ترجمة/ حامد أحمد
في اول قضية تشهدها السويد متعلقة بجرائم لدواعش ضد إيزيديين، أصدرت محكمة في ستوكهولم حكما بالسجن 12 عاما ضد امرأة سويدية من أصل عراقي من تنظيم داعش لارتكابها جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية باحتجازها ثلاث نساء إيزيديات مع ستة أطفال كعبيد في منزلها في الرقة وتعريضهم للإساءة والتعذيب وعرضهم للبيع.
وكانت محكمة مقاطعة ستوكهولم قد شرعت بأول جلسات محاكمة الداعشية، لينا إسحاق 52 عاما، في 7 تشرين الأول من العام الماضي بتهم ارتكاب جرائم ضد إيزيديين خلال الفترة من آب 2014 الى كانون الأول 2016 بعد احتجازهم بمنزلها في مدينة الرقة في سوريا معقل التنظيم هناك خلال تلك الفترة.
يذكر ان هذه هي المرة الأولى التي تشهدها محاكم السويد بمقاضاة دواعش لارتكابهم جرائم ضد إيزيديين، وكانت المتهمة إسحاق قد التحقت بتنظيم داعش في سوريا عام 2013 برفقة عائلتها، وهي تقضي أصلا احكاما بالسجن لاصطحابها ابنها ذي العامين الى سوريا، وكذلك اخفاقها في منع التنظيم من اقحام ابنها الثاني البالغ من العمر 12 عاما في صفوفه كمسلح بما يسمى أشبال التنظيم الذي توفي في العام 2017 وهو بعمر 16 عاما.
وقالت رئيسة محكمة ستوكهولم، القاضية ماريا اولفسدوتر كلانج، إن "المتهمة إسحاق كانت قد أجبرت النساء اللائي تم احتجازهن لديها بارتداء النقاب وتعدت عليهن بدنيا"، مؤكدة بالقول، إن "المدانة كانت جزءا من منظومة استعباد واسعة اوجدها تنظيم داعش ضد نساء وأطفال إيزيديين، لقد تصرفت من بمفردها في ابقائهم لديها كعبيد وسلبتهم حريتهم وساهمت في بيعهم أيضا."
وأضافت القاضية بقولها، إن "المدانة إسحاق سجنت النساء لمدة طويلة قاربت خمسة أشهر وعاملتهم كعبيد مملوكين لها وتم تصوير بعضهم استعدادا لبيعهم الى آخرين."
وذكرت المحكمة بان الجرائم التي ارتكبتها المدانة تقضي بالحكم عليها بالسجن 12 عاما، ومع اخذ محكوميتها السابقة بالحسبان، فان المحكمة عدلت الحكم بسجنها 16 عاما.
وتقضي إسحاق حاليا حكما بالسجن لمدة ست سنوات صادر عن محكمة سويدية في العام 2022 وذلك للسماح لابنها البالغ من العمر 12 عاما بالانخراط في صفوف تنظيم داعش كمسلح.
وذكرت وسائل اعلام سويدية بان المدانة، لينا إسحاق، كانت قد ولدت في العراق لعائلة مسيحية، ثم انتقلت اثناء طفولتها الى السويد، وقبل زواجها اعتنقت الإسلام. وبرفقة ما يقارب من 300 مواطن سويدي آخر، ربعهم من النساء، التحقت إسحاق في العام 2013 بصفوف تنظيم داعش.
وعندما بدأت خلافة عصابات داعش بعد ثلاث سنوات بالانهيار في العام 2017، هربت إسحاق من مدينة الرقة والقت القوات الكردية السورية هناك القبض عليها، ولكنها تمكنت بعد ذلك من الهروب الى تركيا حيث ألقي القبض عليها مع ابنها وطفلين آخرين كانت قد انجبتهم من زوج لها من عصابات داعش من تونس، ومن ثم تم ترحيلها الى السويد وتسليمها للسلطات الأمنية هناك.
يذكر ان هوية المدانة إسحاق كان قد تم تحديدها استنادا لمعلومات تم تزويدها من قبل فريق الأمم المتحدة للتحقيق بجرائم داعش المتواجد في العراق والذي يعرف باسم يونيتاد UNITAD .
وكان تنظيم داعش قد اجتاح منطقة سنجار حيث يسكن الإيزيديون في شمالي العراق في مستهل شهر آب عام 2014 شن خلالها حملة إبادة جماعية ضدهم. وعبر ثلاث سنوات تقريبا تم قتل ما يزيد على 5 آلاف إيزيدي على يد مسلحي داعش مع تهجير نصف مليون شخص.
واستنادا للأمم المتحدة فقد تم اختطاف واستعباد أكثر من 6 آلاف امرأة وأطفال إيزيديين. حيث قام مسلحو التنظيم بتعذيبهم واغتصابهم كاستعباد جنسي.
داوود خلف، رئيس جمعية للإيزيديين في مدينة سكارابورغ في السويد، قال إن مقاضاة وإدانة إسحاق قد ساعدا في بناء وتعزيز الثقة ما بين ابناء الطائفة الإيزيدية في السويد والسلطات المحلية.
وتأوي السويد الان ما يزيد على 6 آلاف لاجئ من الإيزيديين.
وقال خلف في حديث لقناة SVT الفضائية المحلية في السويد "انا اعرف نساء تم استدعاؤهن من قبل الشرطة السويدية للتحقيق واللائي لا يجرؤن على تقديم افادة خشية تسليمهن لداعش. ولكن بعد لائحة الاتهامات هذه فأن الصورة قد تغيرت."
وكانت ألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة وفرنسا قد سبقوا السويد في محاكمة افراد من رعاياهم من عصابات داعش ارتكبوا جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق مواطنين من الطائفة الإيزيدية كانوا محتجزين لديهم كعبيد.
عن: الـ BBC