بغداد/ حيدر هشام
تطرح الكثير من التساؤلات ويثار اللغط، حول إمكانية مشاركة الرئيس السوري الجديد أبو محمد الجولاني المعروف بـ"أحمد الشرع"، في القمة العربية التي ستعقد في بغداد، إذ يواجه الاخير قضايا إرهاب على الأراضي العراقية، وهو ما قد يجعل بغداد بموقف لا تحسد عليه، وتواجه أزمة دبلوماسية.
وتستعد الحكومة العراقية لعقد القمة العربية المقبلة بالعاصمة بغداد في أيار 2025، في وقت تجري الاستعدادات بشكل سلسل وتفاهم كبير مع الجامعة العربية، بحسب وزير الخارجية فؤاد حسين.
وتبدي العديد من القوى السياسية والبرلمانية، رفضها الشديد لحضور الرئيس السوري إلى بغداد، وهو ما برر عدم تهنئة بغداد للأخير إبان تعيينه رئيسا لجمهورية سوريا، بظل رؤيتها بأن الشرع تلاحقه العديد من قضايا الإرهاب.
ويوم السبت الماضي، وفي كلمة له خلال مؤتمر لقبائل وشيوخ محافظة كربلاء، أكد زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي "أهمية الحذر من بقايا تنظيم" داعش "وحزب البعث المنحل"، محذرا من أن "هؤلاء يشكلون أدوات للفتنة التي تهدد منجزات الشعب العراقي بعد التخلص من حقبة الدكتاتورية".
وبهذا الصدد، أكد عضو مجلس النواب، باسم الغربياوي، وجود تحرك برلماني بشأن زيارة أحمد الشرع إلى بغداد.
الغرباوي، قال لـ(المدى)، إن "قرار إرسال الدعوات إلى مختلف رؤساء الدول لحضور القمة العربية في بغداد، يعد قرارا حكوميا".
واعتقد الغربياوي، عدم تفريط الحكومة العراقية بدماء العراقيين بإرسال دعوة إلى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع (الجولاني)، مؤكدا أن الأخير تلطخت يداه بدماء العراقيين في مدة من الفترات.
وأضاف، أن البرلمان سيكون له كلمة خاصة في هذا الشأن للضغط بعدم حضوره إلى بغداد خاصة وأنه بات مطلبا شعبيا.
"تخريجة" عراقية – سورية
بعض الاطراف السياسية رات ان الحكومتين السورية والعراقية قد تجدا مخرجا بحضور شخصية بديلة عن احمد الشرع، وهو الخيار الأفضل المطروح على الطاولة.
الى ذلك، توقع القيادي في الإطار التنسيقي عائد الهلالي، ايجاد "تخريجة" لحضور ممثل الادارة السورية الجديدة بالقمة العربية في بغداد.
وذكر الهلالي، أن رئيس جمهورية سوريا الجديد احمد الشرع الملقب بـ(الجولاني)، يدرك تماما أن وجوده في بغداد غير مرحب به، متوقعاً حضور شخصية تنوب عليه خلال القمة بذريعة معينة يتفق عليها الطرفين.
واضاف في حديثه لـ(المدى)، أن الوفد السوري قد يكون برئاسة نائب الجولاني او وزير الخارجية السوري، ويقوم بملء المقعد الخاص بسوريا، لافتا الى انه لغاية الان لا توجد هناك رؤية واضحة او حقيقية بهذا الشأن.
واوضح القيادي في الإطار، ان الجولاني استقبل في المملكة العربية السعودية، وربما سيكون هناك حلا من الجامعة العربية لارسال شخصية سورية الى بغداد.
وكان رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، قد اكد مؤخراً، أن العراق ينتظر من إدارة سوريا موقفاً صريحاً بشأن محاربة داعش، وموقفاً واضحاً بخصوص التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية.
وتابع: ننسق مع سوريا بشأن تأمين الحدود وعودة اللاجئين، ومستعدون لتقديم الدعم.
مشاكل قانونية
حضور الرئيس السوري أحمد الشرع في قمة بغداد، قد يؤدي الى وقوع العراق بأزمة دبلوماسية خصوصا بعد مذكرة القبض العراقية الصادرة بحقه وعدم شموله بقانون العفو العام الذي يشمل العراقيين فقط، حسب التفسير القانوني.
وبهذا الصدد، رأى الباحث بالشأن القانوني عباس الجبوري، حضور احمد الشرع الى بغداد في مؤتمر القمة العربية فيه الكثير من "المشاكل".
الجبوري وخلال حديثه لـ(المدى)، بين أن الادارة السورية الجديدة لم تبدي اي موقف رافض لحضور الشرع الى بغداد لاسيما بعد لقائه وفدا عراقيا برئاسة رئيس جهاز المخابرات، حميد الشطري، فيما اكد وجود اتصالات على مستوى وزراء الخارجية بين البلدين، اشار الى عدم وجود مشكلة على هذا الصعيد.
"اما على المستوى الشعبي فهناك ضجر كبير من قبل الشارع العراقي لا سيما وان احمد الشرع مطلوب الى القضاء العراقي لإدانته بالكثير من الجرائم التي ارتكبها في العراق"، بحسب الجبوري.
وتساءل الباحث القانوني: "هل سيسمح القضاء العراقي بدخول الشرع للبلاد دون ان يتم القبض عليه؟، متوقعا دخول العراق في ازمة في حال القبض على الرئيس السوري المدعوم من أطراف دولية بينها الولايات المتحدة الأميركية.
وبشأن الحل الوحيد للتخلص من الازمة، لفت الى ان حضور الرئيس السوري سيكون محفوفا بالمشاكل، ومن الأفضل عدم حضوره.
حضور الشرع للقمة العربية يلفه الغموض.. "تخريجة" قد تضع البديل في بغداد
العراق قد يواجه "أزمة دبلوماسية"
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2025/02/5849-3-3.jpg)
نشر في: 12 فبراير, 2025: 12:13 ص