السليمانية/ سوزان طاهر
مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في العراق، يكثر الحديث حول مستقبل التحالفات السياسية في البلاد، وما هي القوى التي ستشارك في تلك التحالفات، وأبرز شخوصها.
وخلال الأيام الماضية، سرت العديد من الأنباء حول قرب الإعلان عن تشكيل تحالفات سياسية، وأن النقاشات بين الكتل وصلت إلى مرحلة متقدمة، خاصة مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات التشريعية في تشرين الأول أكتوبر المقبل، وإعلان مفوضية الانتخابات إنهاء استعداداتها لهذه العملية الانتخابية.
وقبل أيام، كشف القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري، في لقاء متلفز، عن إمكانية تشكيل تحالف "الأقوياء" الذي يجمع بين مقتدى الصدر ونوري المالكي والحزبين الكرديين وطرف سني، بهدف تشكيل حكومة قوية.
ويبدو أن البيت الكردي هذه المرة لا يريد تكرار السيناريوهات السابقة من خلال الدخول بقوائم منفردة في الانتخابات، وتشتت الأصوات، خاصة في المناطق المتنازع عليها.
قائمة موحدة
وفي هذا السياق يؤكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني وفا محمد كريم أنه، في السياسة لا توجد ثوابت، ولا عدو دائم، وممكن أن تشهد الفترة المقبلة إحياء لتحالفات سابقة.
وبين في حديثه لـ(المدى) إلى أنه "من المؤكد بأن الكرد سيدخلون هذه المرة بقائمة وسيحاولون إحياء التحالف الكردستاني مجدداً، وهذا الأمر الذي أدى لتأخير تشكيل حكومة كردستان، لآن واحداً من الشروط هو الدخول بقائمة موحدة في الانتخابات العراقية".
وأضاف أن "الدورة البرلمانية الحالية هو الأسوأ، وأفشل دورة بعد عام 2003، ولم يؤدي البرلمان دوره المعتاد، وكان لغياب الكتلة الصدرية الأثر البارز، ولهذا هنالك تفكير جدي بإعادة التحالف بين الصدر والحزب الديمقراطي الكردستاني".
وذكر أن "هذه المرة لن يختصر التحالف على 3 جهات، فمن الجانب الكردي سيضم الحزبين الرئيسين، الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني، ومن الجانب السُني من المؤكد حضور تحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر، فضلاً عن التفاوض مع التيار الصدري وأطرافاً شيعية أخرى".
وبالرغم من إجراء انتخابات برلمان كردستان في العشرين من شهر تشرين الأول من العام الماضي، لكن حتى الآن لم تتشكل حكومة الإقليم، ولم يعقد البرلمان أي جلسة مخصصة لانتخاب هيئة الرئاسة، وتسمية المناصب.
تأثيرات المنطقة
ويأتي الحراك السياسي للأحزاب في العراق، في ظل الحديث المتزايد عن إمكانية تأثر العراق بتحولات المنطقة، خصوصاً مع استمرار الضغوط الأميركية على إيران.
ويميل الكثير من المراقبين المحليين إلى الاعتقاد أن أي "هزة" أو تصدع قد يصيب المؤسسة الحاكمة في إيران خلال الأشهر القليلة المقبلة سيكون له تأثير واضح على طبيعة التحالفات السياسية العراقية، وربما على شكل النظام السياسي نفسه.
في المقابل يرى عضو الاتحاد الوطني الكردستاني صالح فقي أن، الحديث عن التحالفات الانتخابية ما زال مبكراً.
ولفت خلال حديثه لـ(المدى)، إلى أن "هنالك حراك كردي لإحياء التحالف الكردستاني مجدداً، وخاصة بين الحزبين، لعدم تكرار قضية تشتت الأصوات في كركوك، وباقي المناطق المتنازع عليها".
وأشار إلى أن "التحالف الكردي يفترض أن يسبق الانتخابات، فيما التحالفات السياسية، ستأتي بعد الانتخابات، وهي تتبع نتائج التصويت، وعدد المقاعد التي تحصل عليها كل كتلة، وظروف البلد، والمنطقة بشكل عام".
وشكلت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة خسارة للكرد في محافظات نينوى وكركوك، وديالى، حيث تراجعت مقاعدهم عن الدورات السابقة، بسبب دخولهم بقوائم منفردة، ولم يخدمهم قانون الانتخابات.
وتشير معظم المؤشرات السياسية إلى رغبة الصدر في المشاركة في الانتخابات المقبلة، لكن الغموض لا يزال يلف موقفه فيما يتعلق بالتحالف مع أحزاب وقوى أخرى، ما يترك الباب مفتوحاً أمام سيناريوهات متعددة قد تؤثر على المشهد السياسي في الفترة المقبلة.
من جهة أخرى يقول الباحث في الشأن السياسي نوزاد لطيف أنه، في السياسة العراقية لاتوجد توقيتات ثابتة ولا تحالفات راكزة وكل ما يجري الحديث عنه، هو لجس نبض الشارع فقط.
ويضيف في حديثه لـ(المدى) أن "تصريح القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري، هو في دائرة خلق الرأي الموازي، لكن لا يمنع من وجود رؤية لتحالف بين مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ونوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون ومقتدى الصدر زعيم التيار الشيعي الوطني، ولكن هذا معتمد على طبيعة الظروف في الفترة المقبلة".
وتابع أنه "من الناحية الكردية فلا مشكلة لديهم بالتحالف سواءً مع الصدر أو المالكي، لكن الأمر يعود للقوى الشيعية والتنافس فيما بينها على زعامة المكون، وهذا الأمر سينسحب على أي تحالف انتخابي مستقبلي".
وأوضح أن "هنالك ضغوطات دولية على الكرد لإنهاء الصراع والمشاكل بين الحزبين، وبعد هذه الخطوة سيتم إنشاء تحالف انتخابي فيما بينهم، ويبدأ التفكير بالتحالفات السياسية مع القوى الشيعية والسنية".
لكن المؤكد أن، إيران لن يكون لها دور في حسم طبيعة تحالفات القوى والأحزاب الكردية في الفترة المقبلة.
مع اقتراب الانتخابات النيابية.. حراك كردي لإحياء "التحالف الكردستاني"
البرلمان الحالي هو الأسوأ وغياب الصدريين أثر على عمله

نشر في: 12 مارس, 2025: 12:11 ص