TOP

جريدة المدى > سياسية > تقرير دولي: 111 مليون دولار أرباح داعش من تجارة الاستعباد الجنسي

تقرير دولي: 111 مليون دولار أرباح داعش من تجارة الاستعباد الجنسي

 إدانة 10 مسلحين أجانب فقط من بين 30 ألف في المحاكم الدولية

نشر في: 18 مارس, 2025: 01:28 ص

 ترجمة / حامد أحمد

تناول تقرير لموقع ABC الإخباري الأسترالي قصص معاناة عدد من الناجيات الايزيديات اللائي استطعن الإفلات من اسرهن ويعشن الان في استراليا مشيرا الى انه ما يزال هناك 2,600 امرأة وفتاة ايزيدية في عداد المفقودين تبحث عوائلهم عن العدالة في وقت أظهرت دراسة ان أرباح تنظيم داعش من تجارة الاستعباد الجنسي للأسيرات الايزيديات وصلت لقرابة 111 مليون دولار، بينما تمت الى الان ادانة 10 مسلحين أجانب فقط من داعش لارتكابهم جرائم ضد ايزيديين في محاكم دولية من بين 30 ألف مسلح.

ميادة، فتاة ايزدية كان عمرها 11 عاما عندما اختطفها تنظيم داعش وبيعت أكثر من سبع مرات قبل ان تتمكن من الهروب وبناء حياتها من جديد في بلد المهجر استراليا. تستذكر ميادة اليوم الذي اقتحم فيه مسلحو داعش قريتهم كوجو في سنجار عام 2014 بالقول "كنت أتناول الغداء مع عائلتي عندما طرق شخص الباب وطلب منا الخروج او يقتلنا جميعا. اجبروا كل اهل القرية على الذهاب الى باحة المدرسة وهناك تم فصل النساء عن الرجال ووضعوهم في سيارات، وعندها سمعنا اطلاقات نار وكل قام يصرخ ويبكي".
وفي الأيام التي تلت تم قتل النساء العجائز أيضا من القرية، في حين تم اختطاف أشقاء ميادة واولاد آخرين من أمهاتهم وزجهم في صفوف التنظيم وتدريبهم على حمل السلاح كمقاتلين. وجميع اللذين بقوا هم من نساء وفتيات صغار السن، حيث تم نقلهم الى سوريا وبيعهن للاستعباد الجنسي وتعرضهن للاغتصاب والعنف على يد مسلحي داعش.
وتقول ميادة "كانوا يضعون مواد مخدرة ومهدئة في المياه التي نشربها لكي لا نصرخ او نحاول الهروب، وفي احد الأيام جاء رجل وسحبني من شعري الى باص".
رنا، ايزيدية أخرى كانت في التاسعة من عمرها عندما زحف مسلحو داعش باتجاه سنجار في 3 آب 2014 وكان بيتهم عند سفح الجبل، مما مكن ذلك عائلتها وعشرات آلاف آخرين من الهروب الى اعلى الجبل وعلقوا هناك لفترة طويلة بما يشبه سجنا مفتوحا.
تستذكر رنا بالقول "علقنا في جبل سنجار لأكثر من 12 يوما، قسم من الناس تم اسرهم وهم يهربون وقتلهم بعد ذلك، وآخرين ماتوا بسبب نقص الطعام والشراب، وكان الجو في حينها حار جدا. مرت أيام وأخي الصغير يغيب عن الوعي بسبب العطش واعتقدنا بانه سيموت، اضطررنا لشرب ماء قذر كان داكن اللون وفيه ديدان. قسم من الماشية ماتت واكلنا لحومها وجلدها وهي نيئة، كنا نفعل ذلك من اجل البقاء أحياء".
سرعان ما بدأت تأتي امدادات الإغاثة من طائرات التحالف الدولي بإلقاء مواد غذائية ومياه الى العوائل العالقة في الجبل، وتم فتح ممرات آمنة ليتمكنوا من الهروب عبر المناطق الجبلية بأمان.
لكن مصادر أمنية ومنظمات حقوق إنسان تقول انه بالنسبة لميادة و6 آلاف أسيرة أخرى تم استعبادهم جنسيا لتمويل ماكنة إرهاب داعش وجلب مجندين جدد، لم يتم تسخير أية عملية عسكرية لإنقاذهم.
واستنادا لمنظمة، يازدة Yazda، الدولية المعنية بحقوق الايزيديين ومساعدتهم، فان أكثر من 2,600 ايزيدية من هؤلاء ما زلن في عداد المفقودات منذ عشر سنوات، ويعتقد ان الكثير منهن ما زلن في قبضة داعش.
ويشير التقرير الأسترالي الى انه لحد الان تمت ادانة عشرة مسلحين فقط من بين 30 ألف من مسلحي داعش الأجانب في محاكم دولية في ألمانيا وهولندا والسويد بارتكابهم جرائم إبادة جماعية وجرائم انتهاك حقوق انسان ضد ايزيديين.
وقالت منظمة يازدة الدولية في آخر تقرير لها إن "عدم تحرك المجتمع الدولي قد ترك هؤلاء الضحايا في خانة الإهمال، في حين ما تزال عوائلهم تعاني لعدم انصافهم وتهدئة روعهم. محاكمة وإدانة عدد ضئيل من المتورطين هو شيء غير مجدي، خصوصا وان اعداد مسلحي داعش الأجانب جاؤوا من 80 بلد".
ميادة لم تكن تعرف السعر الذي تم فيه بيعها لاحد مسلحي داعش الذي كان يحتفظ بتسع فتيات اخريات في الوقت نفسه.
تقول الايزيدية الناجية ميادة "كان أكبر من أبي سناً. كان عمري 12 سنة فقط عندما تم اغتصابي من قبله. لقد حول حياتي الى جحيم".
استنادا الى خبراء امنيين، فان تجارة الاستعباد الجنسي للايزيديات كانت مربحة على نحو ستراتيجي للتنظيم كما هو الحال مع تهريبهم للنفط.
سوزان هاتشسون، باحثة لدى الجامعة الأسترالية الوطنية والتي خدمت في الجيش الأسترالي لتسع سنوات، تقول "قسم من تلك النساء تحدثن عن تثبيت بطاقة سعرهن على اجسامهن كما هو الحال مع تسويق أية بضاعة تجارية معروضة للبيع. وكان هناك بيع بالجملة ووصولات بيع وتسليم للمشترين من تلك النساء".
وأظهرت معلومات حللتها الباحثة هاتشسون من مسلحين منشقين من داعش ان سعر النساء والفتيات الايزيديات المستعبدات يتراوح ما بين 1000 الى 3000 آلاف دولار أميركي لكل واحدة، وان الأسعار تختلف بين سوق نخاسة وآخر.
واستنادا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة فان قسما من النساء تم بيعهن بسعر زهيد بأقل من 20 دولارا، في حين وصلت أسعار نساء وفتيات اخريات الى ما يزيد على 25 ألف دولار لكل واحدة منهن.
وتقول هاتشسون "لا اعرف ما هو الأسوأ، ان يتم بيع هؤلاء النساء بأسعار زهيدة أو بأسعار عالية على نحو سخيف".
وفي دراسة مقارنه راجعتها الباحثة هاتشسون، قدرت بأن سوق الاستعباد الجنسي قد حصد فوائد لتنظيم داعش وصلت الى أكثر من 111 مائة وأحد عشر مليون دولار.
واستنادا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة فإن مكاسب تجارة الاستعباد الجنسي كانت فعالة أيضا في جذب مجندين جدد من الشباب الذين يبحثون عن الجنس بطرق اجتماعية ضمن أحكام تنظيم داعش.
وتضيف الباحثة هاتشسون بقولها "يبدو ان كبار قادة داعش كانوا يُعطون الخيار الأول لهم بانتقاء الاسيرات، في حين يتم بيع الاخريات منهن بأسعار عالية للمسلحين الأجانب القادمين من وراء البحار. أما المتبقيات من الاسيرات يتم عرضهن للبيع الى المسلحين المحليين بأسعار زهيدة، في حين يتم بيع النساء والفتيات الصغيرات بأسعار اعلى خصوصا إذا كانت ما تزال باكر أو تحمل نسبة من الجمال".

• عن موقع Abc الأسترالي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

فصائل
سياسية

فصائل "بلا أب".. رسائل باحتمال ضرب طهران بعد "الحوثيين"

بغداد / تميم الحسن أفادت معلومات من داخل الإطار التنسيقي الشيعي عن وجود "إرباك" داخل التحالف بشأن رسائل "مقلقة" يتم تداولها حاليًا. وتتعلق هذه "الرسائل" بالأحداث في المنطقة، التي تفجرت "عسكريًا" بالحملة الأمريكية الأخيرة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram