلك، يشير التقرير، إلى أن عوامل التغير المناخي والجفاف ودرجات الحرارة العالية وتلوث الهواء تسببت بمخاطر صحية. وخلال الأعوام الأخيرة شهد العراق تسجيل معدلات درجات حرارة جاوزت الخمسين درجة مئوية، وفي العام 2016 سجلت محافظة البصرة اعلى درجة حرارة على مستوى العالم واغلب المتضررين بدرجات الحرارة العالية هم من الأطفال وكبار السن.
وتسببت حالات الجفاف بموجات نزوح من الأراضي الزراعية واستقرار النازحين في مجمعات غير رسمية فضلا عن وجود 1.2 مليون نازح يقيمون في مخيمات ومواقع نزوح غير رسمية في مناطق مختلفة من البلد مما يزيد ذلك التنافس على موارد المياه وعدم الاستقرار الامر الذي يتطلب إجراءات للتقليل من شدة هذه الظروف في المناطق المتضررة، ويوصي التقرير بالحاجة إلى التعاون على المستوى الدولي لمعالجة ظروف التغير المناخي بدعم دولي ومن منظمات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية في توفير الدعم المالي والتقني في تبني مشاريع تخفف من آثار التغير المناخي.
ويذكر التقرير بان العراق قد بادر باتخاذ عدة إجراءات لمواجهة حالات التغير المناخي والتأقلم معها. وعلى سبيل المثال فان الحكومة تبنت خطة وطنية للتأقلم مع هذه الظروف بالتركيز على إدارة مستدامة لموارد المياه وتحسين أنظمة الري وإدخال استثمارات بالطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وعلى المستوى المحلي طور العراق ستراتيجيات مجتمعية مثل تقنيات خزن مياه الامطار والاستفادة منها وزراعة محاصيل تقاوم الجفاف. وان هناك محاولات جارية لإدخال برامج لاستعادة الاهوار وحماية التنوع البيئي فيها كوسيلة للتخفيف من بعض اضرار التغير المناخي.

  • عن مركز جامعة جورج تاون

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء
سياسية

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

بغداد / المدى عاد مجلس النواب إلى الانعقاد بعد غفوة طويلة بسبب الخلافات، حيث صوت المجلس يوم أمس على مشروع قانون جهاز المخابرات الوطني.وسيعقد مجلس النواب، يوم غد الثلاثاء، جلسة اعتيادية يفترض ان يصوت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram