 واسط / جبار بچاي

طالبت هيئة الرأي في واسط، وهي هيئة تطوعية تضم نخبة من الأكاديميين والباحثين والمختصين في عدة مجالات، وتشكلت الهيئة برغبة من المحافظ للتشاور في بعض الأمور المحلية، بضرورة تأمين المستلزمات اللازمة لإنشاء مطار الكوت المدني وفقاً للمواصفات المعمول بها في المطارات المدنية، إضافة الى أهمية وجود أكاديمية للطيران بالمحافظة.

بالمقابل رفض طيار متقاعد وهو عضو في الهيئة استغلال قاعدة الكوت الجوية بوصفها قاعدة عسكرية ذات مواصفات تفيد الغرض العسكري للطائرات المقاتلة والمروحية وتمثل مصدر قوة واقتدار للعراقيين جميعاً لمجابهة اي عدوان خارجي يستهدف بلدهم، داعياً الى أهمية ايجاد أرض بديلة لإنشاء المطار المدني.
وقال عضو الهيئة حسن شهيد العزاوي في حديث لـ(المدى) إن "عمل الهيئة تطوعي، وهي هيئة استشارية ليس لها صلاحية فرض قرارات على الحكومة المحلية إنما إبداء المشورة وتقديم الأفكار والطروحات التي تعتقد أنها نافعة ومفيدة لأبناء المحافظة، ويمكن لها عقد جلسات تشاورية مشتركة مع رؤساء الدوائر أو مع الحكومة المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي لإنضاج الأفكار والرؤى في هذه القضية أو تلك". وأضاف، أن "الهيئة وضعت لها برنامجاً وفق الأولويات التي تعتقد أنها مهمة وكانت أولى تلك الأولويات تقديم ورقة تتعلق بأهمية مطار الكوت المدني وضرورة طرحه كفرصة استثمارية تفيد المحافظة والبلد عموماً، إضافة الى البحث والتحري عن أسباب توقف العمل فيه بعد أن أقرته وزارة النقل ضمن خططها سابقاً ومعالجة أسباب ذلك مع إمكانية على تقديم كل التسهيلات اللازمة لإنجاز هذا المشروع الحيوي".
وفي الثامن من نيسان 2017 هبطت طائرة وزير النقل آنذاك كاظم فنجان الحمامي بينما كانت حكومة واسط المحلية وأبناء المحافظة في انتظاره ليتم في اليوم ذاته إرساء حجر الأساس لمطار الكوت الدولي ليكون واحداً من أهم المطارات حسب قول الوزير الذي حدد الرحلات الداخلية والخارجية للمطار حينها والتي تكون أربيل / كوت / بصرة وأيضا سليمانية / كوت / بصرة وبالعكس أما الرحلات الخارجية ستكون أربيل / كوت / مشهد ، كذلك سليمانية / كوت / طهران، إضافة الى رحلات نقل الحجاج والمعتمرين الى الديار المقدسة، لكنه الى الآن وبالرغم من مرور نحو ثمان سنوات لا مطار ولا طيران ولا رحلات داخلية أو خارجية. ويؤكد العزاوي، أن "قضية إنشاء مطار الكوت المدني باتت الشغل الشاغل لنا في الهيأة وستبذل هيئة الرأي قصارى جهودها مع الحكومة ووزارة النقل إضافة الى وزارتي المالية والدفاع لتحقيق حلم أبناء واسط بوجود مطار مدني يسهل عليهم السفر الى الوجهات التي يريدونها".
من جانبه، قال عضو الهيأة المهندس حيدر ماجد حسن، التدريسي في كلية الهندسة بجامعة واسط إن "فكرة انشاء أكاديمية للطيران في المحافظة تبلورت في كلية الهندسة من خلال التباحث بين أساتذة الكلية، في الكثير من اللقاءات مع عدد من المختصين بهذا الشأن".
وأضاف أن " قاعدة أبو عبيدة الجوية التي تعود الى وزارة الدفاع وتستخدم من قبل قيادة طيران الجيش فيها الكثير من الجوانب الفنية لتكون أكاديمية عسكرية من خلال الاستفادة من قاعاتها في الدراسة النظرية وساحاتها ومدرجاتها الكبيرة للجانب العملي والتدريبي".
من جانبه شدد عضو هيئة الرأي، الفريق الطيار المتقاعد حسين علي مرواح على "إمكانية تامين المستلزمات اللازمة لإنشاء مطار مدني في محافظة واسط بحكم موقعها وانفتاحها على المحافظات الاخرى من خلال شبكة الطرق الخارجية وجوارها الى العاصمة بغداد وكل ذلك يتيح سهولة وصول المسافرين من تلك المحافظات الى مطار الكوت للسفر الى الوجهات التي يقصدونها."
وقال مرواح، انه "بقدر مطالبتنا بانشاء مطار مدني في المحافظة نؤكد على ضرورة الحفاظ على مكانة قاعدة أبو عبيدة الجوية وعدم المساس بها بوصفها قاعدة عسكرية نموذجية ذات مواصفات تفيد الغرض العسكري للطائرات المقاتلة والمروحية، وهي واحدة من أهم قواعد القوة الجوية العراقية كانت ولا تزال".
ونبه مرواح الى "عدم الربط بين مشروع المطار المدني مع مصير قاعدة الكوت المعروفة، قاعدة أبو عبيدة الجوية، فالمطار المدني مطلب عام للجميع، اما القاعدة فهي بنى تحية عملاقة ورصينة يجب الحفاظ عليه لإعادتها مستقبلا إلى وضعها السابق، فهي مصدر قوة واقتدار للعراقيين جميعاً لحماية وطنهم من أي اعتداء خارجي يحصل مستقبلاً".
وتابع قائلا: "دعونا نبني مطارنا بأيدينا وأموالنا وهمة رجالنا ونترك القاعدة وكل ملحقاتها للعراق.. لا تقللوا من همة من يفكر أو يعمل أو يخطط، وعلى الحكومة تلبية مقترحاتنا وطلباتنا".
وشدد على، "ضرورة إيجاد ارض بديلة ذات مساحة مناسبة لإنشاء مطار مدني بمواصفات عالمية وليس مطار تقليدي بمجرد اسمه مطار".
وذكر عضو الهيأة المتقاعد حالياً، نائب محافظ واسط السابق رشيد البديري أن "محافظة واسط سبق وأن صادقت على تخصيص ارض ذات مساحة مناسبة، لإنشاء مطار الكوت المدني، وهذه الأرض هي ضمن الفرص الاستثمارية التي ستعلن مستقبلا".
وأوضح أن "مطار الكوت ستكون له انعكاسات إيجابية كبيرة على مواطني المحافظة من خلال فرص العمل التي سيوفرها لهم إضافة إنعاش الوضع الاقتصادي في المحافظة نتيجة حركة الطيران التي ستكون فاعلة لاسيما في المناسبات الدينية والزيارات".
ومنذ تولي باقر جبر الزبيدي وزارة النقل سابقاً، تم الإعلان في 11 أيلول 2014، عن إمكانية افتتاح مطار مدني في مدينة الكوت، وموافقة وزير النقل وكالة عبد الحسين عبطان في صيف 2016، بتحويل جزء من قاعدة الكوت الجوية الى مطار مدني، مع إعلان إدارة المحافظة نهاية العام 2016 إكمال المرحلة الأولى للتصاميم المقترحة لمطار الكوت المدني، كانت المحافظة تأمل تحقيق إنشائه إسوة بمحافظة الناصرية، التي شهدت افتتاح مطارها المدني في العاشر من آذار 2017، الذي شيّد هو الآخر على قاعدة الإمام علي العسكرية.
وتضم قاعدة الكوت العسكرية (قاعدة أبو عبيدة سابقاً)، (5 كم غربي الكوت) التي يراد استغلال جزء منها لمطار الكوت المدني، مدرجين كبيرين لإقلاع مختلف أنواع الطائرات العسكرية وهبوطها، كما تعد من القواعد الجوية المهمة، حتى أصبحت بعد العام 2003، المقر الرئيس للقوات الأميركية في المحافظة، وسميت (قاعدة الدلتا)، قبل أن يتم استبدال تسميتها بعد رحيل تلك القوات الى قاعدة الكوت الجوية.
يذكر أن محافظ واسط محمد جميل المياحي أعلن في 25 كانون الثاني 2025 تخصيص أرض بمساحة 20 ألف دونم في قضاء الصويرة شمالي المحافظة لتشييد مطار العراق الدولي ليكون مجاوراً الى العاصمة بغداد.