ترجمة / حامد أحمد
أعلنت منظمة، وور تشايلد، الدولية المعنية بدعم ورعاية الأطفال المتضررين من الحروب حول العالم بغلق مكتبها في العراق بعد عقدين من الجهود ومواجهة التحديات في دعم أطفال العراق وذلك منذ العام 2004 عقب الغزو الأميركي للبلد مشيرة الى انجاز 47 مشروعا في انحاء العراق مكرسة لدعم ومساعدة أطفال متضررين في مجال الصحة والتعليم والرعاية النفسية والتدريب، مبينة بان الوضع أصبح أفضل الان بعد دعم الجهود لخلق استقرار ومستقبل أفضل للأطفال.
وتقول منظمة، وور تشايلد، أنها بدأت العمل في العراق في العام 2004 عبر أنشطتها في بغداد وذلك استجابة لمتطلبات الأوضاع وتبعات الغزو الأميركي للبلد. وتضيف بانه على الرغم من الحرب المطولة التي استمرت لحد عام 2011 وانسحاب القوات، فإنها بقيت في العراق لتلبية الاحتياجات المتزايدة الناجمة عن الحرب وتقديم الدعم والمساعدة للأطفال في سبيل تعافيهم.
وخلال العام 2015 وسعت أنشطتها الى إقليم كردستان. ومع تواجد مكاتب لها في أربيل والموصل وبغداد، فان منظمة وور تشايلد أسست لها تواجدا في البلد بتقديم خدمات في التربية والتعليم والحماية والرعاية النفسية ودورات التدريب لأطفال وشباب متضررين والذين يرعونهم من آباء وأمهات ايضا. وتؤكد المنظمة الدولية بان النجاح الذي حققته كان من خلال التعاون والتنسيق مع منظمات محلية ومنظمات دولية غير حكومية ومع مؤسسات ووزارات حكومية.
وفي كانون الأول عام 2021 انتهت مهمة التحالف الدولي القتالية رسميا في البلاد. وبحلول عام 2023 حولت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات أخرى مهماتها من أنشطة إنسانية بحتة الى جهود مكرسة لتحقيق التنمية والتعافي، مما شكل ذلك انتقاله لصفحة جديدة أكثر أمانا للأطفال في المنطقة.
هذا يعني ان منظمات وجمعيات محلية بدأت تركز على التربية والتعليم وتوفير فرص عمل وتعزيز الخدمات المحلية لكي يتمكن الناس من دعم أنفسهم. وان منظمة وور تشايلد قد ساندت الجهود الطويلة الاجل هذه، وتقديم المساعدة لخلق استقرار ومستقبل أكثر أمان للأطفال.
فلوترا غورانا، مديرة منظمة وور تشايلد لمنطقة الشرق الأوسط، تقول "نحن فخورون جدا بعمل وور تشايلد الذي تم إنجازه في العراق. مغادرتنا هي خطوة إيجابية، تعكس الوضع المتحسن في البلاد. نحن فخورون بشكل خاص فيما يتعلق بالتأثير الإيجابي والنافع الذي تركناه على رفاهية وسعادة الأطفال وتعافيهم، وكذلك فخورون بالفرص التي تمكنا من توفيرها للأطفال عبر الخدمات التربوية والتدريب بالتعاون مع شركائنا الآخرين ضمن شبكة العمل. آثار هذه المبادرات الايجابية ستبقى على مدى سنوات قادمة".
وقالت المنظمة انه خلال فترة تواجدها أنجزت 47 مشروع عبر مناطق مختلفة من العراق، اشتملت على مشروع حماية وتعليم، كان الفضل في إنجازه بالتعاون مع مبادرة "التعليم لا يمكن ان ينتظر Education Cannot Wait" التابع للأمم المتحدة. وهذا المشروع الممتد لفترة سنتين، والذي بدأ من شباط 2022 الى حزيران 2024، كان يهدف لتسهيل وتمكين الأطفال المتضررين من الحروب في الحصول على تعليم. وأقيمت أنشطة لهذه المبادرة في الفلوجة والرمادي غرب بغداد تم توفير الدعم خلالها الى أكثر من 1400 طفل. ووضع المشروع أيضا في أولوياته حماية الطفل ودعم الحالة الذهنية والنفسية لديه مع توفير رعاية شاملة له.
سهيلة، طفلة تبلغ التاسعة من العمر من محافظة الأنبار، كانت واحدة من الأطفال الذين حصلوا على دعم ومساعدة من خلال هذا المشروع. وخلال زيارة استطلاعية لاحظ فريق المنظمة وجود علامات انعزال وخوف على وجه الطفلة سهيلة وتحاشيها التواصل مع الآخرين. وكشفت تحقيقات إضافية عن انها تعاني من صدمة نفسية لفراقها أحد اشقائها. وتنامى لدى سهيلة التخوف من الخروج من المنزل مما أدى ذلك الى تخلفها عن المدرسة، في حين تبذل عائلتها الجهد من أجل تلبية احتياجاتها الأساسية.
ومن اجل دعم الطفلة سهيلة قام فريق منظمة وور تشايلد بوضع خطة رعاية شاملة لها. وقد تمت إحالتها لمنظمة الهجرة الدولية لغرض العلاج النفسي واخضاعها لانشطة صحة عقلية وذهنية مثل الرسم ومساعدتها في التعبير عن مشاعرها. وحضر والداها جلسات توعية حول مساوئ إهمال الطفل وعن حقوق الأطفال. وتم ادراج سهيلة في برنامج المساعدة المالية النقدية لدعم عائلتها وضمان مواصلتها لتعليمها في المدرسة. وخلال الزيارة الثانية لمتابعة وضعها قبيل العام الدراسي الجديد، أظهرت سهيلة تحسنا كبيرا واضحا. وقال المشرف على وضعها من أعضاء الفريق "اخبرتني بانها تشعر بالأمان الان، وأنها قد تجاوزت مرحلة الخوف. لقد كونت صداقات جديدة وهي متلهفة لاستكشاف العالم حولها".
هذه مجرد حالة واحدة من بين آلاف الأمثلة في كيفية تمكن منظمة وور تشايلد وشركائها في دعم أطفال وعوائلهم على مدى 20 عاما. وتقول مديرة المنظمة إنه "في الوقت الذي نغادر فيه العراق، فنحن نعلم بان عملنا مع الجمعيات المحلية والحكومية قد ساعد في توفير الحماية والتعليم للأطفال ودعمهم من اجل التعافي والتعلم والمضي نحو مستقبل أكثر أمانا واشراقا".
• عن وور تشايلد War Child