TOP

جريدة المدى > عام > هل وجد مثقفونا في غربتهم الحقيقية فضاءهم الإبداعي ومستقرهم؟

هل وجد مثقفونا في غربتهم الحقيقية فضاءهم الإبداعي ومستقرهم؟

مثقفون: ما أنجزناه نوعاً من التشبث بالذاكرة وبديلاً عن وطن

نشر في: 18 مارس, 2025: 12:28 ص

علاء المفرجي
- 2 -
تعرض المثقفون العراقيون على مدى الخمسين عاما المنصرمة للنفي والتهجير القسري، بسبب القسوة والقمع الذي مارسته الأنظمة التي حكمت العراق منذ 1958 وحتى الان، لكنهم استمروا بإبداعاتهم التي توزعت بين الشعر، والراوية، والادب، والتشكيل، والموسيقى.. والتي تضوعت بعبير المنفى، فكانت نتاجاتهم تشير على الدوام لهذا النفي، وأماكنه، فهل وجدوا في غربتهم الحقيقية فضاءهم الإبداعي ومستقرهم، وهل أضاف المنفى شيئا لإبداعهم، وهل اسهم ذلك في تطوير تجربتهم الأدبية والفنية.. وما علاقة مكان المنفى بذلك.
أسئلة طرحناها على بعض مبدعينا الذي قاسوا ألم الغربة.
الشاعر رياض النعماني
الغربة كمفهوم....حضوره لم ينقطع او يغب في حياة الانسان المعني بقضايا وظاهرات الحضارة والوجود والثقافة، فهي برأيي بعض من مكونات وعناصر وجوده الموّار، والصاخب والمشتبك مع تعبيرات واقعه وشؤونه اليومية، فهي (الغربة) تواجهه في لحظات مجيئه الاولى الى العالم، وفي مستوى أعمق في بداية إنشغالاته الابداعية،
سيواجهها اولا في لغته، في بحثه فيها وعنها كي يعثر على اسرارها وينابيعها الخاصة ليقوم بمحاولات تجديدها وبلورة واختيار كلامه الخاص من مدارات محيطها اللغوي الواسع.
اللغة غربة المبدع الاولى.. لأنها نوع من المستقبل.. اللامرئي الذي عليه ان يبحث عنه ويلتقي به... هكذا سيكون دائم البحث والاستقصاء والعذاب بفضاء يريد ان يعانقة ويجد كينونته فيه.. انه على وعي تام بأن لغته هي وطنه وارضه ومحنته وفرحه الوجودي المعافى الخلاق.. بهذا المعنى فان هذه الغربة لن تنتهي لان اللغة كون لا ينتهي، ولا يمكن ان ينتهي.
من جهة ثانية... ارى ان موت من تحب هو أشق انواع الغربة واكثرها ألما ومرارة، موت اي صديق انا شخصيا يحطمني تماما يبعثرني ويشردني ويملؤني بمئات انواع السهر والحزن والضياع والبكاء... أُمثّلْ لك.... ان موت مظفر النواب، طارق ياسين وفاضل خليل وفاضل الانصاري ومهدي علي الراضي وشريف الربيعي ومظهر عبد عباس وماهر كاظم وعلي الشباني واصدقاء آخرين مازلت اشعر انه يصيبني باليتم الحقيقي، ويشعرني بأنني بلا اهل ولا وطن ولا ناس.. وحيد وحيد اعزل الى ابعد الحدود.
اما الغربة الواقعيةعن الوطن، وفي الوطن ايضا والتي فرضتها علينا سياسات الحكومات القمعية والفاشية والطائفية فهي عذاب وجرح سيظل مفتوحا، وهي كآلام ومرارة لا تطاق معروفة لجميع الناس... حتى انها صارت نوعا من البداهة المؤذية.
الروائي والمترجم عبد الهادي السعدون
- نعم الحالة هي نفسها برأس منشطر حتى لو مر عليك أكثر من ربع قرن في المهجر، لأن العودة للأرض والوطن تصبح من مؤجلة (في سنينها الأولى) إلى واقع منسي تماماً (في أعوامك الأخيرة). المنفى (داخلياً أو خارجياً) وقعه كبير وقاسي كجلاد لا يرحم، لذا عليك أن تتدرب بشكل متواصل منذ يومك الأول على إيجاد لعبة تعامل وتعايش مستمرة كي تصبر على تمارينه اليومية وامتحاناته المستمرة. بعد ذلك لا يبقى أمامك سوى ان تجد فيه طريقك المناسب، بعضنا ينام في عتبته الأول والبعض لا يرضى لنفسه سوى البحث عن مخارج أخرى. مهما كانت النتيجة من نجاح أو فشل، لا يمكن ان يكون المنفى عابراً بحياتك، لأنه قد شكلك فيها بطريقة لا يمكن أن تكون أخرى لو لم تجرب الخوض فيها. مع ذلك لا بد من القول انني دون سني المنفى التي وصلت الثلاثين سنة تقريباً، لا يمكنني القول انني سأكون ذلك الـ(عبدالهادي) نفسه لو بقيت في بغداد حتى اليوم. كما لا يمكنني بالوقت نفسه تصور نفسي إسبانياً خالصاً دون مسببات تكويني الأولى في العراق. هو أنك ستكون في تلك (المنطقة الوسط) التي تحدث عنها خوان غويتسولو ذات مرة واصفاً إياها بالوطن البديل. والوطن هنا يمكن ان يكون رمزاً وليست أرضاً ثابتة، مثل الكتابة ربما.
الشاعر اديب كمال الدين
نعم كان لها الأثر البالغ، فلقد أعطتني الغربة الكثير من الأسى، لكنني- بفضل عظيم من الله- حوّلت هذا الأسى الهائل إلى نهر شعر متواصل الجريان جَمَّل لي الكثير مما رأيتُ أو عشتُ أو عانيتُ وإن كان شديد القسوة والألم.
لقد جعلت الغربةُ الكتابةَ الشعرية بمثابة وطن لي! فصرتُ أقيس أيامي وسنواتي بمقدار ما أكتب. وأفرح كثيراً حين أكتب قصيدة جديدة، وبخاصة إذا شعرت أنها مميزة على صعيد تجربتي الكتابية. فهي دليل على أنني حيّ وأنا أتقدّم إلى الأمام!
الموسيقار طه رهك
بعد ان اشتدت الهجمة الفاشية الشرسة من النظام الدكتاتوري، التي طالت الشيوعيين واصدقائهم وكل من لم ينتم لحزب السلطة في نهاية السبعينيات اضطررت ان أهاجر الى المنفى، وحط بي الرحال في دمشق حينها حصلت على عمل في احدى الفصائل الفلسطينية، وأسست مع بعض الفنانين الفلسطينيين الشباب فرقة بيسان التي قدمت عروضها في دمشق وفي المخيمات الفلسطينية، وحظيت أغانيها وأغلبها من ألحاني باستحسان الجمهور اينما حلت، ومن الطبيعي ان أعمل تحت اسم مستعار هو (أبو أحلام) خوفا على أهلي من عسس النظام، وصدفة التقيت بالمخرج العراقي الفنان جواد الأسدي الذي عملت معه في مسرحية (العالم على راحة اليد) التي قدمت على مسرح بغداد، وكان ينوي ان يقدم عملين مسرحيين (حكاية زهرة البغدادية) و (تألق ومصرع عامل) وطلب مني المشاركة بوضع الموسيقى لهما، كانت سعادتي لا توصف لأنها ستكون الخطوة الاولى لي للولوج في مجال الموسيقى الدرامية، تعاونت مع الفنان جواد الاسدي بعدها في وضع موسيقى مسرحية (القاعدة والاستثناء). في عام 1984 أسسنا فرقة الرواد الفلسطينية ومن بعدها أشرفت على فرقة لأطفال مخيم اليرموك، وبعد العرض الجميل الذي قدمه الأطفال على مسرح المركز الثقافي السوفيتي بدمشق، عرض علي أن أضع موسيقى والحان مسلسل الاطفال (رحلة الحظ) وبعدها توالت العروض التلفزيونية مثل ثلاثية (التماثل) الفيلم التلفزيوني (تلويحة لفواز الساجر) مسلسل ( الخيوط الخفية). بعد عودته من الدراسة في موسكو بدأ الفنان الراحل فواز الساجر مشواره الجديد مع نص وليم سارويان (سكان الكهف) واختارني لوضع موسيقى العمل، كان للمسرحية بعد عرضها صدى كبيرا لدى جمهور المسرح والنقاد، اختار الممثلين من طلبة وخريجي الفنون المسرحية، اثنان منهم شاركوا بأعمال عالمية بعدها (غسان مسعود) و(جهاد عبدو)، بالنسبة لي توالت العروض لتأليف موسيقى الاعمال المسرحية للمسرح القومي، مسرحية (فضيحة في الميناء) من اخراج الفنان أيمن زيدان، مسرحية (رجل برجل) اخراج الفنان فايز قزق، مسرحية (جوارب النجاة) اخراج الفنان محمود خضور، مسرحية (الزنزانة) من اخراج الفنان هشام كفارنة، وعلى صعيد الأغاني، قدمت الحانا لفنانين شباب من سوريا ولبنان، وكذلك سجلت أغنيتان بصوت ابنتي وقد صورها التلفزيون السوري، وبقيت في دمشق حتى عام 1990 وبعدها هاجرت الى برلين ولا زلت أسكنها.
الشاعرة فليحة حسن
ليس مفهوم الغربة بجديد على المبدع، فهم يشعر باغترابه عمَنْ يحيطون به من اللحظة الأولى التي يولد فيها نصه الحقيقي، فيكون ذلك النص بمثابة المفتاح الذي يُقصيه عن ما كان يؤلفه سابقاً ويفرح به، ويصبح وكإن النبي سليمان عليه السلام قد أصدر عليه حكماً بالعيش مع غير بني جنسه لا على الهدهد، فإذا ما شاءتْ الاقدار لذلك المبدع واغترب عن ربوع بلاده التي ولد وترعرع فيها، تراكمتْ عليه جبال غربته فضجتْ روحه بحنينها، وصار كلما كتب جملة شفتْ الغربة من نسيجها، وأنا واحدة من هؤلاء الشعراء الذين يعيشون غربتهم المركبة، ولا يستطيعون الفرار منها حتى في قصائد الحب التي يكتبونها (اتذكرنا قبل أربعين عاماً، أطفالاً جداً، بملابس وقلوب ملونة، تكفينا تلويحه بالون، كي نغرق في الضحك، أتذكرُ كلّ هذا يومياً، وأتدربُ على غربتي!)
الروائي لؤي عبد الاله
- المنفى ليس اختيارا على عكس الغربة. ففي الحالة الأولى أنت لا تملك القدرة على الذهاب متى أردت إلى بلدك وتغذية ذاكرتك؛ أنت هنا بعيد تماماً عن الدغل الذي قُطعت منه، مثل الناي الذي يراه جلال الدين الرومي كائنا يبكي دائما لعدم قدرته على العودة إلى أصله. أنا حين عدت إلى بغداد عام 2003 بعد غياب عنها امتد خمساً وعشرين سنة، وجدتني أعيش أعمق غربة عرفتها في حياتي: الطرق التي توصلني إلى أماكن سكني القديمة تغيرت كلها، واخترقت الطرق السريعة كل تلك الزوايا الخفية من بغداد القديمة التي كانت تمنحها شيئا من الغموض ونكهة من الماضي العريق. كل من أعرفهم عاشوا كوارث هائلة تركت آثارها على أرواحهم وخلجاتهم، وهم الآن إذ تجاوزوا سن الشباب تماما ما زالوا في ذاكرتي كما تركتهم وكما أريدهم أن يكونوا. لعل مسرحية توفيق الحكيم "أهل الكهف" المستقاة من القرآن الكريم تعبّر عن حال المنفيين بشكل ما، عدا عن تلك القطيعة مع أجيال ولدت ونشأت خلال غيابي عن البلد.
كم يجب أن نكون قادرين على استيعاب هذه الهوة القائمة بيننا اليوم؟ أنا لم أترك العراق طمعاً بحياة أفضل، إذ كنت قبل إيفادي إلى الجزائر عام 1976 متجذرا في بلدي. أبني جسورا كل يوم مع طلابي في ثانوية العطيفية التي كنت أدرّس فيها، ولديّ أصدقاء رائعون يشاركونني اهتماماتي وآمالي للبلد، وعائلة كبيرة تقدم لي كل السند، وجيران رائعون. هل أصبحت الكتابة بالنسبة لي بالعربية نوعاً من التشبث بالذاكرة وبديلاً عن وطن يغوص عميقاً في شرايين روحي؟
حتى الغزو الأمريكي- البريطاني للعراق عام 2003، لم تكن الكتابة بالنسبة لي سوى تسطير أوراق بالكلمات ورميها من النافذة، فلا أحد في عالم اللغة العربية كان منتبهاً لوجود ظاهرة اسمها كتّاب المنفى العراقيون، والعراق كان بعيداً جداً عنا حتى التواصل مع الأصدقاء أو ممن بقي حياً من أهلنا شبه مستحيل.
كانت مدة المنفى بالنسبة للعراقيين هي الأطول بين كل أولئك الذين عاشوا المنافي مثل التشيليين بعد انقلاب بينوشيت الدموي، أو الألمان خلال الحرب العالمية الثانية أو الأرجنتينيين بعد استيلاء الطغمة العسكرية على السلطة خلال السبعينيات من القرن الماضي.
كان المنفى بالنسبة لنا أشبه بساكني "جحيم" دانتي الذي نُقش على بوابة دخوله: "أيها الداخلون اطرحوا عنكم كل أمل". ولعل انتهاءه جاء متأخراً، مثلما هو الحال مع أهل الكهف!
التشكيلي ستار كاووش
خرجت من العراق وقتها ومعي خمسة دنانير أردنية فقط كان قد أعطاها لي صديقي القاص عبد الستار ناصر، كانت وقتها لا تكفي للمبيت في فندق لليلة واحدة، كانت لدي أحلام كبيرة وأتعامل ببساطة، ولكن أيضا برومانسية مع الأشياء، ثم بعد سنوات طويلة من ذلك دخلت هولندا وأنا لا أملك أي شيء على الإطلاق سوى موهبتي وملابسي التي أرتديها فقط. عندها استلفت مبلغ 500 خلدن من إحدى المؤسسات لشراء إطارات لمعرضي الأول في مدينة روتردام، لم أبع لوحة واحدة من المعرض، بعد ذلك قال لي صاحب المؤسسة (بعد أن شاهد البؤس على ملامحي) سنعتبر المبلغ هدية من المؤسسة لأنك لم تبع أي لوحة، ولحسن الحظ كان هناك صحفي حضر المعرض وكتب مقالاً صغيراً في جريدة روتردام المحلية وعن طريق ذلك حصلت على فرصة أخرى في قاعةٍ صغيرة. وهكذا استمرت المعارض وبدأت الناس تقتني أعمالي شيئاً فشيئاً. المسألة لا تعتمد على موهبتك فقط بل على مهاراتك الشخصية وحضورك المؤثر وبعض الحظ بالتأكيد. الصعوبة هي كيف تجد فرصتك بين هذا العدد الهائل من الرسامين الهولنديين، فأصحاب القاعات ومسؤولو المتاحف هنا لا يلتفتون إلى مجرد رسام جيد، فهم
لديهم الكثير من ذلك، إنهم يبحثون عن رسام متفرد لديه منطقته الخاصة التي يعمل عليها، يحمل أدواته وتفرده ولا يكل عن المحاولة للحصول على فرصة جيدة. كفنان لديك فرصة هائلة هنا لتطوير أدواتك وتقنياتك، تزور المتاحف وتطلع على آخر النتاجات وتختلط بفنانين عديدين بطريقة مفتوحة ومن دون عقد، أقمت في هولندا وحدها 35 معرضاً لأعمالي هذا إضافة إلى معارضي في أوروبا، كذلك هناك مرسمي المفتو الذي أستقبل فيه زائرين دائماً. يجب أن تنظر إلى تجربتك وتدفعها إلى الأمام، كيف تقدم نفسك بشكل صحيح، التقليد هنا في افتتاح معرض هو أن يقدم صاحب الغاليري الفنان للجمهور ويتحدث الفنان عن نفسه وتقنياته ويستمع إلى رأي الجمهور وأسئلتهم بعد ذلك وكيف ينظرون إلى أعماله، ثم تمتد الأمسية في الغالب إلى إحدى الحانات أو المقاهي القريبة لتكملة الحوارات التي عادة ما تنتهي بمشاريع جديدة. وبعد هذا العدد من المعارض تكتسب خبرات أخرى وتنظر إلى المسألة من زاوية مختلفة، يساعدك على ذلك طبعاً تعلمك للغة البلد الذي تعيش فيه. لقد كتب 23 شاعرة وشاعراً هو لنديون 23 قصيدة عن لوحاتي وصدرت في كتاب باللغة الهولندية بعنوان ((أصابع كاووش)) حينها لم أكن أعرف اللغة الهولندية بعد، وكان هذا حافزاً لتعلم الهولندية، بسبب هذه القصائد تعلمت اللغة بشكل جيد، أردت أن أعرف ماذا كتب هؤلاء الشعراء عن لوحاتي.
الشاعر عبد الرزاق الربيعي
انطلاقتي الشعرية من العراق وفي كل مكان أمرّ به تتفاعل القصيدة مع المكان وهذا أمر طبيعي، ولذلك لي قصائد في كل محطة مررت بها، وقد وقف عنده الدكتور محمد صابر عبيد في كتابه(شعرية المكان العماني -مقاربة جمالية في تجربة عبدالرزاق الربيعي) الذي فاز بجائزة صحار للدراسات النقدية2022م، وقد أكّدتُ في كتابي (نقوش سومريّة على باب اليمن أن علاقتي باليمن التي أقمت فيها خلال السنوات(1994-1988) يمكن وصفها بالمشيمية، من الصعب الحديث عن تفاصيلها الوجدانية والثقافية والاجتماعية والروحية، وقد اعتبرت سنوات إقامتي في صنعاء ولادة شعرية ثانية، نظرا للغنى الثقافي لتلك السنوات، فقد وفّرت لي فرصة حضور مجلس عبد العزيز المقالح، الأدبي الذي كان مختبرا شعريا، نعرض به تجاربنا وتتمّ مناقشتها، وكذلك تجوّلت في المدن اليمنية، واطّلعت على ثقافتها، وقرأت تاريخها، ومخزونها الثقافي، وهذا شكّل رافدا مهمّا لروافدي الشعرية، وفيها كتبت أهم نصوصي المسرحية، آه أيتها العاصفة، وأخرجها الراحل كريم جثير، وكان أول نص يمثّل لي على خشبة المسرح، وذلك عام ١٩٩٦، كذلك كتبت مسرحيتي الشعرية(كأسك يا سقراط)، وأداها الراحل كريم جثير أداء مسرحيا في مجلس المقالح، ونوقشت على مدى أكثر من جلسة، وكذلك كتبت مسرحية(البهلوان) التي أخرجها الفنان رسول الصغير، وقدّمها في هولندا ولندن، وكتبت مسرحية " ضجّة في منزل باردي" مستوحيا أجواءها من (منزل باردي) الذي هو بيت قديم في كريتر بعدن، كان وكالة لبيع الحبوب، سكنه الشاعر الفرنسي "رامبو" أثناء إقامته في عدن لعدة أعوام في 1882، والمسرحية تستند إلى مرحلة في حياة "رامبو" وعلاقته بـ"فرلين" الذي هجر زوجته وسافر معه، ثم أطلق عليه النار فأصابه في كفه فعاد إلى باريس ليكتب " فصل في الجحيم " الذي ضمنت العديد من أشعاره المعروفة في هذا النص، وقد جرى عرضها في باريس 2012 وكانت من إخراج: سعيد عامر، وتمثيل: عبدالحكيم الصالحي ونادية عقيل. وفي اليمن نضجت أدواتي الفنية، والتقيت فيها بالكثير من الشخصيات الثقافية العربية الكبيرة لعل في مقدمتها: د. عبد العزيز المقالح، والشاعر الكبير سليمان العيسى، والشاعر عبدالله البردوني والكثير من الشخصيات الأكاديمية من العرب المقيمين في اليمن، وقد عقدت معها صداقات ظلت مستمرة، وتظل اليمن في القلب والذاكرة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مركز فلكي يتوقع موعد عيد الفطر

تضاربات "الحل" وتعديل قانون الانتخابات تعطلان البرلمان

الأمن الوطني يحكم سيطرته على شبكات التزوير في ثلاث محافظات

مجلس الخدمة يستكمل ملحق الوجبة الثانية لتعيين الشهادات العليا والأوائل

مقتل أكثر من 170 طفلا في غارات غزة الأخيرة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بناية "اليمامة " في بغداد: الفرادة خارج المشهد الكونكريتي

صدر عن المدى: الغابة الضائعة.. ما رواه رافائيل ألبرتي عن حياته الأسبانية

هل وجد مثقفونا في غربتهم الحقيقية فضاءهم الإبداعي ومستقرهم؟

رومان غاري، "الفنان الشامل" و"الكاتب اللغز " في ثلاثية عن سيرته الذاتية

جبران طرزي رائد الأصالة والتجديد

مقالات ذات صلة

العالِم هومي جيْ بابا: لا استسلام مع الشغف
عام

العالِم هومي جيْ بابا: لا استسلام مع الشغف

لطفية الدليمي القراءة بطبيعتها فعالية منظّمة لها قصدية واضحة. لا نتوقّعُ أن يمضي المرء حياته وهو يقرأ من غير توجّه مخصوص، ولو فعل هذا فسيضيعُ في متاهة فضاء لا نهائي من العناوين في شتّى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram