 صلاح الدين / محمود الجبوري

يتخوف مواطنون ومزارعون من عودة عمليات الخطف المباغت في القرى والمناطق الممتدة بين أطراف قضاء طوزخرماتو شرقي صلاح الدين وحدود قضاء كفري التابعة لإقليم كردستان.
التحذيرات والمواقف برزت وتزايدت بعد نجاح قوات من البيشمركة من تحرير ثلاثة رعاة أغنام اختطفوا من قبل عناصر داعش قرب قرية دوراجي في منطقة داوودة التابعة لقضاء طوزخورماتو (75 كم شرق صلاح الدين). الفراغات الشاغرة او فراغات الموت بين صلاح الدين وكردستان لم تعالج حتى الان رغم مباشرة لواءي التنسيق المشترك من الجيش والبيشمركة بمهامهم القتالية والميدانية منذ عدة أشهر.
عودة "مصائد الخطف المحرمة" بين إقليم كردستان ومحافظة صلاح الدين اثار مخاوف المزارعين وقلقهم بعد تلاشيها لأكثر من عامين والاستقرار الامني الذي ساد القرى الساخنة دون تسجيل اي عمليات خط.. وقال آمر لواء 17 في البيشمركة، العميد حكيم ساتي في حديث لـ(المدى)، إن "أكثر من 80 كم2 بين حدود كفري وطوزخرماتو شرقي صلاح الدين خارج سيطرة الجيش والبيشمركة، وتحوي بؤراً خطيرة لمفارز داعش تتربص المزارعين والرعاة ممن يضلون الطرق ويقعون في قبضة عناصر التنظيم".
وحدد ساتي الفراغات الشاغرة الممتدة من طوزخورماتو وكفري والتي تمتد مرورا بقواطع قوره شاي وبلكانة العليا والسفلى وبلكة وجبل غره وشوراو وصولاً إلى أطراف الطوز، داعيا الى تكثيف مهام لواءي التنسيق المشترك ومعالجة فراغات الموت الشاغرة قبل تسلل عناصر داعش وعودتهم من جديد لشن هجمات غادرة تستهدف المزارعين والسكان بشكل عام.
وأشار الى، أن "عملية اختطاف الرعاة الأخيرة، هي الحادثة الاولى من أكثر من عامين ونصف بعد تدمير اوكار ومخابئ داعش من قبل البيشمركة وطيران قوات التحالف وقوات برية من التحالف الدولي"، نوها الى أن "عناصر التنظيم الحائرة والتائهة بين الجبال والكهوف تتربص الفراغات للتسلل نحو مناطق تؤمن لها المؤنة الغذائية والمادية عبر عمليات خطف سعيا للحصول على فدية من ذوي المخطوفين."
وتشهد المناطق الممتدة بين إقليم كردستان ومحافظة صلاح الدين، عمليات خطف مستمرة للمزارعين ورعاة الأغنام، بسبب الفراغات الأمنية التي توسعت بعد أحداث أكتوبر 2017، وانسحاب البيشمركة من قواطعها الأمنية. بدوره، يقلل العميد جمال واراني آمر اللواء 731 في البيشمركة -المحور الثاني من خطر عودة عمليات الخطف المباغتة، معتبرها صدفة واهمال من قبل الرعاة بدخول مناطق مجهولة وغير امنة حتى الان في مناطق اطراف قضاء كفري.
واكد واراني في حديثه لـ(المدى) ان "مفارز وعناصر داعش تلاشت تقريبا في قرى (دوراجي وشوراو وبلكانة سالم وبلكانة سادة وغرة) وباتت تبحث عن ملاذات اختباء هربا من القوات الامنية والضربات الجوية المتقنة التي دمرت عشرات الاوكار والمعاقل الخفية لعناصر داعش خلال الفترات الماضية". واشار واراني الى ان "خطوط التماس بين قضاء طوزخرماتو وقضاء كفري تحت سيطرة البيشمركة ولم تسجل اي حالات خطف او تسلل منذ فترة طويلة الى ان القرى النائية والمتناثرة لا يمكن احتوائها جميعا ولا يمكن منع حركة الرعاة رغم التحذيرات المستمرة من عمليات الخطف الغادرة". ويرابط لواء 731 في حدود قضاء كفري وشرق صلاح الدين عند أطراف قضاء طوز خورماتو وتنتشر 4 أفواج من تشكيلاته لحماية القواطع الامنية والقرى والقصبات الساخنة.
الى ذلك، اعتبر الباحث بالشأن الامني مراد فاهمان الفراغات الشاغرة بين صلاح الدين وكردستان وعموم المناطق المتنازع عليها خطرا قائما لا يمكن احتواءه بالعمليات البرية الكلاسيكية او حتى التواجد الميداني المستمرة بسبب تضاريسها المتشعبة وامتداداتها الجغرافية الوعرة، داعيا الى "استخدام الحرب الالكترونية لاجتثاث بقايا تنظيم داعش من المناطق الشاغرة وتسيير طائرة رصد مسيرة لتحديد تحركات العناصر الارهابية وتوجيه ضربات جوية متقنة ". ورأى فاهمان في حديثه لـ(المدى) ان "الاستعانة بالطيران المسير والتنسيق مع التحالف الدولي ومنحه دورا امنيا اوسع في ملاحقة بقايا داعش حلا ناجعا للقضاء على الخطر الامني وتطمين السكان والرأي الشعبي بزوال خطر داعش الإرهابي".