TOP

جريدة المدى > سياسية > الحكومة تصر على "تحييد الفصائل" والأخيرة ترفض تسليم السلاح إلا بطلب مباشر من "السيستاني"

الحكومة تصر على "تحييد الفصائل" والأخيرة ترفض تسليم السلاح إلا بطلب مباشر من "السيستاني"

الجماعات المسلحة تنتقد وزير الخارجية والحكيم

نشر في: 21 يناير, 2025: 12:10 ص

بغداد/ تميم الحسن


في الساعات الأخيرة التي سبقت جلوس دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، في المكتب البيضاوي، شنت الفصائل "هجومًا كلاميًا" على مسؤولين حكوميين وقيادات في الإطار التنسيقي الشيعي.
وقد قدمت بغداد، بالتزامن مع وصول "الرعب" – كما يسميه محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة، في وصف ترامب – حلاً تمهيديًا لأزمة الجماعات المسلحة في العراق، فيما تراجعت "فصائل" عن القتال.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة النجباء، علي الأسدي، إن تصريحات وزير الخارجية فؤاد حسين بشأن الفصائل وسلاح المقاومة "غير واقعية".
وأضاف في تصريحاته: "لا يوجد أي حوار يتعلق بحل الفصائل المقاومة أو نزع سلاحها، والحكومة لم تخاطبنا بذلك".
وشدد: "نحن في حركة النجباء لم ولن نرمي سلاحنا… ولدينا أسلحة ثقيلة".
كذلك انتقد الأسدي تصريحات عمار الحكيم، القيادي في "الإطار التنسيقي"، بخصوص كلامه عن الفصائل.
وقال القيادي في النجباء إن "حديث السيد الحكيم عن تهديد سلاح المقاومة للاقتصاد العراقي دعاية انتخابية مبكرة".
وأكد أن "السيد السيستاني لم يقصد الفصائل بحديثه عن حصر السلاح بيد الدولة".
وأضاف: "المقاومة ستترك السلاح لو طلب منا السيد السيستاني ذلك بصراحة وبشكل مباشر".
خارج أوامر القائد العام
بالتزامن مع ذلك، دعا هشام العلوي، وكيل وزير الخارجية، إلى التمييز بين هيئة الحشد الشعبي وبعض الفصائل الأخرى التي لا تنتمي إليه.
وقال في حوار، إن المجموعة الأولى "جزء لا يتجزأ من المنظومة الأمنية والعسكرية وتأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة".
وأضاف أن "تحييد الفصائل التي تكون خارج نطاق الدولة هو شأن داخلي عراقي، والعراق هو المعني بتحييدها فيما يتعلق بسلوكها الخارجي".
وكان وزير الخارجية العراقي قد كشف، في مقابلة مع وكالة "رويترز"، أن "العراق يحاول إقناع الفصائل المسلحة القوية في البلاد، التي حاربت القوات الأمريكية وأطلقت الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، بإلقاء أسلحتها أو الانضمام إلى قوات الأمن الرسمية".
وقالت مصادر سياسية إن الحوارات مع الجماعات المسلحة العراقية، التي كشف عنها مؤخرًا وزير الخارجية فؤاد حسين، والتي تجري مع 3 فصائل توصف بـ"المتمردة"، "قد لا تصل إلى نتائج إيجابية".
وبحسب التسريبات، فإن حركة النجباء، بزعامة أكرم الكعبي، رفضت تلك الحوارات المتضمنة "نزع السلاح" و"الالتزام بخط الحشد الشعبي" في اتباع سياسة عدم التدخل، التي تحدث عنها قبل أيام قيس الخزعلي (زعيم العصائب).
وعمليًا، فإن "النجباء" والمجموعتين الأخريين اللتين يتم التفاوض معهما (سيد الشهداء وكتائب حزب الله) منضويتان فعليًا في الحشد (لديهم 5 ألوية على الأقل)، لكنها لا تلتزم بالتعليمات.
ومعروف أن "سيد الشهداء" يرأسها أبو آلاء الولائي، وهو أحد زعامات "الإطار التنسيقي"، ويحضر دائمًا الاجتماعات الخاصة بالتحالف، كما يظهر في الصور التي ينشرها التحالف.
ورجحت المصادر أن "الإطار التنسيقي" يحاول إقناع ترامب والدول الغربية بأن المشكلة في تلك الفصائل (الخارجة عن صف الحشد). وتضيف المصادر أن واشنطن قد تطلب بـ"حل الحشد أو تقوم هي بذلك"، كما ذكر مستشار للسوداني في وقت سابق.
ولا تعرف المصادر ما هي الخطة البديلة في حال رفض ترامب "الحل الإطاري"، وهل ستقوم الحكومة بدمج الحشد مع وزارة الدفاع، رغم نفي ذلك رسميًا؟ خصوصًا أن الرئيس الأمريكي ستكون أمامه "خطة لضرب إيران"، فور تسلمه السلطة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
وأكد وزير الخارجية في تصريحاته الأخيرة أن "الحكومة تجري محادثات لكبح جماح الجماعات مع الاستمرار في السير على الحبل المشدود بين علاقاتها مع كل من واشنطن وطهران. قبل عامين أو ثلاثة أعوام، كان من المستحيل مناقشة هذا الموضوع في مجتمعنا، لكن الآن أصبح وجود جماعات مسلحة تعمل خارج الدولة غير مقبول".
وتابع: "بدأ العديد من الزعماء السياسيين والأحزاب في إثارة هذا النقاش، وآمل أن نتمكن من إقناع زعماء هذه الجماعات بإلقاء أسلحتهم، ثم أن يكونوا جزءًا من القوات المسلحة تحت مسؤولية الحكومة. نأمل أن نتمكن من مواصلة هذه العلاقة الجيدة مع واشنطن. ومن السابق لأوانه الآن الحديث عن السياسة التي سيتبعها الرئيس الأمريكي (دونالد) ترامب تجاه العراق أو إيران".
وكان "الإطار التنسيقي" قد نفى الأسبوع الماضي مناقشة "دمج الحشد" مع وزارة الدفاع، بعد أسبوع من زيارة السوداني إلى طهران ولقاء المرشد علي خامنئي، الذي دعا إلى "تعزيز الحشد".
وسبق أن كشف عمار الحكيم، زعيم تيار الحكمة، نهاية العام الماضي، عن معلومات وصلته حول استهداف "ترامب" للفصائل، وقال إنها ليست موجهة لـ"الإطار التنسيقي"، وإنما لتلك الجماعات.
التواصل مع ترامب
وبدأت الفصائل، مع سريان "هدنة غزة"، إعلان التوقف عن النشاط العسكري، رغم أنها أوقفت العمليات بالفعل قبل ذلك بأكثر من شهر.
ويعتقد هوشيار زيباري، وهو وزير الخارجية السابق، أن "أميركا تتعامل مع الحشد الشعبي لكنها غير راضية عن (الفصائل الوقحة)، وإدارة ترامب لديها ملاحظات على الجانب الميليشياوي في العراق وقد يفرضون عقوبات، وسيكون العراق من صلب اهتمام إدارة ترامب ولديهم ملاحظات عليه".
ورجح زيباري في تصريحات تلفزيونية "عدم اتخاذ ترامب لقرارات في منطقة الشرق الأوسط قبل 5 أشهر من تسلمه للسلطة".
وكشف وزير الخارجية السابق عن أن قوى شيعية في العراق "حاولت التواصل مع إدارة ترامب، وفشلت في لقاء شخصيات مهمة".
وتوقع زيباري أن يتعرض العراق إلى "عقوبات مالية" بشأن الفصائل والعلاقة مع إيران.
بالمقابل، دعت كتائب حزب الله إلى "الجهوزية" في تعليقها على وقف إطلاق النار في "غزة".
وأصدرت بيانًا قالت فيه: "عدم الغفلة عن الصهاينة – فهم أهل الغدر – وإبقاء المجاهدين في أتم الجهوزية للمرحلة الجديدة في مواجهة قوى الشر، فلا مجال للتهاون في الدفاع عن مقدساتنا، حتى يعود الحق لأصحابه".
وقبل ذلك، كانت النجباء قد أعلنت "وقف القتال"، كما لحقها فصيل آخر بتعليق النشاط المسلح، يعرف بـ"سرايا أولياء الدم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الحكومة تصر على
سياسية

الحكومة تصر على "تحييد الفصائل" والأخيرة ترفض تسليم السلاح إلا بطلب مباشر من "السيستاني"

بغداد/ تميم الحسن في الساعات الأخيرة التي سبقت جلوس دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، في المكتب البيضاوي، شنت الفصائل "هجومًا كلاميًا" على مسؤولين حكوميين وقيادات في الإطار التنسيقي الشيعي.وقد قدمت بغداد، بالتزامن مع وصول "الرعب"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram