ترجمة: حامد أحمد
شكت عوائل إيزيدية من بطء إجراءات تحديد هويات بقايا رفات إيزيديين عثر عليهم في مقابر جماعية من ضحايا تنظيم داعش حيث تم نبش 55 قبرا جماعيا من مجموع 93 تم تحديدها، في وقت ما تزال عوائل إيزيدية في انتظار اكتمال إجراءات تحديد هويات ضحاياهم عبر اختبارات الحمض النووي DNA ويتطلب الأمر في بعض الأحيان التحقق من أقارب لهم في ألمانيا وبلدان اخرى، ومن بين 750 جثة تم التحقق من هوية 242 رفاة فقط تمكنت عوائلهم من اجراء مراسيم دفن لائقة بهم.
وأشار تقرير لموقع K24 الاخباري وترجمته (المدى) الى، ان جروح وآلام جريمة الابادة الجماعية التي وقعت على الإيزيديين في العام 2014 قد تم فتحها من جديد الجمعة في وقت تم تسليم رفاة 32 جثة من الإيزيديين الذين قتلوا على يد تنظيم داعش الى عوائلهم بعد تحديد هوياتهم خلال مراسيم جرت في سنجار طغى عليها طابع الحزن والكآبة.
ويذكر ان الإجراءات الطويلة والمؤلمة لعملية تحديد هويات رفات الذين تعرضوا لجريمة الإبادة واعادتها لأقاربهم ما تزال مستمرة، وتسلط الضوء من جانب آخر على الحزن والألم المتواصل الذي يعانيه الإيزيديون المطالبين بتحقيق العدالة لهم.
من بين العوائل التي استلمت رفاة افراد عوائلها المغدورين هي الناجية الإيزيدية من أسر داعش، اخلاص، حيث تلقت رفاة اشقائها الاثنين مع والدها.
وتقول الإيزيدية اخلاص: "يبدو ان جريمة الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين وآلامها ليس لها نهاية، ما يزال لدينا أقارب وأحباء آخرين لا نعرف عنهم أي شيء، فما تزال هناك قبور جماعية كثيرة لم يتم نبشها والتحقق منها لكي نتعرف على رفاة اقاربنا فيها."
وعلى مدى ما يزيد على 10 أعوام ما تزال عوائل إيزيدية ينتابها الحزن والالم لسماع اخبار عن احبائهم وأقاربهم المفقودين، ورغم تحقق بعض التقدم في تحديد هويات رفات الضحايا عبر اختبار الحمض النووي DNA، فإن التأخير الناجم عن الروتين الممل في الإجراءات والبيروقراطية والافتقار الى الموارد قد جعلت من عملية تحديد الهوية تجري ببطء على نحو كبير.
وتؤشر عملية إعادة الرفاة التي جرت في مراسيم الجمعة بمثابة الوجبة السابعة من جهود إعادة رفاة الضحايا لأقاربهم بعد تحديد هوياتهم حيث وصل عدد الضحايا الذين تم التعرف اليهم الى 275، بينما ما تزال هناك في بغداد بقايا لرفاة 300 جثة أخرى بانتظار تحديد هوياتها.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية كانت عمليات نبش القبور الجماعية تجري بشكل مستمر، ولكن قسم قليل فقط من الجثث والبقايا التي تم انتشالها قد تم تحديد هوياتها. مديرة قسم المقابر الجماعية في دائرة الطب العدلي، ياسمين منذر، اشارت الى وجود عدة تحديات تتعلق بعملية تحديد الهوية.
وتوكد بالقول، إن "عملية الاختبار وتحديد هوية الرفات هي عملية صعبة بسبب محدودة اعداد وحدات الاختبار، كثير من العوائل قتلت في سنجار، بحيث لم يتبقى أقارب لمقارنة عينات الحمض النووي معهم، بالإضافة الى ذلك ان قسم من عوائل الضحايا يعيشون في الخارج، وعلينا ان نجلب عينات الحمض النووي منهم عبر فرقنا في ألمانيا. ونخطط لإجراء دورة أخرى من الاختبارات بعد رمضان في المانيا."
وأشار التقرير الى انه يوجد حاليا 93 قبر جماعي قد تم تحديدها مع نبش 55 قبر جماعي منها وبقاء 38 قبر آخر لم يتم التحقق منه ونبشه، ومن بين 750 جثة ورفاة تم انتشالها فان 508 جثة منها ما تزال لم يتم تحديد هويتها بعد، بينما تم التأكد من هوية 242 جثة وتسليمها الى عوائلهم وذويهم.
محما خليل، عضو برلمان إيزيدي عن محافظة دهوك، يقول: "نحن نقر بان هناك اعداد أكثر من المقابر الجماعية التي تم تحديدها رسميا، ونحن نحث الحكومة العراقية على ضرورة محاسبة المجرمين المتورطين بهذه الجرائم وفق الدستور والقانون، بالإضافة الى ذلك دعونا الحكومة على نحو متكرر وكذلك الجهات ذات العلاقة بضرورة الإسراع بعملية نبش هذه القبور والتحقق منها."
وفيما يتعلق بالأسباب التي تؤدي الى التأخر في تحديد هوية رفاة الضحايا، يقول خليل، إن "الإهمال الحكومي وعدم الاهتمام بهذه القضية هي من بين العوائق الموجودة فضلا عن عدم توفر المعدات والموارد الكافية للقيام بعملية نبش وتحقق نظامي من القبور الجماعية، وكذلك تواجد كثير من العوائل الإيزيدية في بلدان مهجر متعددة تجعل من عملية مطابقة الحمض النووي معهم لتحديد هوية الرفات أمرا أكثر تعقيدا".
عن: K24 الإخباري