TOP

جريدة المدى > سياسية > تنظيف أكثر من ثلاثة ملايين متر من الألغام في العراق خلال 2024

تنظيف أكثر من ثلاثة ملايين متر من الألغام في العراق خلال 2024

الحدود العراقية الإيرانية الأكثر تلوثاً

نشر في: 6 مارس, 2025: 12:34 ص

 ترجمة/ حامد أحمد

تناولت منظمة، هيومانيتي آند انكلوشن HI، العالمية للمساعدات الإنسانية ورعاية المتضررين والمعوقين حول العالم، في تقرير لها المخاطر التي ما تزال تشكلها ألغام ومواد متفجرة ومخلفات حربية على حياة مدنيين في العراق، والتحديات التي تواجه فرق إزالة الألغام في تنفيذ عملها، مشيرة الى تنظيف مساحة بقدر 3 مليون و394 ألف و774 متر مربع في مناطق مختلفة من الألغام خلال عام 2024 وإن الشريط الحدودي بين العراق وايران هو الأكثر تلوث بالمخلفات الحربية، في وقت تشكل تحديات امنية من احتمالية تواجد مسلحي داعش في مناطق معينة عائق امام فرق الألغام من تنفيذ عملهم.
وأشار التقرير الذي ترجمته (المدى) الى، ان الحروب المتعاقبة على العراق منذ أربعة عقود قد تركت ارض البلاد ملوثة بمخلفات حربية ومواد متفجرة من قنابل عنقودية وألغام وعبوات ناسفة، فضلا عن أسلحة كيمياوية تسببت بتلويث الأرض والماء والهواء، مما يشكل ذلك تهديدات طويلة الأمد. وهناك كثير من الأراضي ماتزال ملوثة بمواد متفجرة غير منفلقة تسبب خسائر وضحايا بين مدنيين خصوصا الأطفال. وكذلك هناك ذخائر اليورانيوم المنضب التي ساهمت في تشكيل مخاطر بيئية وصحية فضلا عن تلويث الأراضي الزراعية ومشاريع البنى التحتية التي تعيق الانتعاش والتعافي الاقتصادي.
وتذكر المنظمة الدولية في تقريرها، أن جهود إزالة الألغام في العراق تواجه تحديات كبيرة، مشيرة الى انها تجري ببطء بسبب المساحات الكبيرة من المناطق الملوثة والمخاوف الأمنية. من جانب آخر تجري هناك برامج توعية لتثقيف المدنيين حول كيفية تفادي مخاطر المواد المتفجرة، وبرامج مساعدات للضحايا من توفير دعم طبي ونفسي للمتضررين. مع ذلك فإن معالجة هذه المشكلة بشكل كامل تتطلب جهود طويلة الأجل وتعاون دولي أيضا.
ما تزال مناطق عدة في العراق ملوثة على حد كبير بالمخلفات المتفجرة بسبب الحروب والمعارك السابقة، وتعتبر المنطقة الحدودية بين العراق وإيران أحد أكثر المناطق تلوثا بالمواد المتفجرة في العراق جراء تبعات الحرب العراقية الإيرانية التي خلفت كميات واعداد ضخمة من الألغام والمواد غير المنفلقة الأخرى.
أما في مناطق وسط وشمالي العراق، فإن محافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى وديالى والانبار، كانت قد تضررت الى حد كبير جراء المعارك ضد تنظيم داعش من عام 2014 الى 2017، حيث استخدمت عصابات داعش الإرهابي المواد المتفجرة والألغام والعبوات بشكل مكثف في عملياتها الإرهابية في المنطقة. وان هذه المخلفات تشكل تهديد مستمر لحياة المدنيين خصوصا المزارعين والعوائل النازحة العائدة لمناطقها ومنازلها، مما يشكل ذلك عائق امام جهود إعادة الإعمار.
ويذكر التقرير ان في مدن مثل الموصل والفلوجة فإنك تجد عبوات ناسفة وألغام مخفية داخل مباني ومنازل. وان هناك مزارع في محافظة نينوى وكركوك والانبار وصلاح الدين وديالى غير آمنة للاستخدام بسبب الألغام المدفونة فيها، مما تعيق المزارعين من مواصلة العمل في أراضيهم.
وتشير المنظمة الدولية إن نشاطها في محافظة صلاح الدين منذ أيار 2023 لحد عام 2024 أسفر عن تنظيف مساحة بقدر 2 مليون و186 ألف و919 متر مربع من المواد المتفجرة، مع ابطال مفعول 1 ألف و730 عبوة ناسفة، وتفجير 1 ألف و44 قطعة مخلفات حربية غير منفلقة.
وعبر البلاد هناك شوارع وطرق خارجية ملوثة بالغام وقنابل مدفونة تجعل من عملية التنقل أمرا خطرا. ميادين قتال وقواعد عسكرية قديمة وخطوط انابيب ملوثة أيضا بالغام ومواد متفجرة. وهناك مدارس وابنية عامة في مناطق قتال سابقة ما تزال غير آمنة بسبب مواد متفجرة مخفية فيها.
وتذكر المنظمة الدولية أنه خلال العام 2024 فقط تم تنظيف مساحة بقدر 1 مليون و207 ألف و855 مترا مربعا من المواد المتفجرة، اشتملت على ابطال مفعول 1 ألف و118 عبوة ناسفة و115 قنبلة ومخلفات حربية غير منفلقة.
ويقول روجر أيد، مدير عمليات فريق المنظمة الدولية العاملة في العراق بأن النشاط التي تبذله المنظمة في هذا المجال يعد أمرا حيويا في تخفيف التأثير المميت لهذه المتفجرات، مشيرا الى ان المخلفات الحربية والمواد المتفجرة والعبوات الناسفة تشكل تهديدات خطيرة لصحة وحياة الانسان وكذلك على البيئة أيضا.
وتضيف أيد، أن المتفجرات المدفونة تحت الأرض تلوث التربة وتهدد الحياة البرية. فيما أشارت الى أن المواد الكيمياوية السامة والتي تشتمل على الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب وتسربات مسحوق الألمنيوم في التربة والماء، تقلل من خصوبة التربة وتلوث موارد مياه الشرب.
ويشير التقرير الى ان أكبر التحديات التي تواجه أنشطة الفريق هي التحديات الأمنية، وخصوصا في المناطق التي ما تزال تتواجد فيها خلايا تنظيم داعش والتي تحتاج الى سنوات عديدة لتنظيفها من المخلفات والالغام. وكذلك تحديات متعلقة بالموارد المحدودة والتمويل القليل الذي يعيق العمل الذي يجري على نحو بطيء. وان تجاوز هذه التحديات تتطلب تعاون طويل الأمد ودعم دولي أيضا.
عن: منظمة HI الدولية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

مشروع انتخابي جديد لـ «الفصائل» قد يوقفه «ترامب»
سياسية

مشروع انتخابي جديد لـ «الفصائل» قد يوقفه «ترامب»

بغداد/ تميم الحسن تنتظر الفصائل مدى جدية المعلومات حول تهديدات "ترامب" للجماعات المسلحة في العراق للمضي في مشروع انتخابي جديد. جربت الفصائل السياسية، التي تمتلك جناحًا سياسيًا، حظوظها في الانتخابات لأول مرة عقب تراجع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram