 واسط / جبار بچاي

تجددت آمال الفلاحين والمزارعين بمحافظة واسط مع هطول موجة خفيفة من الأمطار خلال الأيام الاخيرة، فيما بينوا أن الأمطار كانت شحيحة جداً هذا الفصل وأثر انحسارها على الموسم الزراعي الشتوي.
بالمقابل رأى مختص في الموارد المائية أن الامطار الاخيرة قليلة بحدود 2 ــ 5 ملم وهذه الكمية تساعد في ترطيب التربة لكنها لا تعوض عن ريّة تامة، مؤكداً أن الريّة المطرية الكاملة بحدود 30 ملم للأراضي الزراعية في واسط.

وكانت مديرية الزراعة في واسط، قد حددت زراعة 700 ألف دونم للمحاصيل الشتوية (القمح والشعير) لموسم 2025، بفارق كبير عن السنوات السابقة التي بلغت المساحات المزروعة بكلا المحصولين نحو مليون و350 ألف دونم وبمعدل انتاج وصل الى 800 ألف طن في الموسم الواحد ما جعل واسط تحتل الصدارة على صعيد المحافظات الاخرى بكميات الانتاج ولأكثر من موسم.
ويشكو الفلاح جاسم دهش من أرياف ناحية واسط القديمة جنوب شرقي الكوت من "شحة كبيرة في مياه السقي الأمر الذي أدى الى تراجع المساحات المزروعة بمحصول الحنطة وصل الى أكثر من 50 % في بعض القرى التي يتعذر حصولها على مياه السقي الكافية".
وأضاف في حديثه لـ(المدى): "كنا نأمل بأمطار غزيرة في فصل الشتاء لتعويض النقص الكبير في مياه السقي لكن الأمطار كانت شحيحة جداً هذه السنة وما تزال أراضينا تشكو العطش".
واشار الى أن "عموم مناطق محافظة واسط لم تشهد هذه السنة أمطاراً مناسبة سوى قطرات خفيفة هنا وهناك لكن الأيام الاخيرة شهدت أمطاراً متوسطة أعادت الأمل لنا رغم محدوديتها".
وقال فلاح آخر من ناحية الشحيمية ذات الأراضي الزراعية الخصبة، إن " موجة الأمطار التي تساقطت في اليومين الماضيين أعادت لنا الأمل رغم أنها جاءت متأخرة لكنها عوضت عن ريّة كان المحصول بحاجة ماسة لها سيما وأنه في مرحلة مهمة من النمو تتطلب الحاجة الى السقي."
ولفت الى أن "الزراعة في محافظة واسط التي تصنف سلة خبز العراق أصبحت على حافة الانهيار نتيجة شح المياه وقلة الدعم الحكومي وكل ذلك أدى الى تراجع الانتاج الزراعي".
وبين، أن "الفلاحين في واسط قد استعدوا لتهيئة أراضيهم وبمساحات واسعة كما في المواسم السابقة لكنهم أصيبوا بخيبة أمل بعد إقرار وزارة الزراعة للخطة الزراعية للموسم الشتوي بتقليص كبير جدا في المساحات عازية ذلك الى شح المياه".
وتعاني اغلب المحافظات العراقية سيما محافظات الوسط الجنوب من تدهور خطير في البنية التحتية للقطاع الزراعي وتراجع الانتاج لمختلف المحاصيل الزراعية الشتوية والصيفية نتيجة للتغيرات المناخية والزحف الصحراوي إضافة الى نقص الوقود والكهرباء والمستلزمات الزراعية الاخرى.
ويكشف مدير زراعة واسط، أركان مريوش عن أن "الخطة الزراعية لموسم 2025 كانت مخيبة للآمال تماماً وأقرت بداية الامر بمساحة 555 ألف دونم للمحاصيل الشتوية القمح والشعير، وعند احتساب المساحات التي زرعت خارج الخطة الزراعية تصل المساحة الكلية المزروعة بالحنطة والشعير إلى 700 ألف دونم".
وأكد، "وجود فرق كبير عن المساحات التي كانت تزرع في السنوات الاخيرة والتي قاربت مليون و350 ألف دونم وهذا سوف يؤدي الى تراجع الإنتاج".
من جانبه يرى الخبير في الموارد المائية علي حسين حاجم أن "الامطار خلال فصل الشتاء دائما مفيدة للري وتنقية الجو وزيادة الأوكسجين وخلط النيتروجين في الجو مع الامطار يعطي غذاء حيوي للنبات يحتاجه في هذه الأيام".
وأضاف لـ(المدى)، أن "الامطار هذه الأيام محدودة بحدود 2 ــ 5 ملم وهي تساعد في ترطيب التربة لكنها لا تعوض عن ريّة تامة، فالريّة المطرية الكاملة تتطلب بحدود ٣٠ ملم في واسط".
وقال: "بالامكان استثمار هذه الامطار وإكمالها بالسقي المباشر الذي لا يحتاج الى كمية مياه كبيرة من المياه لكنه مع ذلك فأن أغلب الأراضي الزراعية بحاجة الى وفرة في مياه السقي لتعطي مردوداً إنتاجيا مناسباً".
وسبق أن أعلنت وزارة الموارد المائية عن المصادقة على إقرار الخطة الزراعية للموسم الشتوي 2024 ــ 2025بالتنسيق مع وزارة الزراعة وبعد احتساب الواردات والإطلاقات المائية المتوقعة والخزين المتاح للسدود والخزانات وتأمين حصة الأهوار، وذلك بتأمين السقي الى ثلاثة ملايين و141 ألف و500 دونم تتضمن محصول الحنطة والشعير والخضروات والمحاصيل الشتوية الأخرى.