افتتح مؤخرا المعرض التشكيلي السنوي بنسخته الخامسة تحت عنوان (الانسان والواقع) والذي اقامته جمعية التشكيليين العراقيين فرع البصرة بإشراف الدكتور حسين عبد علي رئيس الجمعية، وبمشاركة فنانين كبار (الدكتور حيدر كطافة والدكتور مرتضى شاكر والدكتور علي شريف) الذين كان لهم دورا واضحا في ابراز المعرض بالمستوى الفني المميز، كان المعرض حدثا فنيا جميلا، حضره جمهور غفير من الفنانين والمثقفين والطلبة ووسائل الاعلام.
تميزت في هذا المعرض لوحات الدكتور (علي شريف) ومنها اللوحة الانطباعية (الجمهورية الثالثة) وهي اشارة الى منطقة الجمهورية في مدينة البصرة، مستلهمًا الفنان إياها من مشاهداته لأحد شوارع منطقة الجمهورية، هذه المنطقة الشعبية التي كانت تُعرف سابقًا بالفيصلية، تغيّر اسمها إلى الجمهورية بعد تحول نظام الحكم في العراق من الملكية إلى الجمهورية. تُشتهر الجمهورية بأصالة أهلها ومواقفهم المشرفة، وولائهم العميق لروح هذه المنطقة، التي تزدان بالمحبة والخير خوصا في ايام شهر محرم الحرام، ففي هذا الشهر، يستذكر المسلمون واقعة كربلاء الخالدة، تلك الملحمة التي انتصر فيها الدم على السيف، كما يُسجل لهم مواقفهم البارزة في رفض حكم الطغيان ومقاومته منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
قام الفنان برسم أحد تلك الشوارع الزاخرة بالصبر والكفاح والجهاد الأكبر لكسب لقمة العيش الحلال مجسّدًا أروع صور الجهاد الأكبر، بدأ بتصوير المشهد عبر كاميرا هاتف محمول، ثم نقله إلى قماش الكانفاس بقياس (100x 80) سم، مستخدمًا ألوان الأكريليك. اتبعه بتقنية جديدة ابتكرتها، تضمنت استخدام الحصى الناعم بشكل كبير، مما أضفى على اللوحة سطحًا خشنًا جميلًا ولافتًا، وهي تحية لهذه المنطقة التي لم يجْنِ منها أبناء البلد خيرًا طيلة عقود عديدة.