واسط / جبار بچاي
في حادثين منفصلين تزامنا مع هطول الامطار الأخيرة فقدت دائرة توزيع كهرباء واسط اثنين من عمال الصيانة تعرضا للصعق أثناء العمل، ووقع الحادثان خلال 24 ساعة أثناء الفترة المسائية لقسمي الصيانة، الأول في منطقة العزة بمدينة الكوت والآخر في قسم صيانة حي الحكيم وأديا الى وفاة عاملي الصيانة.
حوادث أخرى مماثلة وقعت في الأشهر السابقة وكان الضحية عمال الصيانة أيضا وأغلبهم من الكفاءات والخبرات الفنية المميزة ممن يحرصون على تلبية طلبت المواطنين لمعالجة الأعطال والعوارض بأسرع وقت، في غضون ذلك هناك مطالبات بضرورة تأمين قواعد السلامة خاصة أثناء هطول الأمطار وأول تلك القواعد التي ينبغي الالتزام التام بها قطع التيار الكهربائي كليا عن منطقة العمل والخطوط والمحولات التي تحصل فيها أعطال لسبب أو لآخر وأن يرتدي عامل الصيانة القفازات العازلة وغطاء الرأس وأن يستخدم معدات عمل عازلة أيضا.
ويقول مدير إعلام توزيع كهرباء محافظة واسط حيدر عبد الجليل إن "كهرباء واسط استنفرت جهودها على مدى 24 ساعة خلال عطلة عيد الفطر المبارك وكذلك خلال الامطار الاخيرة التي شهدتها المحافظة لمعالجة الأعطال التي حدثت بسبب غزارة الامطار." مؤكداً أن "عمل فرق الصيانة تواصل على مدى 24 ساعة لمعالجة وإصلاح العوارض الطارئة". وأضاف عبد الجليل في حديثه لـ(المدى) أن "عاملين من عمال الصيانة توفيا أثناء تعرضهم لصعقة كهربائية، إذ تعرض عامل الصيانة بهاء جواد كاظم لصعقة كهربائية أثناء العمل وهو منتسب الى قسم صيانة حي الحكيم في أطراف مدينة الكوت فيما حصل حادث مماثل آخر أدى الى وفاة طالب تركي عيسى الدلفي، أحد فنيي قسم الصيانة في منطقة العزة في الجانب الأيمن لمدينة الكوت". وأشار الى أن "الحادثين حصلا بسبب الإهمال وعدم التأكد من إطفاء التيار الكهربائي عن منطقة العمل وهو أمر مؤسف وكان ينبغي أن لا يحصل أي منهما، فالخسارة كبيرة وفقد عنصر من عناصر الصيانة نتيجة الصعق أمر مؤلم لنا جميعا ولكوادرنا التي واصلت الليل بالنهار خلال شهر رمضان وفي أيام العيد رغم هطول الامطار وغزارتها في بعض الأيام والتي تسببت بحصول عوارض في الشبكة الكهربائية".
مؤكداً أن "أهم عنصر يجب توفره أثناء العمل هو السلامة المهنية وأهم شيء في هذا الجانب بالنسبة للعاملين في قطاع الكهرباء قطع التيار الكهربائي قبل العمل ويكون ذلك بإذن وورقة عمل ما بين مركز الصيانة ومحطة الكهرباء ولا يعاد التيار الكهربائي إلا بإذن أيضا لكن تحصل في بعض الاحيان توصيلات غير معلومة بسبب الرطوبة وأحيانا بسبب الشورت الحاصل في التوصيلات ما يؤدي الى الصعقة الكهربائية".
وتابع عبد الجليل، أن "كوادر الصيانة تعمل على معالجة أي عطل يحصل في فترة زمنية وجيزة لكن للأسف بعض الأهالي يريدون إصلاح الخلل أثناء هطول الامطار والبعض منهم لم يتوقف بالاتصال مع مركز الصيانة أو يقوم بالاتصال بمسؤولين آخرين سواء نواب أو أعضاء في مجلس المحافظة وغيرهم متناسيا أن العمل تحت هطول المطر غير صحيح وقد يؤدي الى حوادث كما حصل والأفضل التريث لحين توقف المطر ليقوم عمال الصيانة بواجبهم بأمان أكثر".
وأكد أن "إدارة الفرع وأيضا قسم الصيانة حريص جدا على توفير جميع معدات السلامة لفنيي الصيانة وعدم السماح لأي شخص بالعمل ما لم يكن مستوفيا لمعدات السلامة لكن للأسف هناك من لا يبالي معرضا نفسه للخطر".
في غضون ذلك يقول الناشط والإعلامي جلال الشاطي إن "عمل فرق الصيانة في كهرباء واسط مميز جدا ولافت للانتباه من خلال سرعة الاستجابة التي تحصل لمعالجة العوارض وإصلاح الأعطال ويحصل ذلك خلال فترات زمنية قصيرة".
وأكد على "أهمية أن يكون فريق الصيانة مستوفياً لقواعد السلامة المهنية وأن لا يسمح لأي منتسب لا تتوفر لديه معدات السلامة وذلك من أجل الحفاظ على أرواحهم من الحوادث". ولفت الى أن بعض حوادث الصعق حصلت في الفترة الماضية لمنتسبين في كهرباء واسط في قضاء العزيزية وآخر في قضاء الأحرار لاسباب مختلفة ولا نريد تكرار مثل تلك الحوادث لما تسببه من خسائر في أرواح الموظفين". أما المواطن عبد الكريم الجعيفري من حي الحكيم فيقول، إن "سبب حصول العوارض في الشبكة الكهربائية هو المواطن وليس دائرة الكهرباء، فالمواطن غالبا ما يلتزم بالتأسيسات الصحيحة ويقوم بالتجاوز على الشبكة وتبادل التغذية وأحيانا الربط المباشر (الجطل) وكل ذلك يؤدي الى حصول العوارض ومن نتائج إصلاح العوارض أننا نفقد في كل مرة موظفين أكفاء من قسم التوزيع". ولفت الى، أن "كهرباء واسط ومن خلال قسم الصيانة وفرقه المتعددة قادر على معالجة وإصلاح العوارض والأعطال في فترات زمنية استثنائية وكل ذلك من أجل راحة المواطن وتوفير التيار له ولهذا ندعو ونطالب جميع المواطنين عدم التجاوز على الشبكة والتعاون مع فرق الصيانة".