TOP

جريدة المدى > سينما > أودري هيبورن: نجمة هوليوود التي عملت جاسوسة للمقاومة خلال الحرب العالمية الثانية

أودري هيبورن: نجمة هوليوود التي عملت جاسوسة للمقاومة خلال الحرب العالمية الثانية

نشر في: 13 فبراير, 2025: 12:01 ص

ترجمة: عدوية الهلالي
في الخمسينيات والستينيات، –أصبحت أودري هيبورن، أيقونة للسينما والموضة. كما تم ترشيحها لخمس جوائز أوسكار وفازت بجائزة أفضل ممثلة عام 1953 عن أدائها في فيلم (الأميرة ورجل الشعب).
ومع ذلك، فقد أدت في مراهقتها خلال الحرب العالمية الثانية،دورا مختلفا تماما، حيث شاركت في عروض الباليه السرية لجمع الأموال للمقاومة الهولندية خلال الاحتلال النازي.
ولدت أودري هيبورن في بروكسل عام 1929، وهي ابنة البارونة الهولندية إيلا فان هيمسترا، ورجل الأعمال البريطاني النمساوي جوزيف هيبورن روستون.وفي لندن، كان والداها مفتونين بأفكار أوزوالد موزلي، زعيم اتحاد الفاشيين البريطانيين العنيف، وهي جماعة معادية للسامية. لقد تخلى والدها، هيبورن روستون، عن العائلة عندما كانت أودري في السادسة من عمرها. وتم اعتقاله لاحقًا بتهمة الارتباط بالفاشيين الأجانب وقضى فترة الحرب في السجون البريطانية.
"حتى عندما كانت طفلة صغيرة، كانت منفتحة، تضحك، تلعب، تمثل"، هكذا قال لوكا دوتي، الابن الأصغر للممثلة، لروبرت ماتزين، مؤلف كتاب الفتاة الهولندية، وهو كتاب صدر مؤخرا عن حياة أودري هيبورن خلال الحرب العالمية الثانية. ويوضح ماتزين "قررت والدة أودري أن إنجلترا بشكل عام وكينت بشكل خاص ليست المكان المناسب لأودري بسبب التهديد الوشيك بغزو ألماني لفرنسا وغزو من إنجلترا" لذا أخذت ابنتها من المدرسة الداخلية البريطانية التي تدرس فيها وانتقلوا إلى عقار عائلي في هولندا، وسجلت أودري في مدرسة للرقص، وكان اسمها يبدو هولنديًا أكثر، أدريانتجي فان هيمسترا لكنها ستغير اسم عائلتها لاحقًا إلى هيبورن عندما تبدأ التمثيل.
لم يكن الانتقال إلى هولندا خطوة جيدة فلم تكن تتحدث الهولندية. ويقول دوتي عن تجربة والدته في هولندا: "كان عليها أن تذهب إلى مدرسة هولندية دون أن تفهم كلمة واحدة، وكان الأطفال يسخرون منها" وفي هولندا كان الألمان بحاجة إلى الطعام والملابس لقواتهم، وكان كل هذا يؤخذ من الهولنديين وغيرهم من البلدان المحتلة.
اتخذ عم هيبورن، الكونت أوتو فان ليمبورغ ستيروم، موقفًا ضد النازيين. في عام 1942، فتم القبض عليه باعتباره شخصية بارزة مناهضة للنازية وأخذه عملاء النازيين إلى الغابة مع أربعة أشخاص آخرين وتم إطلاق النار عليهم جميعًا وألقيت جثثهم في قبور مجهولة.لقد أحبت هيبورن عمها كأبها، وقد حزنت بشدة بسبب مقتله.ويقول ماتزين "لقد أصبح هذا الأمر حدثًا وطنيًا، ونقطة تحريض للشعب الهولندي".وعلى الرغم من أن عائلتها كانت تتمتع بامتيازات، إلا أن النازيين قاموا بتحويل الطعام والموارد من هولندا، وكانت عائلة فان هيمسترا تعاني من الجوع.
عندما بلغت الخامسة عشرة من عمرها، صدر أمر إلى هيبورن بالانضمام إلى اتحاد الفنانين للنازية، أو التوقف عن الرقص في الأماكن العامة فاختارت أن تتخلى عن الرقص.
"من خلال الرقص، كان بإمكانها أن تحلم، وتطير، وتنسى.هكذا هربت من الواقع"، يقول دوتي عن شغف والدته.لقد رقصت هيبورن في منزل مغلق، باستخدام شمعة واحدة، حتى لا يتم اكتشافها. كانت تعزف على البيانو بصوت هادئ للغاية أثناء أدائها، ولكن لم يكن هناك أي تصفيق. وفي نهاية العرض، يتم جمع الأموال للمقاومة. وفي ربيع عام 1944، تطوعت هيبورن لتصبح مساعدة للطبيب هندريك فيسرت هوفت، الذي كان عضوا في المقاومة."لقد كانت تعتقد حقًا أن هناك صراعًا بين الخير والشر وأن عليك أن تختار أحد الجانبين"، كما يقول دوتي.
لم يكن الألمان يأخذون الأطفال على محمل الجد. وكان الهولنديون عمليين بما فيه الكفاية لفهم أن الأطفال، بما أنهم لم يكونوا مشتبه بهم في أي شيء، يمكن استخدامهم لنقل الرسائل وأداء مهام حيوية للمقاومة، وقد أحب الأطفال ذلك. ويضيف ماتزين: "لقد كان الأمر مثيرًا وخطيرًا، وأصبحوا أبطال المقاومة".وفي شباط 1945، أفادت التقارير أن 500 هولندي يموتون من الجوع كل أسبوع. ومثل كثيرين آخرين، كانت هيبورن وعائلتها بحاجة ماسة إلى الطعام. وأصبحت مريضة بشكل خطير، حيث عانت من فقر الدم واليرقان. وبينما كان يندلع قتال عنيف خارج بابها، كانت هيبورن وعائلتها يختبئون في القبو لأسابيع.
في نهاية الحرب، حصلت أودري على منحة دراسية لفرقة رامبرت للباليه في لندن. وعلى الرغم من موهبتها، إلا أن جسدها كان يعاني من ضرر دائم بسبب سوء التغذية، كما أنها تفتقر إلى القدرة البدنية اللازمة لتصبح راقصة باليه. لذلك اتجهت إلى التمثيل، فأدت أدوارًا صغيرة في مسارح ويست إند في لندن وفي أفلام مثل (عصابة لافندر هيل). وفي عام 1953، حصلت على أول دور رئيسي لها في فيلم (الأميرة ورجل الشعب). وحقق الفيلم نجاحا كبيرا مع الجمهور والنقاد. وبالإضافة إلى جائزة الأوسكار التي حصلت عليها عن هذا الفيلم، فازت هيبورن بجوائز إيمي وجرامي وتوني.وطوال مسيرتها المهنية، واصلت العمل لصالح المؤسسات الخيرية، بما في ذلك منصب سفيرة النوايا الحسنة لليونيسف. وتوفيت في عام 1993.
ويقول مؤلف الكتاب ماتزين: "لقد تم صقل غرائز أودري من خلال الحرب وكل ما كان عليها التعامل معه، وكانت لديها العديد من التجارب التي استخدمتها لتلعب شخصيات مختلفة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

لا سينما عربية بل سينمات ولا سينما بل أفلام

أودري هيبورن: نجمة هوليوود التي عملت جاسوسة للمقاومة خلال الحرب العالمية الثانية

كلاسيكيات خالدة: السجين.. دراما سياسية مثيرة

مقالات ذات صلة

لا سينما عربية بل سينمات ولا سينما بل أفلام
سينما

لا سينما عربية بل سينمات ولا سينما بل أفلام

قيس قاسم يدور سؤال الملف حول السينما العربية وهذا وحده بحاجة إلى تدقيق قبل الخوض في متغيّراتها، والحاصل فيها من تجديد أو تشخيص، لدوام ثبوتها على الحالة التي كانتها منذ عقود، لأنّ صفة "العربية"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram