ترجمة / حامد أحمد
ذكرت منظمة، سيف ذا تشلدرن KSC ، الإنسانية المعنية برعاية الاطفال والشباب انه مع وجود مليون شخص يعيشون حالة نزوح في العراق فان هناك من بينهم 158 ألف طفل بحاجة لدعم ومساعدة مؤكدة على ضرورة تعزيز الجانب التربوي والتعليمي لهم وتأهيل المدارس الخاصة بالنازحين التي بحاجة لإعادة ترميم وادامة حيث ان 45% منها مشيدة بألواح بناء جاهزة غير آمنة مضت عليها سنوات عديدة.
واشارت المنظمة خلال ندوة مع كوادر تعليمية في إقليم كردستان، حيث يتواجد هناك في مخيماتها بحدود 650 ألف نازح يشكلون أكثر من نصف النازحين في البلد، بان النظام التعليمي في العراق قد تضرر كثيرا بسبب ازمة تنظيم داعش والحرب التي شنت لطرده من البلاد وما نجم عن ذلك نزوح الملايين من الأشخاص وكان أثر ذلك كبيرا على الأطفال والشباب وضياع فرص تعليمية جراء انقطاع التلاميذ عن الدراسة والتعليم.
وخلال الندوة التي عقدت تحت عنوان "التعليم في ازمة: إعادة بناء الفرص لأطفال العراق" قال، عمار سلمان، مساعد مدير عام في وزارة التربية، إن النقص الموجود في البنى التحتية للمدارس ما يزال يشكل أحد أكبر العوائق اما العملية التربوية والتدريسية مما أدى ذلك الى اكتظاظ المدارس بالطلبة والتلاميذ وتناوب الدوام في المدرسة على فترتين صباحية ومسائية وفي بعض الأحيان لثلاث فترات متتابعة مما يؤدي ذلك الى تقليص ساعات الدراسة مع وجود مساحة ضيقة للطلبة.
وأكد سلمان أيضا على ضرورة إعادة دوام الأطفال المنقطعين عن الدراسة والتقدم في سياسات التعليم المستدام خصوصا بالنسبة للأطفال النازحين والأطفال أصحاب الإعاقة، مسلطا الضوء أيضا على أهمية إصلاح النظام التربوي العراقي ليتماشى مع أطر التعليم الدولية. عمر وهاب، اخصائي تربوي لدى منظمة اليونيسيف، تطرق لموضوع النازحين في العراق، مشيرا الى ان أكثر من مليون شخص ما يزالون يعيشون حالة نزوح، وان 650 ألف شخص منهم يقيمون في مخيمات منتشرة في إقليم كردستان. ورغم ان 370 مدرسة للنازحين هي تحت إشراف وزارة التربية، فانه أكد على ضرورة بذل مزيد من الدعم والاسناد لضمان جودة التعليم للأطفال النازحين. أضاف قائلا: "حاليا، 45% من مدارس النازحين مشيدة من الواح بناء جاهزة منذ عام 2014 مع بداية ازمة داعش، وفي الوقت الذي تقدم فيه منظمات غير حكومية مساعدة سنوية للتجديد، فإن هذه المدارس بحاجة لحلول مستدامة طويلة الاجل. ومع وجود أكثر من 158 ألف طفل نازح بحاجة الى دعم، فانه من الضروري ان يكون هناك استثمار في مجال استقرار الجانب التعليمي والتربوي بالنسبة لأبناء العوائل النازحة".
جيلان صباح، مديرة البرنامج التربوي في منظمة KSC، وفي تركيزها على موضوع تسهيل انخراط الأطفال بالتعليم، أشارت الى ضرورة تهيئة ظروف ملائمة في المدارس لاستقبال الأطفال ذوي الإعاقة مع اضاءة جيدة وابواب واسعة، وقالت انه ما تزال هناك فجوة في انخراط الأطفال ذوي الإعاقة في التعليم وعلى الرغم من ان العراق له قوانين تدعم بقوة تعليم الأطفال ذوي الإعاقة، فان كثيرا من الأطفال يمنعون من الانخراط في المدرسة بسبب قرارات فردية من مسؤولي المدارس.
وقالت صباح انه كانت هناك حالة خطأ طبي في تشخيص طفل على انه مصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD حرم من تسجيله في المدرسة ولكن بعد إجراء تقييم له في مركز المنظمة المخصص لذوي الاحتياجات اتضح بانه غير مصاب بهذه الحالة وتم بعد ذلك تسجيله وانخراطه بالدراسة بنجاح.
وأضافت بقولها "حتى لو كان التشخيص خطأ فان القانون يفوض بان الأطفال المصابين بحالة نقص الانتباه يجب انخراطهم بالمدرسة". مؤكدة على ضرورة ان يكون هناك تدريب بهذا الخصوص لكل من التربويين والأطباء المختصين لتلافي حدوث مثل هكذا حالات.
وتشير المنظمة الدولية في تقريرها بان المشاركين في الندوة من اخصائيين تربويين اتفقوا على معالجة التحديات المطروحة والتي تتطلب تعاونا بين المنظمات غير الحكومية وبين المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية أيضا.
وقالت مديرة البرنامج التربوي، صباح "ما يزال امامنا طريق طويل لنقطعه، ولكن بوجود تعاون ما بين المنظمات غير الحكومية والحكومة والمؤسسة الطبية ومنظمات فاعلة أخرى، أعتقد باننا سنتمكن من قطع خطوات مهمة قدما في دعم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة". مشيرة الى ان منظمة KSC ما تزال ملتزمة بتعهدها بالمضي نحو تنفيذ برامج تساعد في تعزيز نوعية وجودة التعليم لكل الأطفال في العراق.
- عن موقع ريليف ويب الدولي