السليمانية/ سوزان طاهر
الحديقة العامة أو كما يعرف باللغة الكردية "باخي كشتي" والتي تقف في بداية شارع سالم في السليمانية، هي نقطة التقاء، ومحطة استراحة للمواطنين، الذين يزورون أسواق المدينة، ويتواعدون مع أصدقائهم وزملائهم في تلك الحديقة.
تتنوع الوجهات السياحية في إقليم كردستان، حيثُ تنتشر المصايف والمنتجعات والحدائق في الإقليم بشكل كبير بسببه طبيعته الجغرافية الخلابة ومناخه المعتدل، وتُعتبر الحديقة العامة في منطقة السليمانية في إقليم كردستان من أشهر الحدائق الموجودة على مستوى المنطقة، والتي يقصدها آلاف السُياح والزوار شهرياُ للتمتع بمرافقها وساحاتها ومناظرها الخلابة.
وتتنوع الوجهات السياحية في إقليم كردستان، حيثُ تنتشر المصايف والمنتجعات والحدائق في الإقليم بشكل كبير بسببه طبيعته الجغرافية الخلابة ومناخه المعتدل، وتُعتبر الحديقة العامة في منطقة السليمانية في إقليم كردستان من أشهر الحدائق الموجودة على مستوى المنطقة، والتي يقصدها آلاف السُياح والزوار شهرياُ للتمتع بمرافقها وساحاتها ومناظرها الخلابة.
تاريخ الحديقة
ويقول الكاتب والمؤرخ سامان عمر، إن الحديقة العامة في مدينة السليمانية تحديداً في نهاية شارع سالم تعد من أقدم الحدائق الموجودة في المدينة، حيثً يعود تاريخها إلى عام 1937.
وبين عمر في حديثه لـ(المدى)، أن "هذه الحديقة العامة، هي ملتقى عام، يجتمع فيه الأدباء والشعراء في قديم الزمن، ويجلسون لتبادل الأحاديث الثقافية، ويحتسون الشاي، حيث تحتضن مجموعة من الباعة المتجولين الذين يبيعون الشاي والقهوة، والأطعمة الشعبية". وأضاف أن "الحديقة ظلت تحافظ على مكانتها، وفي السنوات الأخيرة أصبحت ملتقى للعمالة الآسيوية، الذين يلتقون يوم الجمعة، من كل مناطق السليمانية، ويطبخون الأطعمة الخاصة بهم".
وتبلغ مساحة الحديقة العامة ما يُقارب 12 دونما، وتُغطيها العديد من الأشجار التي تُقدر بحوالي 650 شجرة من أنواع مختلفة، وتتنوع مرافق الحديقة فهناك العديد من الساحات، وأماكن مُخصصة لألعاب الأطفال، كما تحتوي الحديقة على أكثر من ثلاثة عشر تمثال تعود لشخصيات معروفة مثل بعض الفنانين، والكُتاب، والشعراء الذين كان لهم دور كبير في حضارة مدينة السليمانية في العراق.
ثقافات مختلفة
من جهة أخرى يشير الكاتب والصحفي مريوان محمد إلى إنه، في كل يوم جمعة تشاهد المئات من الآسيويين يتجمعون في حديقة السليمانية العامة، يجلبون الطعام ويلبسون أجمل الثياب.
ولفت في حديثه لـ(المدى)، إلى أنه "لا شك يعبر عن فرحهم بعطلة الأسبوع بعد جهد جهيد بحسب نوعية عملهم، لكنهم يوظفون عطلتهم بعمل "الجنابر والبسطيات"، لبيع اللحوم الطازجة والكبة بأنواعها والخضار للمارة، ومن يحبب الطعام الآسيوي في محافظة السليمانية، والقادمين من بقية محافظات الإقليم والوسط والجنوب ".
وتابع أن "الآسيويين في السليمانية يأتون بعقود عمل في تخصصات وبغيرها، لكنهم في الوقت ذاته يعكسون ثقافة أوطانهم، ولم يلحظ لغاية الآن تصرفات تسيء الى بلدانهم ولم يكونوا منغلقين على أنفسهم، بدليل مخالطتهم المواطنين الكرد في مناحي العمل سواء في الشركات والمحال التجارية".
وذكر إلى أن "العمال يحرصون على تعلم اللغات الكردية والعربية، فضلاً عن الأم وهو ما يقدم لنا تصورا واعيا أن تعاطي الثقافات بغض النظر عن عقود العمل، والإتيان بهم من بلدان شتى، يعطي لنا فكرة التعاطي الأمثل معهم".
وأشار الى، أن "الحديقة العامة في السليمانية تتوسط المدينة، وتحاذي شارع سالم الممتد من القائمّقامية وفندق سليماني بلس، وتحيطه المحال التجارية والمطاعم والفنادق الفخمة والاربع نجوم، ولهذا تبقى للحديقة العامة مكاناً محبباً ومريحاً للعب وتناول الشاي والقهوة الساخنة، وألعاب الأطفال، والاستراحة".
ويقول سيف محمد وهو عامل من بنغلادش ويعمل منظفا في احدى الشركات الاهلية: "انا سعيد هنا واعمل منذ سنتين، المسؤولين يحترموني، وأقدر لهم ذلك وأسعى ان انجز العمل لهم بإخلاص وامانة".
وأوضح في حديثه لـ(المدى)، إلى أنه "نستغل عطلتنا في يوم الجمعة، للمجيء إلى الحديقة العامة، حيث نلتقي مع الكثير من أصدقائنا وحتى أقاربنا الذين يعملون في السليمانية، ونرتدي أجمل الملابس، ونأكل أكلاتنا الخاصة ببلداننا".
وأردف، أن "أهالي المدينة ينظرون لنا بعين الاحترام، ولا توجد أي مضايقات، أو تعامل سيء ضدنا، وهنالك الكثير من النساء العاملات يأتون للحديقة ويبيعون الأطعمة الآسيوية، وهنالك إقبال عليها".
وقامت الحكومة المحلية في السليمانية بإعادة ترميم الحديقة وإناراتها، لتظهر بحلة جديدة، وذلك لغرض السماح للعوائل بزيارتها ليلاً، وقضاء أوقاتاً مريحة، خاصة في أيام الربيع والصيف، وارتفاع درجات الحرارة.