TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يحيي مئوية شيخ الباحثين العراقيين د. حسين أمين

بيت المدى يحيي مئوية شيخ الباحثين العراقيين د. حسين أمين

نشر في: 3 مارس, 2025: 01:02 ص

 بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، يوم الجمعة، جلسة استثنائية بمناسبة الذكرى المئوية لولادة شيخ الباحثين العراقيين الدكتور الراحل حسين أمين، سلطت الضوء على منجزه وحياته والمجايلات المهمة التي عاشها مع مصطفى جواد واعلام اخرين، فضلا عن حضوره التلفزيوني من خلال البرامج الثقافية.
الباحث رفعة عبد الرزاق، قال في معرض ادارته للجلسة ان "المؤرخ والكاتب والباحث والأكاديمي العراقي الكبير حسين امين، ومن خلال مئويته، والحقيقة ان امين الذي يعرفه أكثر العراقيين لانه كان وجها تلفزيونيا معروفا للجل الماضي بندواته وجلساته التاريخية والتراثية".
وأضاف انه "عام 1925 كانت ولادة الدكتور حسين أمين وكانت ولادته في بغداد، وقال انها كانت في محلة تدعى (باب الطوب) وهذه المحلة تقع مقابل وزارة الدفاع السابقة وهي محلة بغدادية قديمة، وقد ذكر مرة انه قيسي النسب". وأكمل عبد الرزاق بالقول: انه "نشأ في بغداد ودرس دراسته الأولية في المدرسة المأمونية ثم الثانوية المركزية ثم دخل دار المعلمين حتى حصل على البعثة الدراسية العراقية الى مصر وذهب ودخل جامعة الإسكندرية وهي من كبريات الجامعات المصرية ويكفي ان يكون الدكتور طه حسين في فترة رئيسا لهذه الجامعة، ونال الماجستير والدكتوراه وكثيرا ما كان يتحدث عن هذه الرحلة العلمية الى مصر بفخر واعتزاز".
وأشار الى انه "عندما أنهى الدكتوراه عاد الى بغداد وعين أستاذا في كلية الآداب بجامعة بغداد وبقي بهذا المنصب حتى تقاعده عام 1978، ويمكن القول ان الفترة التي تلت تقاعد الدكتور حسين امين كانت فترة ذهبية من حياته العلمية، فقد ألف وكتب ودخل المؤسسات والجمعيات والنوادي العلمية من أوسع الأبواب، وكتب مئات المقالات التي تتعلق بتاريخ بغداد".
من جانبه قال الأستاذ، حسين محمد عجيل، إنه "رصدت ثلاث شخصيات ارتبطوا بمصطفى جواد منذ بداياتهم الأولى ومنذ كانوا أطفالا واستمروا بذلك حتى وفاة مصطفى جواد وتواصلوا معه إنسانيا وثقافيا وشاركوه في بعض ابحاثه ودراساته وزاملوه في الجامعة، وكان اولهم الدكتور علي الوردي الذي كان تلميذه في ابتدائية الكاظمية ثم أصبح زميلا له في كلية الآداب وشاركه في كثير من البرامج التي كان يقدمها حسين امين، والثاني محمد مكية الذي كان تلميذه في المتوسطة الشرقية، والثالث هو حسين أمين".
وبين ان "بين زقاق داره التي ولد فيها في محلة الطوب عام 1925 المنسوبة للمدفع الشهير للسلطان العثماني مراد الرابع ويشغلها اليوم مبنى دار الكتب والوثائق مقابل وزارة الدفاع وبين المدرسة المأمونية مقابل ساحة الميدان التي انتظم فيها في العام الدراسي 1931 ثمة مسافة قصيرة يمكن لخطى الطفل الصغير حسين امين ان تقطعها ببضع دقائق مارا بجدار في سور بغداد متبق من باب السلطان المحشور اليوم بين وزارة الدفاع وقاعة الشعب، هنالك في تلك المدرسة المقابلة لجامع الأحمدي التي هدمت سنة 1959 وضمت الى وزارة الدفاع كان القدر يهيئ له فرصة التلمذة على يد شخصية استثنائية ارتبط بها نحو أربعة عقود من عمره، كان ذلك المعلم هو الدكتور مصطفى جواد، وكان اللقاء هو الميلاد الحقيقي للدكتور حسين امين الذي نحتفي اليوم بمئويته أكاديميا بارزا نجح كأستاذه في الخروج من اسوار الجامعة الى رحبا المجتمع ليكون مؤثرا في تنوير الرأي العام ومؤرخا فذا ومؤلفا ومترجما ورائدا للإعلام الثقافي في اقدم تلفزيون بالعالم العربي ونقابيا مبادرا، فهو مؤسس الجمعية العراقية للتاريخ والاثار ورئيسها وهو اول امين عام لاتحاد المؤرخين العرب".
وتابع بالقول: ان "حسين امين يقول عن أيام تلمذته في المدرسة المأمونية، أقول بكل فخر واعتزاز ان الدكتور الراحل مصطفى جواد كان استاذي ومعلمي الأول فهو شخصية ليست عراقية فحسب بل هو شخصية عالمية نفخر ونعتز جميعا بها وما زلت اذكر ان اول لقاء جمعني به كان عام 1930 حين درسني في مدرسة المأمونية الابتدائية وفي اطوار تنقله ما بين المدارس والمعاهد والجامعات ظل التلميذ المبهور بأستاذه متابعا له ولأخباره وحريص للاستماع الى برنامجه (قل ولا تقل)".
د. صالح زامل ذكر انه "في الجانب الأكاديمي يمثل الدكتور حسين امين واحدا من الجيل الذين لم يكونوا مطوقين بأسوار الاكاديمية وانما الأكاديميين الذين خرجوا الى الحياة وحاولوا ان يقاربوا بين الحياة والأكاديمية، ونجد ذلك واضحا في اطروحته وشكل الشخصيات التي اهتم بها، وهذا الجيل الذي يمثله حسين امين ومصطفى جواد وشاكر الالوسي وحسيين علي محفوظ وعلي الوردي ومحسن جمال الدين وعشرات الأكاديميين، هذا الجيل ما عاد يتكرر في الجامعة، والان الجامعة منقطعة عن الحياة والتواصل مع الجمهور بشكل عام". وأضاف ان "هؤلاء يبدو جزء من وظيفتهم التنويرية كان يدفع بهم التنوير الى هذه المنطقة وحسين امين حضوره في التلفاز هو شكل من اشكال نقل الجامعة الى الجمهور بشكل عام". واكمل حديثه قائلا انه "اذا اردت ان اعلل هذه القضية والفوارق بين الجيلين، ببدو ان لها علاقة بان الجيل الذي ولد في بغداد وعاش ذاكرتها ولما جاء يدرس ثم يكتب في افاق لها علاقة في الحياة البغدادية تجد هناك دفق كثير من الذاكرة يحضر، لهذا اكاديميته لم تمنعه ان يكتب في التراث الشعب وهو تراث العامة والجمهور وتراث الشعب والثقافة الشعبية، والجيل اللاحق جيل منقطع عن بغداد وسبب انقطاعه هو ان هذا الجيل عاش مهمشا في بغداد أي انه لم يعش في بغداد بوصفها جزءا منه وحتى ذاكرته التي تشكلت جاءت بشكل كوتونات في اطراف بغداد واذا مشى داخل بغداد قد يكون محمي الظهر فلا تبهره العمارة وقد يكون عني بشيء محدد واهتم بقضية التعليم ونظر الى ان الذين يتعلمون يحصلون على الوظائف".
وبين ان "حسين امين نشر مقالتين في اول اصدار مجلة التراث الشعبي التي صدرت عام 1963 وفي عددها الثاني ظهرت له مقالة عن (العيارين في بغداد) وعنوانه (العيارون ونشاطهم الشعبي في بغداد) والمقالة الثانية كانت بعنوان (صور من حياة البغادة الاجتماعية) وفي المقالة الأولى رصد لنا ظاهرة العيارين وحاول قدر الإمكان ان يشتغل على تأصيلها في التاريخ فكل ظاهرة يأخذها يحاول تأصيلها".
ونوه الى ان "حسين امين في رصده لظاهرة العيارين وحاول رصدها تاريخيا في البداية وحاول ان ينظر لها نظرة مختلفة غير التي نعرفها عنهم بكونهم لصوص وسراق وخارجين عن النظام وكاسرين للقانون، وحاول ان ينظر لها من زاوية مختلفة ورصد جملة أشياء تجعلها ترتقي من فكرة السرقة واللصية الى صورة ثانية، فرصد مظاهر تذكرها بعض الكتب ومنها ا العيار اذا سرق لا يسرق من فقير او امرأة ولا يسرق من بضاعة دون الالف واذا سرق من ضعيف يشاطره النصف، فهذه المظاهر تحاول ا قل صورة ثانية".
بدوره قال المفهرس والباحث في التراث حسن عريبي الخالدي ان "د. حسين امين اول طالب عربي ينال شهادة الدكتوراه من جامعة الإسكندرية، وتنوعت مجالات اهتمامات الدكتور حسسين امين في مباحثه ولكن نال التعليم والتربية الاسلامية ومؤسساته واعلامه النصيب الاوفر في اشتغاله ومباحثه ومنها الامام الغزالي مدرس المدرسة النظامية المنشور في مجلة كلية الآداب، والمدرسة المستنصرية المطبوع في مطبعة شفيق عام 1960 واصل الكتاب رسالة الماجستير في التاريخ الإسلامي عام 1958، والمدارس الإسلامية في العصر العباسي واثرها في تطوير التعليم نشرت في مجلة المؤرخ العربي والمسجد واثره في تطوير التعليم نشر في دراسات تاريخية، وكذلك نشأة الحركة التعليمية في العراق واثرها في نهضة الآداب والعلوم، وخص الحقبة السلجوقية في رسالته لنيل الدكتوراه في التاريخ الإسلامي والموسومة (تاريخ العراق في العصر السلجوقي) وطبعت في المطبعة الاهلية ونال عنها الدكتوراه من جامعة الإسكندرية عام 1962". وأشار الى ان "من مباحثه عن الحقبة السلجوقية (الصلة بين النظم الإسلامية للماوردي) وترجم للعربية وحقق كتاب العراضة في الحكاية السلجوقية".
الاستاذ محسن العارضي، قال انه "في الذكرى المئوية لولادة شيخنا القيسي الأستاذ الدكتور حسين امين اجد من المناسب استعارة بيت الشعر الاتي: (اراحلون وان طال الزمان بهم.. اقول القول مما غابوا ولا رحلوا) وأقول لشيخنا القيسي: يا والدي لست الوليد بصلبه.. من فكره انست بالأنساب.. انا ان وفقت الكيل فيك فبعضما اوفي لك قصيدة الاعجاب".
وذكر انه "ونحن نتحدث عن شيخنا القيسي الذي عرفته الأوساط الاكاديمية والثقافية على الصعيدين الوطني والاقليمي فضلا عن الأوساط الدولية بانه بغدادي المولد والنشأة وعراقي الهوى وعروبي المنهج وانساني النزعة".
وبين انه "حري بنا ان نتناول سيرة ومسيرة هذه المثابة الوطنية لكي تكون مثالا يحتذى به لاسيما في المجالات التي تتطلب اليوم بذل المزيد من الجهد للمحافظة على الوحدة الوطنية التي تعد غاية يتوجب على الجميع الاسراع نحوها والعمل من اجلها، وهذه الثلاثية كان يؤكد عليها فيما يخص الوحدة الوطنية".
ولفت الى انه "مثلما نال الدكتور حسين محفوظ لقب (شيخ بغداد) ومحمد مهدي البصير (ميرابو العراق) نال حسين امين لقب (شيخ المؤرخين العرب)". ودعا العارضي المسؤولين عن الشأن الثقافي في العراق الى تسليط الأضواء على هذا العالم الجليل من خلال تسمية شارع او ساحة او صرح علمي باسمه فضلا عن إعادة مؤلفاته التي بلغت 15 مؤلفا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

أقدم باعة الصحف في واسط حزين على الصحافة الورقية

في معرض استذكاري.. طوفان تستعيد الفنان الفوتوغرافي عبد علي مناحي

روسيا تحتضن معرضاً للفنان العراقي صفاء حاتم سعدون الحساني

مكتبة الصويرة الوحيدة تصمد أمام مواقع التواصل الاجتماعي

اتحاد الأدباء يستذكر الفنان الراحل طعمة التميمي

مقالات ذات صلة

بيت المدى يحيي مئوية شيخ الباحثين العراقيين د. حسين أمين

بيت المدى يحيي مئوية شيخ الباحثين العراقيين د. حسين أمين

 بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي، يوم الجمعة، جلسة استثنائية بمناسبة الذكرى المئوية لولادة شيخ الباحثين العراقيين الدكتور الراحل حسين أمين، سلطت الضوء على منجزه وحياته والمجايلات المهمة التي عاشها...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram