TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

المرأة والإدارة الثقافية في العراق.. بين التحديات والفرص

نشر في: 5 فبراير, 2025: 12:11 ص

 بغداد / متابعة المدى

وأدارت الجلسة الشاعرة غرام الربيعي، التي أكدت في مستهل حديثها على أهمية الدور الذي تؤديه المؤسسات الثقافية في العراق، مشيدةً بتجربة مؤسسة المدى ومركز كلاويز في ترسيخ الفعل الثقافي وإدارته في ظل التحديات التي يواجهها المشهد الثقافي العراقي.
إدارة الثقافة بين التحديات والطموح
الدكتورة غادة العاملي استعرضت خلال حديثها دور مؤسسة المدى منذ عام 2003، مشيرةً إلى أن المؤسسة باشرت أعمالها في فترة شهدت فراغًا ثقافيًا واضحًا، حيث كان المثقف العراقي يعاني من العزلة، وكانت مصادر الثقافة محدودة، مما جعل عملية إعادة بناء المشهد الثقافي أكثر تعقيدًا. وأكدت أن مؤسسة المدى نجحت في تقديم منصة للمثقفين المغيبين بسبب الظروف السياسية أو الاقتصادية، وساهمت في إعادة تقديمهم للمجتمع عبر مشاريع ثقافية مختلفة، لم تكن مجرد تقليد لما سبق عام 2003، بل جاءت بأساليب حديثة تواكب التطورات.
كما شددت العاملي على أن نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطًا مدروسًا وأهدافًا واضحة، إضافةً إلى استدامة الفعاليات وعدم الاكتفاء بنشاطات موسمية، مؤكدةً أن المؤسسات الثقافية العراقية بحاجة إلى استثمار التكنولوجيا الحديثة في تسويق مشاريعها وتوسيع نطاق تأثيرها.
وانتقدت العاملي غياب الشراكة الفعالة بين المؤسسات الثقافية والجهات الحكومية، مشيرةً إلى أن أمانة بغداد على سبيل المثال نظّمت فعاليات ثقافية، لكنها لم تتعاون مع المؤسسات الثقافية بالشكل المطلوب، مما جعل الفعل الثقافي الحكومي يفتقر إلى البعد التكاملي مع المؤسسات المستقلة.
ابتسام إسماعيل، من جانبها، تحدثت عن تجربة مركز كلاويز الثقافي، مشيرةً إلى أن المركز تأسس خلال فترة الأزمات، وكان بمثابة منصة للحوار والتفاهم، حيث ساهم في دعم التعايش والسلام من خلال الأنشطة الثقافية التي جمعت الأدباء والمثقفين من مختلف التوجهات. وأكدت أن الثقافة لعبت دورًا مهمًا في التخفيف من وطأة الصراعات الداخلية، حيث كانت الفعاليات الثقافية وسيلة لتقريب وجهات النظر وخلق مساحة للحوار البناء.
وأشارت إسماعيل إلى أن مركز كلاويز ساهم في وضع مدينة السليمانية على خارطة الأدب العالمي، حيث كانت إحدى الركائز التي جعلت المدينة تنال لقب “مدينة الأدب” ضمن شبكة اليونسكو العالمية. كما استقطب المركز عددًا من الشخصيات الثقافية البارزة، ومنح جوائز أدبية لمبدعين من داخل العراق وخارجه. ناقشت الجلسة أيضًا مسألة التسويق الثقافي، حيث أكدت العاملي أن العراق يمتلك ثروة من المبدعين، لكن غياب الستراتيجيات التسويقية جعل العديد منهم غير معروفين خارج البلاد، لافتةً إلى أن اختيار الشخصيات الثقافية التي تمثل العراق في المحافل الدولية غالبًا ما يتم بطريقة غير موفقة، مما أدى إلى تصدير صورة غير متكاملة عن المشهد الثقافي العراقي.
أما إسماعيل، فأكدت على ضرورة التحول إلى النماذج الحديثة في إدارة الثقافة، والاستفادة من التقنيات الرقمية في نشر المحتوى الثقافي، مشيرةً إلى أن المؤسسات الثقافية بحاجة إلى تبني ستراتيجيات أكثر تطورًا لضمان وصول نتاجها إلى الجمهور الواسع.
تطرقت الجلسة أيضًا إلى دور المرأة في قيادة المؤسسات الثقافية، حيث أكدت العاملي أن الكفاءة هي المعيار الأساسي في نجاح أي شخصية ثقافية، سواء كانت رجلًا أم امرأة، مشيرةً إلى أن التحديات التي تواجهها النساء في هذا المجال ليست محصورة بالمجتمع العراقي، بل هي تحديات عالمية، تتعلق بطبيعة العمل الإداري ومتطلباته.
وفي ختام الجلسة، أكدت المشاركات على أهمية تعزيز الشراكات بين المؤسسات الثقافية المستقلة والجهات الرسمية، والعمل على إدامة الفعاليات الثقافية، واستثمار الأدوات الحديثة لضمان وصول الفعل الثقافي العراقي إلى مستوى يليق بتاريخه العريق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

 بغداد / متابعة المدى وأدارت الجلسة الشاعرة غرام الربيعي، التي أكدت في مستهل حديثها على أهمية الدور الذي تؤديه المؤسسات الثقافية في العراق، مشيدةً بتجربة مؤسسة المدى ومركز كلاويز في ترسيخ الفعل الثقافي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram