علاء المفرجي
رواية كيف سقينا الفولاذ لمؤلفها نيكولاي أوستروفسكي صدرت في طبعة جديدة عن دار المدى لمترجمها الروائي العراقي الراحل غائب طعمة فرمان.
والرواية سيرة ذاتية حدثت في الحياة الحقيقية، توفي والد أوستروفسكي، وعملت والدته طاهية. عندما انضم إلى الحرب مع الجيش الأحمر، فقد عينه اليمنى بسبب نيران المدفعية أثناء الحرب.
رواية تنتمي للواقعية اشتراكية كتبها نيكولاي أوستروفسكي (1904-1936). مع بيع 36.4 مليون نسخة، وتعد واحدة من أكثر الكتب مبيعًا على الإطلاق [ 1] والكتاب الأكثر مبيعًا باللغة الروسية.
تتناول القصة حياة بافيل كورتشاجين، بما في ذلك قتاله في الحرب الأهلية الروسية وما بعدها عندما قاتل لصالح البلاشفة أثناء الحرب وأصيب. وتتناول الرواية كيف تعافى كورتشاجين من جروحه وبالتالي أصبح قويًا كالفولاذ.
تبدأ الرواية عندما كان كورتشاجين يبلغ من العمر 12 عامًا، ويعيش في بلدة شيبيتوفكا في أوكرانيا. طُرد من المدرسة لأنه وضع التبغ في عجينة الخبز ويجب أن يذهب للعمل كغاسل أطباق. وبصفته غاسل أطباق، تعرض للضرب من قبل زميل في العمل، لكن شقيقه أرتيوم يدافع عنه. تقفز الرواية إلى سن 16 عندما يعمل في محطة طاقة. يلتقي ببلشفي يُدعى جوكراي بعد مشادة مع الشرطة السرية القيصرية. يخبره جوكراي عن البلاشفة ولينين. كما يلتقي بتونيا تومانوفا، أولى اهتماماته العاطفية العديدة. تقفز الرواية مرة أخرى إلى عام 1917 عندما يغزو الجيش الألماني شيبيتوفكا. يشهد كورتشاجين تغيير المدينة للأيدي عدة مرات في فوضى الأشهر التالية، مع حدوث مذبحة ضد السكان اليهود في المدينة أثناء احتلالها من قبل الجنود الموالين لسيمون بيتليورا. ينضم كورتشاجين في النهاية إلى البلاشفة ويقاتل في الحرب الأهلية والحرب البولندية السوفيتية. يتعرض لإصابة في عموده الفقري، مما يؤدي إلى استنزاف قوته ببطء لبقية الرواية. بعد الحرب، يعمل ميكانيكيًا للسكك الحديدية ويتقدم كعضو في كومسومول في كييف. يطور العديد من الروابط الاجتماعية هناك لكنه يفقد الاتصال بالعديد من أصدقائه بعد افتراض وفاته أثناء العمل لبناء خط سكة حديد طوارئ لتزويد شيبيتوفكا بالحطب. مع تدهور صحته بسبب حياته الصعبة وإصابات الحرب، يقضي وقتًا في ساناتوريا على ساحل البحر الأسود، حيث يلتقي في النهاية بابنة صديقة والدته الصغيرة ويتزوجها. في النهاية، بعد أن فقد بصره وشلله بالكامل تقريبًا، ينتقل بافيل إلى موسكو لاستشارة المتخصصين الطبيين، لكن حالته ميؤوس منها وينتهي به الأمر بالبقاء هناك لكتابة رواية عن فرقة سلاح الفرسان الخاصة به من الحرب الأهلية.
غدت رواية كيف سقينا الفولاذ الصادرة عام 1934 من عيون الأدب السوفييتي واحدا من أكثر الكتب رواجاً في الخارج وتحقق حلم نيقولاي سيتروفسكي الذي قال: إن أروع شيء بالنسبة للإنسان هو إن يغدو كل ما خلقه في خدمة البشرية حتى بعد موته.
عاش نيقولاي سيتروفسكي (1904 -1936) حياة قصيرة ولكنها ساطعة. أقعده مرض السكري وهو شاب في العشرين من عمره بعد الجراح التي أصيب بها في جبهات الحرب الأهلية وفقد البصر. وأصبحت صحته تتردى يوماً بعد يوم. وفي تلك الفترة بالذات بدأ يكتب كتابه الرائع الوضاء الشجاع عن الشباب والحب والكفاح في سبيل الحياة الجديدة ومعظم شخصيات الرواية تستند الى نماذج واقعية، بينما كانت حياة الكاتب نفسه أساس الشخصية البطل الرئيسي بافل كورتشاغين.
الرواية وضعت نيقولاي ستروفسكي من أعظم الكتاب رغم انه لم ينشر سوى هذى الكتاب الخالد المستوحى من سيرة حياته وسمي الحي الذي سكنه في حياته في موسكو باسمه تكريماً له.