 ديالى / محمود الجبوري

بعد عدة أشهر من اعادة الجسر الرابط بين قضاء الطارمية شمالي بغداد وناحية جديدة الشط شمال غربي ديالى عاد التواصل بين ديالى وبغداد بعد انقطاع لأكثر من 17 عاما بسبب اغلاق الجسر لدواع وتحوطات امنية.
ديالى اغلقت جسر الطارمية بسبب الاوضاع الملتهبة في قضاء الطارمية والذي لازال منبعا وبؤرا للجماعات الارهابية التي تهدد السكان والقطعات الامنية بشكل عام.
واغلقت السلطات الامنية جسر الطارمية الكونكريتي قبل 16 عاما لدواعي امنية ولمنع اي انشطة للخلايا الارهابية في بساتين الطارمية بالانتقال الى جديدة الشط المجاورة فيما اعيد افتتاحه اواسط عام 2024 رغم الاحتجاجات الشعبية الرافضة لفتح الجسر خشية انتقال الهجمات الارهابية الغادرة الى ناحية جديدة الشط الامنة.
عباس مكي أبرز وجهاء ناحية جديدة الشط وناشط في الشؤون الخدمية والمدنية قال في حديثه لـ(المدى): "نظمنا تظاهرات شاملة ابان افتتاح الجسر بسبب مخاوفنا من الهجمات والعمليات الارهابية وانتقالها من قضاء الطارمية الى ناحية جديدة الشط والتي تنعم ياستقرار أمنى تام ولم تسجل اي حادث ارهابي حتى في اعوام العنف الارهابي والطائفي في الاعوام الممتدة (2006-2008)".
واكد مكي ان "مطالب جديدة الشط تجاهلها نواب ومسؤولة ديالى رغم مشروعيتها الرامية للحفاظ على الامن ومنع وقوع حوادث وهجمات ارهابية يصدرها الارهابيين من مناطق الطارمية الساخنة"، مستدركا: "منذ افتتاح الجسر وحتى الان لم تسجل اي حوادث او خروقات امنية لكن مطالبنا ثابتة بإنشاء طريق مباشر من الجسر نحو الطريق العام الرابط بين بغداد وبعقوبة دون المرور في المناطق السكنية لحمايتها من خطر وهجمات ربما مباغتة".
وتابع: "نحن مستمرون بمطالبنا وشروطنا الامنية والخدمية الى جانب مطالبة القوات الامنية بتطهير بساتين الطارمية التي لاتزال تضم عناصر من داعش وتشهد أحداثا بين فترة وأخرى".
من جهته، بدد مدير ناحية جديدة الشط (30 كم شمال غرب بعقوبة) طالب حسين الخزرجي، المخاوف الامنية من افتتاح جسر الطارمية قائلا: "الجسر مؤمن بالكامل من قبل الاجهزة الامنية عبر مفارز ودوريات امنية ومرورية منتشرة في الجانبين بين الطارمية وجديدة الشط".
واشار الخزرجي في حديثه لـ(المدى) الى "تشكيل لجنة مختصة من قبل ادارة الناحية انجزت مهامها الفنية واللوجستية بتحديد نقاط (GPS) الخاصة بإنشاء طريق من الجسر نحو الطريق العام الرابط بين ديالى وبغداد لتعويض اصحاب البساتين المتضررين من قبل لجنة التعويضات ومن ثم الشروع بأعمال الاكساء والتأهيل".
ولفت الخزرجي الى ان لجنته المختصة انجزت مهامها مع جميع الدوائر المعنية بمشروع الجسر والطريق الرابط بين الجسر وديالى واحالت تقريرها الى المحافظة لاتخاذ الاجراءات اللازمة بمخاطبة لجنة بالتعويضات واكساء الطريق من قبل مديرية الطرق والجسور.
وبالرغم من المحاذير والمخاوف اعتبر الخزرجي "اعادة افتتاح الجسر مكسب خدمي لديالى باختزال المسافات الطويلة وفتح طرق جديدة مع العاصمة بغداد والتي من شأنها إنعاش الواقع الاقتصادي وتيسير حركة القوافل التجارية بين ديالى وبغداد".
مصدر أمني مسؤول في شرطة ديالى رفض كشف اسمه، نفى وجود اي مخاطر امنية منذ اعادة افتتاح جسر الطارمية وحتى الان.
وكشف المصدر في حديثه لـ(المدى) ان "قيادة عمليات بغداد اتخذت اجراءات استباقية شاملة في المناطق القريبة من جسر (الطارمية الجديدة) تضمنت إعادة توزيع القطاعات فيها، كما تم تحديد بعض الأماكن المهمة بالأسيجة الكونكريتية لمنع حركة عناصر داعش الإرهابية من مكان إلى آخر، فضلاً عن نصب كاميرات مراقبة لرصد اي تحركات او نشاطات ارهابية محتملة".
وقال: "عقدنا اجتماعات مع مختاري المناطق للتنسيق الامني والمعلومات حيال اي معلومات استباقية وابلاغ القطعات الامنية حيال اي طارئ امني".