TOP

جريدة المدى > سياسية > رمضان والأزمة المالية يغيبان مظاهر الاحتفال بعيد نوروز

رمضان والأزمة المالية يغيبان مظاهر الاحتفال بعيد نوروز

نشر في: 19 مارس, 2025: 12:06 ص

 السليمانية / سوزان طاهر

نوروز هو رأس السنة الكردية، ويحتفل به الكرد في جميع البلدان التي يتواجدون بها من خلال الخروج للمصايف والمناطق الجبلية، لكن تزامنه هذا العام مع شهر رمضان المبارك، وأيضا أزمة الرواتب ربما ستجعل لهذه المناسبة واقعا آخر.
وسيشهد إقليم كردستان مراسيم متنوعة للاحتفال بعيد نوروز الذي يتجه فيه سنوياً الآلاف من السياح إلى إقليم كردستان، ويقول مسؤولو جمعية المطاعم والفنادق إنه بسبب كون نوروز في شهر رمضان وليست هناك عطلة نوروز في وسط وجنوبي العراق، فإنهم لا يتوقعون قدوم الكثير من السياح.
ويأتي نوروز هذه المرة على الكرد في ظروف صعبة يعيشونها، نتيجة الأزمة المالية الخانقة، وتزامن المناسبة القومية مع شهر رمضان، واقترابها من موعد عيد الفطر المبارك، ووسط كل هذه المناسبات، فالموظف الكردي تسلم للتو راتب شهر شباط الماضي، ولا توجد معلومة حتى الآن، عن موعد استلام راتب شهر آذار.

أغاني فولكورية
ويقول عضو اللجنة المنظمة لاحتفالات نوروز في السليمانية آوات علي إنه تمت تهيئة كافة الاستعدادات لتنظيم احتفالية رسمية بمناسبة عيد نوروز ليلة الواحد والعشرين من الشهر الحالي.
وبين في حديثه لـ(المدى) أنه "سيتم غلق شارع سالم الواقع وسط مدينة السليمانية، وإقامة تجمع كبير للعوائل، تتخللها احتفالات، وأغاني فولكورية، ودبكات كردية، احتفاءً بهذه المناسبة".
وأضاف أنه "في العام الماضي جاء نوروز في وسط شهر رمضان، ومع ذلك خرجت العوائل واحتفالات بهذه المناسبة، التي يعتز بها الشعب الكردي، كونها تعبير عن الاعتزاز بقوميتهم".
يحتفل الملايين من الأكراد والفرس والبشتون والآذريين وغيرهم في 21 آذار من كل عام بعيد نوروز الذي يعني باللغتين الفارسية والكردية "اليوم الجديد"، ويعتبر عيد رأس السنة لدى هذه الأقوام.
وجرت العادة أن، تخرج العوائل للاحتفال في الشوارع العامة وتوقد شعلة نوروز في يوم العشرين من شهر آذار، فيما يخرجون في صبيحة يوم الـ21 من شهر آذار إلى الجبال، لإيقاد الشعلة، التي ترمز إلى الحرية، وسط الاحتفال بالدبكات والأغاني الكردية الشهيرة.

قلة الاهتمام
الباحث في الشأن الاجتماعي هردي نور الدين يشير إلى أن نوروز خلال العام الحالي، لم تعد التهيئة والاستعداد له كما كانا في السابق.
وأوضح في حديثه لـ(المدى) أنه "خلال السنوات السابقة كانت العوائل تستعد قبل أيام، عبر خياطة الملابس الكردية للرجال والنساء، وشراء الحلويات والمكسرات بأنواعها المختلفة، وإقامة الحفلات والتجمعات العائلية في المزارع والمتنزهات".
وذكر أن "نوروز الحالي يأتي في ظروف جديدة، أبرزها الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها المواطن الكردي، حيث لم يعد يهتم كثيراً للأعياد والمناسبات، منها نوروز، فضلاً عن موافقة هذه المناسبة مع أيام شهر رمضان".
وبالتالي، هذا الأمر يقلل الاحتفالات، ويمنع خروج العوائل إلى المتنزهات والحدائق والمزارع الخاصة.
لكنه يؤكد بأن "نوروز يبقى مناسبة يعتز بها الكرد، وهنالك إصرار على الخروج وإيقاد الشعلة، كونها حالة رمزية لرفض الظلم والاستبداد، وإثبات وجود الشعب الكردي في هذه الأرض".

تراجع الحركة التجارية
ويشتكي التجار من تراجع الحركة في الأسواق، بسبب الأزمة المالية، فضلاً عن قلة أعداد السياح بهذا التوقيت، وهذا تمت ملاحظته في جميع مدن الإقليم.
ويعد إقليم كردستان، من أهم المناطق السياحية في العراق، ويتجه لمدنه أغلب العراقيين، سواء في المناسبات والعطل الرسمية أو أيام الصيف، هربا من ارتفاع درجات الحرارة في الوسط والجنوب، ولتوفر مدن الإقليم على مناطق سياحية طبيعية، منها الشلالات والجبال والمساحات الخضراء الواسعة.
من جهة أخرى يؤكد المتحدث باسم هيئة السياحة في إقليم كردستان أن الهيئة اتخذت كافة الاستعدادات لاستقبال السياح خلال عطلة نوروز، وعيد الفطر المبارك. ولفت في حديثه لـ(المدى) إلى أنه "من الناحية الأمنية والإدارية، هنالك استعداد كبير، وتم تحذير أصحاب الفنادق والمطاعم من أي محاولات لاستغلال السياح".
فيما أشار إلى أن "نوروز هذا العام يأتي في رمضان، ووسط الدوام الرسمي في المحافظات العراقية، حيث أن المناسبة صادفت يوم الجمعة، وبالتالي ستكون قلة في قدوم العوائل، وأغلبهم سيؤجلون قدومهم إلى عيد الفطر".
مواطنون كرد قالوا إن كل الظروف لن تمنعهم من الاحتفال بمناسبة عيد نوروز، كونها مناسبة مهمة وعيداً وطنياً للشعب الكردي.
فيما بين خلال حديثه لـ(المدى) أنه "اعتاد الاحتفال مع عائلته في كل عام، وسيخرجون هذا العام لإيقاد شعلة نوروز، مهما كانت الظرف".
وأعلنت الحكومات المحلية في محافظات إقليم كردستان عن وجود مظاهر للاحتفال الرسمي بمناسبة عيد نوروز من خلال إيقاد الشعلة، وإقامة الأغاني الفولكورية في الشوارع الرئيسية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

سياسية

"الانفصال الشيعي" في العراق: خطة طهران لتجنب "سيناريو الأسد"

بغداد/ تميم الحسن تتصاعد مقدمات عودة "وحدة الساحات"، فيما تتزايد أيضًا احتمالية توجيه ضربات إسرائيلية للعراق، والتي أوقفتها واشنطن في وقت سابق، بحسب وزارة الخارجية العراقية. انهيار "هدنة غزة"، والعمليات العسكرية الأمريكية ضد "الحوثيين"،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram