TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الديمقراطية..لا تصلح لشعب يحكمه فاسدون

الديمقراطية..لا تصلح لشعب يحكمه فاسدون

نشر في: 29 يناير, 2025: 12:01 ص

د. قاسم حسين صالح

في العام (2007).. تابعنا زيارة العراقيين للأمام موسى الكاظم وكانت بالملايين رغم علمهم انهم قد يتعرضون، وقتها، إلى الموت بعبوات أو أحزمة ناسفة أو تفجير سيارات مفخخة أو قذائف من مدافع هاون.
وتساءلنا عن الأسباب وراء هذا العدد المذهل من الزائرين:هل فعلا" أن السبب كان دينيا" وأداء شعائر واجبة، أم أن ورائها أسبابا سياسية وإعلانا" تحذيريا" على لسان طائفة تريد أن تقول للخصوم والأعداء والمحايدين " مهما صار بنا فنحن ها هنا موجودون "؟.وإن كان وراء هذا الحشد البشري الضخم " سياسة "..اعني تعبئة سياسية من أحزاب دينية ـ سياسية فأنني اترك الأمر للمحللين السياسيين، فما يعنيني هنا هو الأسباب السيكولوجية ليس إلا.
لقد تابعت،حينها، عددا من المقابلات التي أجرتها قنوات فضائية مع زائرين وزائرات، فوجدت أن لديهم حاجات يأملون تحقيقها من هذه الزيارة حددوها بثلاثة وختموها بـ (يزي عاد تره شبعنا تعب).
هذا يعني أن زيارة تلك الملايين لضريح الإمام موسى الكاظم كانت..عرض مظالم وتقديم طلبات لتحقيق حاجات عامة تتصدرها حاجتان، الأولى:

  • نريد كهرباء..قتلنا الحر.
    وتساءلنا في حينها: ما شأن الإمام " ع " بتوفير الكهرباء للناس؟. هل أن وزير الكهرباء حجبها عن الناس وان الإمام سيؤنبه ويأمره بتوفيرها إلى عباد الله؟. وإذا أجاب الوزير بأن قلبه " محترق " على الناس ولكن " ما بيدي حيله " فهل يأمر الإمام الحكومة بشراء المولدات العملاقة، وأنها ستستجيب لأمره فورا" فتنير العراق من زاخو إلى أم قصر؟!
    وكانت حاجتهم الثانية هي (اصلاح حال السياسيين)..والمفارقة انها تحققت بأن توحد السياسيون الفاسدون وصارت كل الأمور بايديهم..بما فيها القضاء،يأمرون القاضي هاتفيا فيستجيب وألا صار حاله كسابقيه!
    ونعود للكهرباء ونسأل: لماذا بقت هي هي من 2007 الى 2025 رغم ان واردات العراق من النفط تعد بالمليارات؟
    الجواب.. أتى في حينها من اعلى مسئول في الدولة صرّح به عبر قناة الحرة، وكان بالنص:
    (في سبتمبر 2021، كشف الرئيس العراقي آنذاك، برهم صالح في تصريحات متلفزة أن أموال العراق من عوائد النفط منذ 2003 تصل لنحو ألف مليار دولار، وقال إن التقديرات تشير إلى أن الأموال المنهوبة من العراق إلى الخارج تقدر بنحو 150 مليار دولار.)
    وهذه الحقيقة اجابت عنها المرجعية بأن المليارت صارت بخزائن (حيتان الفساد) وهم معروفون..فكبيرهم الذي كان فقيرا معدما،اصبح ملياردير دولار! بشهادة مركز البحوث الفرنسي، وسرقة القرن بكذا مليار معروفة.. والسبب الرئيس، ان الذي حكم العراق ثمان سنوات قال علنا (لديّ ملفات للفساد لو كشفتها لأنقلب عاليها سافلها) وما كشفها..فشاع الفساد وصار ما كان يعدّ خزيا في قيم العراقيين..شطارة وانتهاز فرصة!
    ومن مفارقات (اللامعقول في العراق) ان السيد مقتدى الصدر،الذي اعتبر مكافحة الفساد فرضا وصار اقوى خصم جماهيري للفاسدين..قام باجراء غريب عجيب بأن سحب 74 نائبا الذين يؤلفون الأغلبية في البرلمان العراقي،وبها قدم ثروة العراق كلها لحيتان الفساد..وكان نتيجتها 13 مليون فقيرا باعتراف وزارة التخطيط في وطن هو الأغنى بالمنطقة!
    ونعود نسأل:
    هل ما يزال ملايين الزائرين في (2025) يعرضون مظالمهم على الأمام موسى الكاظم كما عرضوها في 2007؟.والى متى يبقون يرددون (حسبنا الله ونعم الوكيل)؟
    الجواب تؤكده حقيقة نصوغها بمقولة:
    ان الديمقراطية لا تصلح لشعب طائفي يحكمه فاسدون!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جيوب نظيفة!!

العمود الثامن: بروتوكولات مقهى ريش

العمود الثامن: الفشل بامتياز

قناطر: كسل وغباء "رأس المال" العراقي

عن التقاطع التنموي في المشهد السياسي

العمود الثامن: القاهرة واستذكار بغداد

 علي حسين تقيم معظم البلدان متاحف لفنونها وحضارتها، ومتاحف اخرى تحتفظ فيها بكنوز الفن العالمي، لكي تذكّر الأجيال القادمة بالذين نثروا ألوانهم وأقاموا النصب المرمرية، لأن الذاكرة البشرية بحاجة إلى تذكّر ان التاريخ...
علي حسين

كلاكيت: عدي رشيد في «أناشيد آدم» سعي للنهوض بوعي المتلقي من أجل إثارة الأسئلة

 علاء المفرجي تأريخ السينما العراقية طويلا قياسا الى مثيلاتها باقي شعوب المنطقة، فالسينما العراقية لم تبدأ بالإنتاج إلا في منتصف الأربعينيات، ولم يكن الإنتاج الأول، إلا انتاجا مشتركا مع مصر، ولم تستطع منذ...
علاء المفرجي

المنظومة السلطوية في العراق والتغيير المطلوب

د. كاظم المقدادي (2-2)التغيير الجذري ضرورة اًنية وملحةمطلب التغيير الجذري والشامل للمنظومة السلطوية في العراق، الهادف لأقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الإجتماعية،الضامنة للحياة الحرة الكريمة والمستقبل الأفضل لكافة أبناء وبات شعبنا، دون...
د. كاظم المقدادي

الشُّعوبيَة والشّعبويَّة.. لكلٍّ زمنه

رشيد الخيون يعيد اِصطلاح "الشَّعبوبيَّة" اليوم إلى الأذهان الحركة "الشُّعوبيَّة" في الأمس البعيد، مع أنَّ كلاً له زمنه ودلالته، كلاهما منحوتان مِن "الشَّعب" و"الشُّعوب". نَعتَ البعضُ بالشَّعبويَّة الرئيسَ الأميركيّ دونالد ترامب، في حملته الانتخابيّة...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram