متابعة المدى
يصدر خلال العام 2025 عن احدى دور النشر العراقية الكتاب الفني الموسوم (جبران طرزي- رائد الاصالة والتجديد) للناقد الفني العراقي (خضير الزيدي).
ويأتي هذا الكتاب استكمالا لكتابه الاول (جبران طرزي- سيرة ابداع فني مشرقي) الذي صدر عن دار الاديب في عمان سنة 2024 والملفت ان الكتاب بكل مباحثه الفكرية والجمالية تتبّع تاريخ الفنان منذ سيرته الاولى حتى وفاته متناولا البحث في عدة جوانب كمنجز (المرايا الفنية الشرقية) التي شهدت تمييزا ملفتا في مجمل اعماله من التراث الى ما بعد الحداثة، وايضا خصص المؤلف فصولا نقدية متطرقا لأشكال الصناديق الخشبية التي عمل عليها ضمن فترات مختلفة، وجاء في متن الكتاب المقارنة الاسلوبية من خلال عمله في التجريد الهندسي مع فنانين غربيين كفازاريلي والغالب من رسوماته.
فالمعروف عن جبران طرزي (Gebran Tarazi) بانه بيّن مدى ارتباطه بتراثه الفني بشكل ملفت لاهتمامه من خلال طروحات الحداثة والاصالة والتراث وهي مفاهيم اكدها مفكرون عرب كمحمد عابد الجابري وادونيس ومحمد اركون، وكانت لرؤية الفنان تصور واجتهاد لم يخرج عن تلك الطروحات الداعية لقراءة التراث والاهتمام به دون الغاء او اقصاء مفاهيم الحداثة فاذا نجح فازاريلي في توظيف الفن الشرقي بارتباط جماللي؛ فان غاية جبران طرزي الاستمرار في تاكيد خطاب الحداثة ومزجها مع تصورات التراث الشرقي وهذا يؤكد بان الاثنين حملا غاية التكوين الفني للتجريد الهندسي ضمن معيار بنائي وجمالي متقارب وأيضا، هناك المقاربة بينه وبين الفنان شاكر حسن ال سعيد، فالفنانان اجتمعا في معرض مشترك في آرت دبي عام 2018 كاسمين لامعين في الابداع العربي مثلما ذكرته جريدة لوموند الفرنسية.
وقد اشار اكثر من ناقد فني لأهمية جبران طرزي الا ان الناقد الزيدي افرد له ملفا متعدد الجوانب كان منها ما يثير البحث والنقاش حول اهمية تجديد الفن التجريدي وطرح مفهوم الحنين الى اندلس جديدة من خلال الابداع الفني والجديد بالذكر هنا ان احدى الجامعات العريقة في لبنان ستحتفي باسم الفنان من خلال اقامة مؤتمر بحثي مفصل خلال العام 2025 يتناول عموم تجربته الابداعية كل ذلك يأتي ايمانا بأهمية تجربة هذا الفنان العريق الذي واكب الاساليب الفنية المختلفة فيما اصر على اعطاء الفن هويته المشرقية حتى مع اختلاف المادة التي يتعامل فيها بإنتاج اللوحة او الفن التركيبي.
ويعد الفنان اللبناني التجريدي الهندسي الراحل (جبران طرزي) (1944-2010) Gebran Tarazi اسمًا لامعًا في الابتكار الهندسي الفني العربي. إذ أمضى حياته في المملكة المغربية وبيروت في مزاولة الفنون العربية التقليدية. وعمل على انجاز عشرات الأعمال الفنية وشاء له في سنة 1988، أن يتفرغ لتجربة فنية جديرة بالاهتمام وذلك لفترة خمسة عشر عامًا. جاء ابتكار هذا الفنان المجدد للرسوم الهندسية وتخطيطها وتنظيمها على مئات الأوراق والخرائط قبل تحويلها وتطبيقها على عمل لوحة ملونة.
جبران طرزي رائد الأصالة والتجديد

نشر في: 19 مارس, 2025: 12:02 ص