ترجمة/ حامد أحمد
في مقال له نشر على موقع، ذي ناشنال الاخباري، حول ما ستكون عليه طبيعة العلاقة بين العراق والإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، وسط تنبؤ بعدم وضوح سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط وبالأخص العراق، قال المستشار الحكومي للعلاقات الخارجية، فرهاد علاء الدين، إن علاقة العراق مع الولايات المتحدة تتجاوز حدود التعاون الأمني والعسكري الى قطاعات مختلفة أخرى في الطاقة والزراعة والتربية والتنمية الاقتصادية وهي علاقة ستراتيجية سيكون لها تأثير في تعزيز أمن وازدهار المنطقة.
ويذكر المستشار الحكومي، علاء الدين، بان هناك إدراكا واسعا بان أولويات الرئيس دونالد ترامب سيكون تركيزها على القضايا والمشاكل الداخلية مثل الهجرة والإصلاح الاقتصادي وتوفير فرص عمل، وعلى الرغم من ذلك فان تعيينه أشخاصا أقوياء في مناصب رئيسية للسياسة الخارجية يظهر للعالم بان هناك تركيزا مستمرا في الحفاظ على نفوذ أميركي خارجي بشكل عام وفي الشرق الأوسط بشكل خاص.
وينوه علاء الدين بان ترامب وفريقه كانوا قد اظهروا أصلا تعهدا بعدم التصعيد. وان دورهم في التوصل لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة كان فعالا حتى قبل مراسيم تسلمه للسلطة. وكان ترامب دائما ما يشير الى موضوع محاربة تنظيم داعش، وان من بين وعوده المركزية خلال حملته الانتخابية هو التوصل لتحقيق هزيمة كاملة بذلك التنظيم الإرهابي.
وأشار ترامب في مقابلة أجريت معه في آذار 2024 الى دوره الرئيسي في سقوط تنظيم داعش مبينا بانه "قد قضى عليه“. وفي الوقت الذي تم فيه اجتثاث التنظيم على نحو كبير في العراق، فانه ما يزال يشكل تهديدا في مناطق نائية والان تظهر خطورة عودته في سوريا خصوصا عقب انهيار نظام الاسد. ومن الواضح ان إلحاق هزيمة كاملة ودائمة بتنظيم داعش من دون وجود أية فرصة لإعادة ظهوره من جديد ستتطلب تعاونا قويا بين الولايات المتحدة والعراق، وفي الواقع ان مثل هكذا تعاون سيكون امرا جوهريا. ويذكر المستشار الحكومي ان بإمكان العراق والولايات المتحدة تحقيق شراكة في كثير من القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية ذات المصلحة المتبادلة. وعلى الصعيد الإقليمي برز العراق كنقطة استقرار وذي دور دبلوماسي مهم. ووفقا لسياسة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بان "العراق أولا" فان البلاد قد تبنت موقفا معتدلا وشاملا يعطي أولوية لمصالح مشتركة. هذا التوصيف يعزز دور البلد وتأثيره في المنطقة ويبين أهميته كشريك للولايات المتحدة في الحفاظ على الاستقرار.
ويمضي بقوله إن العلاقة الأميركية – العراقية تمتد الى ما وراء التعاون العسكري والأمني. فهي تشتمل على قطاعات مختلفة مثل الطاقة والزراعة والتربية والتنمية الاقتصادية. حيث يقود السوداني العراق الان عبر جهد اعمار طموح مع حجم تمويلي فاق أي تخصيص مالي خلال العقدين الماضيين.
ويذكر بان العراق يوفر فرصا مهمة للشركات الاميركية في قطاع الطاقة. وان مباحثات جارية الان مع شركات كبرى مثل اكسون موبيل وشيفرون، فضلا عن مبادرات أخرى تخص شركات جنرال الكتريك وبيكر هيوز وكي بي آر وهاليبرتون. وبشكل اجمالي يمكن تقييم حجم استثمارات هذه الشركات الأميركية خلال السنوات القليلة القادمة بعشرات مليارات الدولارات. وان مؤسسات مالية كبرى بضمنها مصرف اكسيم EXIM وصندوق النقد الدولي، قد عبروا عن اهتمامهم بدعم هذه الجهود. ومن الجدير بالذكر انه من المتوقع ان يعلن رئيس الوزراء عن مبادرة مالية رائدة بمقدورها ان تحقق نقطة تحول في المجال التجاري والاستثماري العراقي وتعزز علاقته مع الولايات المتحدة أكثر.
وضمن أنشطة المجلس التجاري العراقي الأميركي المشترك وفعاليات غرفة التجارة الأميركية في العراق، فان كثيرا من الشركات الأميركية تتجه الان للاستثمار في العراق أكثر من أية فترة مضت. واستنادا الى بيانات مؤسسة، تريدنغ ايكونوميكس، الأميركية للمعلومات الاقتصادية، فان الصادرات الأميركية للعراق خلال العام 2023 وصلت الى 2.26 مليار دولار، وشكل ذلك زيادة بنسبة 230 % عن حجم صادرات عام 2022 وبنسبة 280% عن حجم صادرات عام 2021. وأن صادرات المنتجات الزراعية لوحدها بلغت بحدود 357 مليون دولار وشكل ذلك أكثر من ضعف قيمة الصادرات خلال العام 2022 وثلاثة أضعاف قيمة الصادرات خلال العام 2021. ومن المتوقع ان تزداد هذه الأرقام على نحو كبير في العام 2025.
بالإضافة الى ذلك فان الحكومة العراقية قد صادقت على برنامج لإرسال 5 آلاف طالب الى الخارج لنيل شهادات الماستر والدكتوراه، ومن المقرر ارسال 3 آلاف طالب للدراسة في الولايات المتحدة. وان الجامعات الأميركية ستستفيد من هذه المبادرة عبر التعاون مع مؤسسات في العراق مثل الجامعات الأميركية في بغداد ودهوك والسليمانية.
وكان السوداني قد وصف العلاقات مع الولايات المتحدة على انها ستراتيجية ومؤسساتية بنفس الوقت، مؤكدا في تصريحات إعلامية أخيرة على عمق هذه العلاقة. وقال في لقاء مع موقع ايلاف الصحفي في لندن وذلك قبل مراسيم تنصيب ترامب بان العراق مستعد للتعاون مع الإدارة الجديدة، مؤكدا بان هذه العلاقة مستندة على اتفاقية إطار العمل الستراتيجي المشترك الموقعة بين البلدين وكذلك الاتفاقية الموقعة مع التحالف الدولي ضد داعش.
ويذكر المستشار الحكومي انه مع وجود علاقة متينة بين الولايات المتحدة والعراق فان ذلك من شأنه ان يعزز الاستقرار والازدهار في المنطقة ويصب ذلك في مصالح البلدين وشعبيهما. ومع تعاون ستراتيجي في مجال الامن والاقتصاد والدبلوماسية، فإن هذه الشراكة يقدر لها ان تصيغ وضعا أكثر استقرارا وازدهارا لمنطقة الشرق الأوسط.
- عن ذي ناشنال الإخباري