TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كشكش يك في مجلس النواب

العمود الثامن: كشكش يك في مجلس النواب

نشر في: 22 يناير, 2025: 12:06 ص

 علي حسين

شاهدنا العرض الكوميدي في جلسة مجلس النواب والتي تم فيها عقد صفقة تمرير قانون العفو مقابل قانون الاحوال الشخصية ، والقانونين مقابل قانون العقارات ، وقد اخبرتنا النائبة نور الجليحاوي، أن قانوني الأحوال والعفو مرا دون أن يرفع النواب أيديهم " الكريمة " ، وكانت النائبة شجاعة حين وصفت ما جرى بالمهزلة ، فنحن لا نزال نعيش عصر المهازل الكوميدية بامتياز ، ولكي تكتمل فصول المسرحية خرج علينا محمود المشهداني ليهنئ السنة بقانون العفو ، وابرق نواب الشيعة الى جماهيرهم بهنئونهم بقانون الاحوال الشخصية ، وفي كلتا التهنئتين فان المواطن العراقي لا يدري يضحك ام يبكي ؟ .
كوميديو مجلس النواب مثل كوميديي مجالس النواب التي تعتمد على الصوت العال وتغيب فيها القوانين التي تهم الناس . ويجب أن نتذكر في هذا المكان عميد الكوميديا العراقية مثنى السامرائي الذي وصف جلسة مجلس النواب الاخيرة بانها تاريخية ، ولو تسنى لنا لرشحنا السامرائي للجلوس على عرش الكوميدا العربية ، ربما يخطف لقب " كشكش بك " من عميد الكوميدا العربية العراقي نجيب الريحاني الذي شرح قبل مئة عام ، في كلمات معبرة احوال وصفات اصحاب الكلمات المنمقة وخطبهم التي ليست : " إلا لهوا ولعبا وتجارة، يمارسها البعض للضحك بها على عقول السذج وقاصري الإدراك" .
توفي نجيب الريحاني عام 1949. ومنذ ذلك الوقت وهو يتربع على عرش الضحك الصافي والنبيل ، وهو ضحك لا يشبه ما يجري في مجلس النواب العراقي .
الطفل الذي ولد في حي باب الشعريَّة بِمدينة القاهرة عام 18889، لِأب عراقي مسيحي من مدينة الموصل يُدعى " إلياس ريحانة" ، استقر به الحال في القاهرة لِيتزوج امرأةً من صعيد مصر أنجب منها ثلاثة أبناء منهم نجيب .. ورغم مرور اكثر من 75 عاما على رحيله فان كتاب تاريخ المسرح وفنون الكوميديا ، لا يزالون يعتبرون ابن الرجل الموصلي ، كبير صناع الكوميديا والسخرية في بلادنا العربية . في تحليله لظاهرة نجيب الريحاني يكتب يحيى حقي : "لا أريد أن أتحدث عن منشأ الريحاني وعشيرته التي ينتمي إليها أصله، وقدرتها على الاندماج في مصر أو قدرة ثرى مصر على استيعابها، فقد أصدر شعب مصر السخي الكريم حكمه، فلا نقض له ولا استئناف، ارتضى أن يحتضن الريحاني وأن ينزله عنده منزلة الأبناء.
اتخيل احيانا لو ان نجيب الريحاني قرر ان يصنع فيلما عن احوال اهله الاصليين في بلاد الرافدين، وهم يعيشون زمن ديمقراطية المالكي والمشهداني .. سيسخر بالتأكيد من شعارات الاصلاح والتنمية ، ويقدم لنا مشهدا كوميديا عن المواطن المغلوب على امره ، وهو يحاول ان يتناول وجبة غداء مليئة بشعارات الانتخابات البراقة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram