طارق العبودي
بعد أشهر قليلة سوف تدخل الاحزاب المتنفذة الى ساحة انتخابات البرلمان العراقي بقوة مع علمها وقناعتها بأن حضوضها على مستوى الشارع لا يرتقي إلى مستوى الرضا والقبول بكل مكوناتهم وطوائفهم السنية منها والشيعية سوى من أنصارهم ومريديهم والمستفيدين منهم. …جراء ما اقترفوه من فساد وخراب للوطن وتحطيم مرتكزات الدولة وتجويع الشعب واشاعة الفساد بكل مؤسسات البلد. .
تشرع هذه الاحزاب والكتل بلملمة اطرافها الان تحت مظلة وعنوان الطائفة والمذهب وباصطفافات مشبوهة. …وليس بمقدورها الخروج من عبائة الطائفة والمذهب الى الفضاء الوطني لانها تتعكز وتتشبث بهذا العنوان ولم تكن المنافسة بين جميع الكتل حول البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتضمن البناء والتنمية والإعمار والديمقراطية إنما تمر عبر تحشيد الاصوات من خلال التشبث بالطائفة والقومية والمذهب والدفاع عنهما والوطن ومأسية وويلاته واعماره والشعب وما يعانيه من فقر وعوز وضعف الخدمات غائبة في مشاريعهم وبرامجهم. …وما يطرح من مشاريع واعمار من خلال أحاديثهم مجرد اعلام وكسب للاصوات..وصراع تنافسي فيما بينهم وهذا طبيعي جداّ ولكن المفروض عدم الابتعاد عن الهوية الوطنية والتشبث بخطاب الكراهية الذي جلب لنا الحقد والخراب والتفرقة. .
تحاول هذه الاحزاب بالتمويه بتدوير نفسها من خلال تغير الوجوه وتحت عنوان مستقلين ومدنيين ودعمهم لهم الا ان النهج والهدف لا يتغير. … وهو التشدق بالهوية الطائفية على حساب الهوية الوطنية في تقاسم المراكز والنفوذ والمصالح. …
وفي سياق هذا المجرى يأتي دور المستقلين والمدنيين الحققين وحملة المشروع الوطني اذا استطاعوا توحيد فصائلهم وقواهم وجهودهم واحزابهم ويخرجوا بمشروع وبرنامج وطني يستجيب لظروف ومعطيات المرحلة ويلبي مطاليب الشعب الملحة والضرورية ويبتعدوا عن التشرذم والتعنت والغلوا والركض وراء المغانم. وينشدو دولة الاغلبية الوطنيه. ..بأمكانهم ان يغيروا موازين القوى والنتائج ويسحبوا البساط من تحت اقدام الاحزاب المتنفذة ويأسسوا لدولة مدنية ديمقراطية تؤمن بالعدالة الاجتماعية والمساوات بين أبناء الشعب بكل مكوناته وطوائفه. …
وخلاف ذلك بالتأكيد سيكون الفشل والاخفاق والهزيمة حليفهم وإمامهم تجارب سابقة. بهذا الخصوص. ..
وتتأبد هيمنة احزاب الطوائف والمحاصصة والفساد والفشل على السلطة. … ويستمر بقائهم جاثمين على صدور العراقين ويبقى شعبنا يعاني من الفساد والبطالة بين الشباب والخريجين وانتشار السلاح المنفلت. …