الموصل / سيف الدين العبيدي

قبل ايام كانت ام الربيعين مشغولة في احتضان اكبر مهرجان سينمائي يقام فيها بمشاركة ٣٩٨ فيلماً بين روائي طويل وقصير ورسوم متحركة، لكن اختير منهم ٢٠ فقط للمنافسة على ٥ جوائز، وقد حظي الحدث بتواجد قرابة ٣٠ فنان عراقي وعربي جاءوا من بغداد والقاهرة ودمشق، الحدث كان مخطط له منذ ٣ سنوات من قبل المخرج الموصلي ومدير المهرجان ليث عسكر، وتولى النجم العراقي جواد الشكرجي رئاسة الفعالية فازت فيها ٥ افلام بعد اختيارها من لجنة التحكيم وهي طيف، كان نفسي، فوتغراف، امنة، فيما نالت اول مخرجة موصلية انهار المنسي جائزة افضل فيلم للرسوم المتحركة عن فيلمها ( الحرب والسلام) الذي تطرقت فيه ان السلام يبقى منتصر سواء في نينوى او العراق اجمع مهما تحدث من صراعات عسكرية، الممثلين العرب والعراقيين انبهروا كثيراً بأم الربيعين بعدة اشياء فيها اهمها هو التراث، والإعمار والاكلات الشعبية، وحب الموصليين لمدينتهم، واكدوا انهم لم يترددوا بالقدوم عند وجهت الدعوة اليهم.
الصحفي حيدر النعيمي بحديثه لـ(المدى) اوضح أن حجم الاعمار في نينوى كبير وقد تفاجأ بالتقدم االسريع الذي فيها رغم وجود الامكانيات البسيطة، واكد ان المهرجان هو ليس فني فقط بل جاء لإعلان عودة الموصليين للحياة ويعرف الزائرين من هي أم الربيعين، وانها مستعدة الى استضافة مهرجانات دولية وعلى مستوى عالي، وبين انها تحتاج فقط الى ان تعيد فنادقها الكبيرة اهمهما فندقي نينوى اوبروي والموصل، وعن امكانية إعادة دور السينما اكد النعيمي ان واقع السينمات تغير بالوقت الحالي واصبحت متطورة ومكانها داخل "المولات" اي ان العائلة تتسوق وتدخل لمشاهدة الفيلم، وبهذا على المجتمع ان يعيد السينما بيده من خلال مساهمة المستثمرين بتأسيس دور عرض وعدم انتظار الدعم الحكومي وكذلك تثقيف الناس اتجاه اهمية السينما .
الى ذلك تقول النجمة المصرية لقاء الخميسي لـ(المدى) ان سمعت عن الموصل من قبل وأنها لأم عراقية، وقد سعدت بدعوتها الى ام الربيعين لكي تراها وتشارك مع الجمهور اقامة اول فعالية سينمائية من نوعها بالمدينة.
في الوقت ذاته أكد مدير المهرجان ليث عسكر لـ(المدى) ان الحدث خطط له منذ سنوات ودعمته وزارة الثقافة بذلك، وبين ان الفعالية هي فرصة جيدة لتبادل الثقافات الفنية بين العراق والعرب، وانه يسعى قدر الإمكان الى جعل هذا الحدث ذا صدى عربي واسع واكد ان العام المقبل سيكون هناك مهرجان ثاني وستكون هناك اسماء فنية اجنبية لامعة حاضرة ولن يقتصر الامر على الممثلين العرب لكي يصل الى العالمية.
فيما عبر النجم المصري احمد بدير عن دهشته لما رآه من تراث الموصل عندما زار كنيسة الطاهرة والتقط صور تذكارية عند مئذنة الحدباء، واكد لـ(المدى) انه لم يتوقع ان الإعمار والحياة التي في ام الربيعين كانت مفقودة تماماً قبل ٨ سنوات، كذلك عبر حبه للطبيعة وجمال الطرق والهدوء الذي موجود في المدينة.
النجم السوري زهير عبدالكريم بحديثه لـ(المدى) عبر عن شعوره بالدهشة وهو يرى ان ام الربيعين بنيت بحب اهلها لها وعطائهم، وكذلك الإعمار ونهضت المدينة من دمارها، وعند زيارته لمتحف بيت تراث الموصل شعر بالسعادة عندما رأى الموصليين يتبرعون بالمقتنيات التراثية التي لديهم الى المتاحف من اجل ان يعيدوا اظهار تراثهم للعالم.
عضو لجنة التحكيم والمخرج الموصلي محمد المهدي اكد لـ(المدى) ان اللجنة اختارت الافلام ذات لغة سينمائية جيدة وكانت جميعها من الدول العربية عدا فيلمين كانا من المانيا وسويسرا الى جانب الافلام من العراق، منها فيلمين للرسوم المتحركة من الموصل، واوضح ان اختيار الافلام الفائزة استغرق اسبوع من لجنة تحكيم تكونت من ٥ اعضاء وساعدتهم ناقدة سينمائية من دهوك واخرى متخصصة بالسينما من قضاء الحمدانية.
وبين ان المنافسة قوية جداً كانت بين الافلام اعتمد فيها على معايير النص، التصوير، المونتاج، الموسيقى التصويرية، الاخراج، وان هناك افلام كانت ذات افكار جميلة لكن اخراجها ضعيف.