بغداد/ حيدر هشام
راقب أهالي العاصمة بغداد منذ مجيء حكومة محمد شياع السوداني، بتفاؤل كبير الحلول المقترحة للتخلص من ظاهرة الزحامات التي رافقتهم طيلة السنوات الماضية.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، قبل قرابة عامين وبالتحديد في 2 مارس 2023، إطلاق الحزمة الأولى من المشاريع الخاصة بفك الاختناقات المرورية في العاصمة العراقية بغداد.
وشملت الحزمة الأولى من هذه المشاريع 16 مشروعاً متعلقاً بتطوير واستحداث الطرق والجسور والمجسرات في مدينة بغداد في جانبي الكرخ والرصافة، فضلاً عن الطرق الخارجية التي تربط العاصمة بالمحافظات الوسطى والشمالية والغربية.
بدورها، اكدت وزارة الاعمار والاسكان، افتتاح عدة مشاريع في بغداد، ساهمت بتقليل الزحامات.
ولفت المتحدث باسم الوزارة نبيل الصفار، خلال حديثه لـ(المدى)، الى افتتاح 9 مشاريع من أصل 16 مشروعًا ضمن الحزمة الأولى لمشاريع فك الاختناقات المرورية في بغداد، بالإضافة إلى 6 أجزاء من مشاريع أخرى ساهمت في تقليل الزحامات في مناطق إنشائها.
وبين الصفار أن المشاريع التي تم افتتاحها، ساهمت بشكل كبير في تقليل زمن الانتظار وتحسين حركة السير في العاصمة، مبينا أن العمل لا يزال جاريًا على بعض المشاريع ضمن الحزمة الأولى والتي ستُحدث فرقًا واضحًا في حركة السير عند اكتمالها.
وأكد الصفار أن الحكومة العراقية تعمل على حل مشكلة الزحامات المرورية من خلال مشاريع أخرى، مثل الطريق الحلقي الرابع الذي يمتد على مسار 94 كم حول بغداد بالإضافة إلى مشاريع القطار المعلق ومترو بغداد التي تتولاها وزارة النقل وأمانة بغداد.
وأشار إلى أن مشكلة الزحامات المرورية موجودة في معظم دول العالم، وأن الحكومات تتخذ إجراءات مختلفة لمواكبة الزيادة في أعداد السكان والسيارات، وهذا ما تقوم به الحكومة العراقية حاليًا للتخفيف من هذه المشكلة في بغداد.
انتقادات نيابية وملفات فساد
ورغم الجهود الحكومية الرامية إلى تخفيف الأزمة عبر مشاريع الجسور والأنفاق، الا انها لم تتجاوز سهام الانتقادات، بل وصل الأمر الى كشف وجود ملفات فساد ببعض المشاريع.
الى ذلك، اعتبر عضو لجنة الخدمات النيابية، محما خليل، مشاريع فك الاختناقات المرورية "تفتقر" للتخطيط الاستراتيجي، واصفا اياه بـ"حلول ترقيعية".
خليل وخلال حديثه لـ(المدى)، قال، إن "رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني الزم نفسه وشركائه امام مجلس النواب ببرنامجه الحكومي حكومة الخدمات"، مؤكداً ان "الخدمات في كل المحافظات ليست بمستوى الطموح".
واضاف، أن "المشروع الحكومي لفك الاختناقات المتمثل بـ65 مشروعا لم تسهم في معالجة الازمة خاصة وهي تفتقر للتخطيط الاستراتيجي وكانت مجرد حلول ترقيعية".
خليل اقترح على الحكومة "اللجوء الى خيارات اخرى لفك الاختناقات المرورية كبناء المجمعات السكنية على أطراف بغداد وانشاء طريق بغداد الحولي، الذي سيكون أكثر مساهمة بفك الاختناقات، بالإضافة الى المضي بمشروع مترو بغداد".
ولم يستبعد عضو لجنة الخدمات النيابية، وجود فساد في مشاريع فك الاختناقات، لافتا الى ان "غالبية مبالغ المشاريع تذهب لجيوب الفاسدين وكومشنات المشاريع التي لم تكن بمستوى الطموح".
وبشأن شبهات الفساد، بين خليل، أن "لجنة الخدمات شخصت الكثير من المشاريع التي تدور حولها شبهات فساد وتلكؤ بالمشاريع وبطء بالعمل".
مقترحات لحلول جذرية
ورغم أهمية هذه الجسور في تقليل الزحام المروري، يبقى السؤال الأهم هو هل هذه المعالجات كافية لإنهاء الأزمة؟ ولماذا لا يتم البحث عن حلول جذرية؟
زميل محما خليل، في لجنة الخدمات النيابية، رمى الكرة في ملعب المجمعات السكنية، معتبرها السبب الاساس وراء الاختناقات المرورية.
وذكر النائب باقر الساعدي، أن "حكومة السوداني التي أطلقت على نفسها (حكومة الخدمات) استطاعت انجاز قرابة 9 – 10 جسور منذ تسلمها زمام الأمور".
واضاف في حديث لـ(المدى)، أن "الحكومة انجزت خلال عامين ما يقارب 132 مشروعا وبلغت نسبة الانجاز فيها قرابة 90%"، موضحاً أن "الحكومة استطاعت انجاز بعض الجسور خلال مدة اقل من 4 أشهر".
وبشأن الحلول اللازمة لتقليل ازمة الاختناقات المرورية، اشار الساعدي الى "وجود توجه لدى الحكومة بإيقاف توقف كافة الاستثمارات داخل بغداد ونقلها خارج العاصمة؛ إثر وجود الكثير من الاراضي الفارغة لتقليل الزخم فيها".
اما بشأن دور البرلمان، فقد أكد أن "هناك دراسة لمجلس النواب لمشروع مترو بغداد، حيث سنخصص خلال الجلسة المقبلة طرح ودراسة المشروع الذي يعتبر من أكبر المشاريع في بغداد والمحافظات".