المدى/خاص
عاد هور الشويچة في محافظة واسط إلى الحياة مجددًا بعد سنوات من الجفاف الذي ضرب المنطقة، حيث غطت المياه مساحات شاسعة لم تصلها منذ أعوام، مما أعاد الأمل لسكان المنطقة الذين عانوا من تداعيات الجفاف القاسي.
وشهد الهور خلال الفترة الأخيرة تدفقًا كبيرًا للمياه، ما أسهم في إحياء الأراضي الرطبة واستعادة التنوع البيئي الذي تضرر بشكل كبير خلال السنوات الماضية. وتعد هذه العودة بمثابة متنفس جديد لسكان المنطقة الذين يعتمدون بشكل كبير على الهور في أنشطتهم الاقتصادية والمعيشية، مثل صيد الأسماك وتربية الجاموس والزراعة.
وفي حديث خاص لـ(المدى)، أوضح الخبير البيئي علي سلام، أن "السبب الرئيس وراء عودة المياه إلى هور الشويچة هو الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها المنطقة خلال الموسم الحالي".
وأشار إلى أن "كميات الأمطار الكبيرة التي هطلت على مناطق واسعة من محافظة واسط والمناطق المحيطة بها، تسربت بشكل طبيعي إلى الهور، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل غير مسبوق منذ عدة سنوات".
وأضاف أن "الأمطار لم تقتصر على الهور فحسب، بل أسهمت أيضًا في زيادة تدفق الأنهار والجداول المغذية للهور، ما عزز منسوب المياه وأعاد الحياة تدريجيًا إلى النظام البيئي الذي كان يعاني من الجفاف والانكماش".
وأعرب العديد من سكان المنطقة عن سعادتهم الغامرة بعودة المياه إلى الهور، حيث قال الحاج كريم الطائي، "كنا نظن أن الهور قد مات إلى الأبد، لكن بفضل الله عادت المياه من جديد، وهذا يعني عودة الحياة لنا ولماشيتنا".
من جهته، عبّر الصياد حسن الجابري عن تفاؤله بعودة نشاط الصيد، قائلًا: "لقد فقدنا مصدر رزقنا لسنوات، والآن يمكننا العودة إلى الهور وصيد الأسماك كما كنا نفعل سابقًا".
ورغم هذه العودة المبشرة، حذر خبراء البيئة من الاعتماد على الأمطار وحدها لضمان استدامة الحياة في الهور. وأكد سلام أن "الأمطار الموسمية قد تكون غير منتظمة في السنوات المقبلة، مما يستدعي تبني استراتيجيات لإدارة الموارد المائية بشكل أكثر فعالية".
ودعا إلى "إقامة مشاريع للحفاظ على مياه الأمطار وتخزينها، فضلًا عن تعزيز التعاون بين الجهات المعنية لضمان عدم تكرار أزمة الجفاف في المستقبل".
وتمثل عودة الحياة إلى هور الشويچة بارقة أمل لسكان المنطقة، لكنها في الوقت نفسه تطرح تساؤلات حول قدرة الجهات المعنية على استثمار هذه الفرصة لوضع خطط طويلة الأمد تضمن استمرار تدفق المياه والحفاظ على هذا النظام البيئي المهم.
