متابعة المدى
ضيفت قاعة طوفان للفنون البصرية المعرض الاستذكاري للفنان الفوتوغرافي الراحل عبد علي مناحي، ضم المعرض عشرات الصور التي وثقت للمكان والانسان بما يحمله من جماليات، اظهرها من خلال كاميرته الفنية عبر أكثر من خمسة عقود قضاها الراحل في التصوير الفوتوغرافي، والعمل الصحفي..
حيث قدم الكثير من المعارض الشخصية والمشتركة، وكان أول معرض شخصي له عام 1973 إضافة الى مشاركاته في معارض فوتوغرافية متعددة بعضها محلية وأخرى دولية معروفة، وعرفت صوره الفوتوغرافية لمناقشة إشكالية الظلّ والضوء.
ويعد مناحي من أبرز وجوه الجيل الثاني من الفوتوغرافيين العراقيين، والذين يحسب لهم تطور فن الفوتوغراف في العراق، أمثال فؤاد شاكر، وجاسم الزبيدي وآخرون.
ولد الفنان عبد علي مناحي في مدينة الناصرية عام 1945، وعمل هاويا منذ مطلع الستينيات واحترف التصوير عام 1963م، البداية كانت في التصوير السينمائي والذي انطلق منه الى عالم التصوير الفوتوغرافي بمحض الصدفة، فقد اعجبته لقطة ثابتة خلال مشهد سينمائي اشتغله، وجدها تنبض بالحياة والواقعية اكثر من اللقطة المتحركة فكانت الانعطافة الى الفوتوغراف، منذ الصغر كانت أمنيته أن يعمل في كل المجالات وفعلا عمل كاتبا للنصوص التلفزيونية وفي مجال التمثيل حين كان يرافق كبار الممثلين آنذاك منهم الراحل الدكتور فاضل خليل، لكن الفوتوغراف كان عشقه الأول ووجد فيه الواقعية بكل تفاصيلها، واستمرت الرحلة بعد ذلك لأكثر من نصف قرن. ويعد الفنان مناحي من أهم الأسماء في الجيل الثاني من الفوتوغرافيين العراقيين، فقد كانت له منجزات فنية في مجال التصوير جعلته في طليعة هذا الجيل.. عمل لسنوات طويلة في جريدة الجمهورية الى جانب المصور المعروف فؤاد شاكر، ورحيم حسن، وغيرهم. كتب المناحي مرة: اشتغالاتي كانت من الواقع، والظل والضوء هما جزء من الواقع او بمعنى آخر هما انعكاس له، ويمثلان الخير والشر وربما يمتزجان ليشكلا حالة أخرى، والصورة الفوتوغرافية هي وليدة الواقع، والمصور ربما يرى ما لا يراه الآخرون وهي هبة من الله وأحيانا يلعب الزمان والمكان كعاملين مهمين في صناعة الصورة، منذ طفولتي وانا أصور واقع مدينتي الناصرية في مخيلتي، المدينة والأهوار والأسواق، وحين احترفت التصوير كانت هذه المشاهد تقفز الى ذهني مثل الضوء وتخفت الى الظل.