TOP

جريدة المدى > سياسية > بغداد ترفض الحرب.. وأنقرة تضغط من أجل مقاتلة حزب العمال

بغداد ترفض الحرب.. وأنقرة تضغط من أجل مقاتلة حزب العمال

مخاوف من تواصل سياسيين مع تركيا وتكرار "السيناريو السوري"

نشر في: 28 يناير, 2025: 12:23 ص

بغداد/ تميم الحسن


تحاول تركيا منذ نحو سنة دفع بغداد للحرب، وتهدد بالمقابل بالحصول على أراضي واسعة في العراق، كما فعلت في الصيف الماضي.
تندفع أنقرة باتجاه محاصرة العراق بكل الوسائل؛ التخويف من "داعش"، المياه، حزب العمال الكردستاني، ومؤخرًا نقل الأحداث السورية، بحسب سياسيين.
تركيا هي الدولة الوحيدة التي تحتل أراضي عراقية، وتملك معسكرات وقوات مدرعة في شمالي البلاد.
كما أنها بالمقابل صاحبة أعلى تبادل تجاري مع العراق، حيث وصل إلى 20 مليار دولار سنويًا، بحسب هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي الذي زار بغداد قبل يومين.
فيدان، وهو كاتم أسرار أردوغان (رجب طيب أردوغان الرئيس التركي)، كرر للمرة الثالثة خلال عام واحد طلب الحرب ضد حزب العمال المعروف بـ"بي كي كي".
قال فيدان بعد محادثات في بغداد أجراها يوم الأحد الماضي، إنه يجب شن معركة مشتركة للقضاء على "داعش"، والمسلحين الأكراد في المنطقة.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أنه نقل مجددًا توقعات تركيا من العراق بشأن تصنيف حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية" رسميًا، وذلك بعد أن صنفته بغداد "منظمة محظورة" العام الماضي.
مصادر سياسية في بغداد أكدت لـ(المدى) أن "بغداد مهتمة بالعلاقات مع تركيا، وهناك عدة ملفات مشتركة بين الطرفين، أبرزها؛ المياه، الاقتصاد، وأمن الحدود، لكن على أساس احترام حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
والمصادر ذكرت أيضًا أن "العراق لن يخوض حربًا في المنطقة، أو يقوم بعمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، لأنه يتبع الدبلوماسية في حل النزاعات، لكن تركيا تضغط بالاتجاه المعاكس".
وتفيد المصادر أن "بغداد تدعم الحوار الثلاثي الذي يجري الآن بين حزب العمال، وأردوغان، وقوات سوريا الديمقراطية، المعروفة بـ(قسد)".
الاتفاقية الغامضة
وكانت أزمة قد اشتعلت العام الماضي، داخل "الإطار التنسيقي" بسبب اتفاقية (لم تُكشف بنودها) بين بغداد وأنقرة، تتيح للأخيرة "احتلال أراضٍ بالعراق".
وظل "الإطار التنسيقي" طوال العامين الأخيرين – منذ استلام التحالف للسلطة نهاية 2022 – يتردد في اتخاذ مواقف حازمة تجاه تركيا على الرغم من الحملات العسكرية المستمرة في شمال العراق.
وانتشرت تركيا منذ 2015، بشكل واسع في كردستان، وباتت الآن قريبة للغاية من دهوك بعد عمليات عسكرية شنتها الصيف الماضي، فيما تمتلك عشرات القواعد العسكرية وآلاف الجنود، وتتوغل في بعض المناطق لأكثر من 40 كم بالعمق العراقي.
وفي الصيف الماضي، عقب العمليات العسكرية بوقت قصير، بدأت الحكومة العراقية بإبرام عدة اتفاقيات مع تركيا، من بينها أمنية، بعد جولات مفاوضات طويلة، حول ملف المياه وحزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة.
وشدد نائب قريب من "الإطار التنسيقي" أن التحالف الشيعي "اكتشف وجود نسخة مختلفة عن المتداولة بخصوص الاتفاقية الأمنية".
وقال النائب مصطفى سند إن النسخة المخفية "تشرعن الاحتلال التركي في العراق، وتعطي حصانة للجنود الأتراك".
وكان التحالف الشيعي عقد اجتماعًا (في أيلول 2024) خاصًا في منزل هادي العامري، زعيم منظمة بدر، حول الاتفاقية التركية، حضرها فالح الفياض، رئيس الحشد، وقاسم الأعرجي مستشار الأمن الوطني، باعتبارهما المسؤولين عن الاتفاقية مع تركيا.
وأكد سند أنه "تم استجواب السوداني في الاجتماع"، بحسب وصف الأخير في حوار تلفزيوني.
وفي نفس هذه الفترة صعّد قيس الخزعلي (زعيم العصائب) خطابه ضد الحكومة، على الرغم من أنه كان يُعد من أكبر الداعمين لرئيس الوزراء.
الخزعلي رفض الاتفاقية الأخيرة بين العراق وتركيا، وشدد أثناء لقائه السفير التركي في بغداد، على وجوب الانسحاب الكامل لـ"جيش الاحتلال التركي" من الأراضي العراقية.
وانضم هادي العامري إلى جبهة المنتقدين للحكومة. وقال عن تركيا إنها "لا يمكن إقامة علاقات مع تركيا رغم الحرص عليها من دون الانسحاب من الأراضي العراقية".
وكان الجيش التركي قد نقل في تموز الماضي، ما يزيد على 300 دبابة إلى قرى في دهوك، وتحرك مئات الجنود الأتراك في المناطق الجبلية في أوسع توغل بري بالعراق منذ 40 عامًا، كما سادت اعتقادات بأنه قد يتوجه – الجيش التركي – نحو سنجار، شمال الموصل، وهي أحد المعاقل الرئيسية لحزب العمال.
مقايضات تركية
ويعتقد أحمد الهركي، عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، في حديث لـ(المدى)، أن تركيا تقوم دائمًا بعمليات "جس نبض" و"فرض أمر واقع" من أجل التفاوض مع العراق.
ويرى الهركي أن الأراضي التي سيطرت عليها تركيا خلال العملية العسكرية الأخيرة "قد تكون ضمن فرض واقع جديد ومقايضة العراق بالأرض مقابل حزب العمال".
وكانت تركيا أعلنت في 17 حزيران الماضي انطلاق عملية "مخلب النمر" في شمالي العراق، وذلك بعد يومين من إطلاق عملية "مخلب النسر" في شمال العراق أيضًا.
وتشير المعلومات أن "المقايضات التركية" مع العراق، لا تتعلق فقط بالأراضي التي سيطرت عليها وإنما أيضًا بوجود "داعش" في سوريا التي تتمتع أنقرة هناك بنفوذ واسع، مع تغيير النظام في دمشق.
ودعا فيدان في المؤتمر الصحفي في بغداد إلى تشكيل تحالف يضم بلاده والعراق وسوريا والأردن (لمحاربة داعش).
كما تدفع أنقرة العراق لتأييد السلطة الجديدة في سوريا، المدعومة من تركيا، فيما بغداد لم ترسل حتى الآن سوى رئيس المخابرات حميد الشطري، الذي التقى أحمد الشرع (الجولاني) الحاكم الجديد لسوريا الشهر الماضي.
وفي بغداد قال وزير الخارجية فؤاد حسين في المؤتمر المشترك مع فيدان، إن الحكومة العراقية تتواصل باستمرار مع الإدارة الجديدة في سوريا بشأن محاربة الإرهاب.
وتعتقد القوى الشيعية بالعراق والفصائل أن ما جرى من تغيرات في سوريا هو اتفاق تركي-إسرائيلي.
وعلى هذا الأساس، تفيد المصادر، بأن تلك القوى تخشى من نقل تركيا جغرافية الأحداث إلى العراق، عبر سياسيين بالداخل.
يقول مختار الموسوي، النائب في بدر، لـ(المدى) بأننا "لا نخشى المسلحين في سوريا بل نخشى مؤامرات السياسيين في الداخل".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

(المدى) تكشف تفاصيل
سياسية

(المدى) تكشف تفاصيل "التسوية" مع الفصائل.. العين على رئاسة الحشد!

بغداد/ تميم الحسن تستعد فصائل عراقية مسلحة لديها أجنحة سياسية لـ"سيناريو التسوية" إذا نفذ ترامب (الرئيس الأمريكي) تهديداته.ويتوقع أن يوجه دونالد ترامب عقوبات اقتصادية وربما عسكرية ضد "الفصائل" بسبب ارتباطها بإيران.ولمواجهة هذه الفرضية، تنخرط...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram