 ذي قار / حسين العامل

أعلن مجلس محافظة ذي قار عن تشكيل 3 لجان لمتابعة الواقع الصحي وازمة الخدمات في مستشفى الناصرية التعليمي، فيما اثير الجدل حول دور الشركة القطرية المتعاقدة على تقديم الخدمات في المستشفى المذكور، بالمقابل أبدت اسر المرضى امتعاضها من تردي واقع الخدمات.

وتداول مدونون واسر المرضى صور ومقاطع فيديوية تظهر مدى تدني مستوى الخدمات في مستشفى الناصرية التعليمي (التركي) اذ كشفت بعض المشاهد عن استخدام قطع الكارتون في صالة العمليات لإسعاف المرضى نتيجة عطل منظومة التبريد منذ عدة أسابيع في المستشفى.
فيما ظهر نائب رئيس مجلس المحافظة ورئيسة لجنة النزاهة في المجلس بمقاطع مصورة أخرى وهم يتحدثون من داخل المشفى عن حالات خلل واضحة في مفاصل الخدمات كتضايق المرضى من الحر الشديد وانسداد شبكة المجاري وانعدام النظافة وانتشار الحشرات والصراصير، متحدثين عن أثر ذلك على الحالة الصحية للمرضى.
اذ أشار نائب رئيس المجلس مرتضى جودة السعيدي الذي قام بزيارة مفاجئة للمشفى بعد تلقيه مناشدات من اسر المرضى، الى ضعف اجراءات وزارة الصحة بحق الشركة القطرية التي لم تلتزم ببنود العقد مع صحة ذي قار على حد قوله، محملاً الحكومة المركزية ووزارة الصحة مسؤولية ما يحدث في مستشفى الناصرية التعليمي من فوضى ادارية، واهمال كبير!.
وبالمقابل أعلن المدير التنفيذي للشركة القطرية المشغلة لمستشفى الناصرية التعليمي بلال مصطفى عن التزام الشركة ببنود العقد وتطوير المستشفى وتقديم الخدمات الطبية والتمريضية والتشغيلية.
وأوضح مصطفى خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عدد من أعضاء مجلس المحافظة ان "الشركة القطرية ملتزمة بشروط العقد وتطوير المستشفى وتحسين الخدمات الطبية والتمريضية والتشغيلية".
وأضاف ان "العقد المبرم لا يشمل كل الأمور وبعضها ليس من مهام الشركة"، مستدركا "لكننا حين نرى ما يمس سلامة المرضى لن نتردد عن إصلاحه ومن بين ذلك اصلاح منظومة التبريد".
وأشار المدير التنفيذي الى ان "الشركة باشرت في العمل بهذا المجال منذ 10 أيام"، معربا عن امله بان "تسير الأمور نحو الأفضل".
وفي حديث لـ(المدى) عن التطورات الأخيرة وتقييمه للواقع الصحي في المحافظة، قال رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة ذي قار الدكتور أحمد غني الخفاجي ان "الواقع الصحي بصورة عامة يواجه ازمة حقيقية نتيجة عدم وصول التمويل الى دائرة صحة ذي قار ما تسبب ذلك في شحة الأموال لدى إدارة الدائرة"، مبينا انه "مع هكذا حال يتعذر تقديم الخدمات الصحية المناسبة للمواطنين".
وكشف الخفاجي ان "دائرة الصحة لم تتسلم الا جزءا بسيطا من تخصيصات موازنة 2024 فيما تعمل حاليا ومنذ مطلع 2025 وفق نظام الصرف 1/ 12 المعمول بها في العام المنصرم"، مسترسلا "وبما ان عام 2024 لم يكن فيه تمويل فبالتأكيد تكون الأموال قليلة ولا تغطي الحاجة الفعلية للمستشفيات والمؤسسات الصحية"، مؤكدا ان "هذه الازمة القت بظلالها الثقيلة على مستوى الخدمات في المؤسسات المذكورة". وتابع رئيس لجنة الصحة والبيئة "اما ما يخص العقد مع الشركة القطرية فهو عقد مركزي مبرم مع وزارة الصحة ولا علم لإدارة المحافظة بتفاصيله ولم تشترك في اعداده "، مردفا "فيما نحن من يتحمل نتائج الإخفاق الحاصل في مجال تقديم الخدمات في مستشفى الناصرية التعليمي".
وأضاف الخفاجي ان "الشركة القطرية استلمت العمل في المشفى خلال الشهر الأخير من عام 2024 وحتى الان أدائها غير مقنع وقد طالبناهم سابقا بتحسين جودة العمل وكان ردهم انهم بحاجة الى 6 أشهر لتصحيح الأوضاع التي كانت قبل استلامهم للمستشفى ومن ثم الارتقاء بالعمل والوصول لنتائج ملموسة"، وأردف "انقضت أربعة أشهر ومازال هناك الكثير من الأمور المطلوبة لتنفيذ فقرات العقد والارتقاء بمستوى الأداء". مبينا ان "مجلس المحافظة عقد جلسة طارئة لمناقشة واقع الصحي ولاسيما ازمة مستشفى الناصرية التعليمي واتخذ جملة من القرارات في هذا الصدد".
وبدوره قرر مجلس محافظة ذي قار تشكيل ثلاث لجان خاصة لمتابعة قضايا الواقع الصحي في المحافظة.
وقال المتحدث باسم المجلس احمد سليم خلال مؤتمر صحفي مشترك للإعلان عن نتائج الجلسة الطارئة التي عقدها المجلس لهذا الغرض ان "المجلس وعقب تدارس قضايا الواقع الصحي في المحافظة قرر تشكيل عدة لجان من بينها لجنة برئاسة رئيس لجنة الصحة والبيئة احمد غني الخفاجي لمتابعة الواقع الصحي ولجنة أخرى من رئاسة المجلس لمتابعة إطلاق التخصيصات المالية لدائرة الصحة من قبل وزارتي المالية والصحة كما تقرر تكليف اللجنة القانونية في المجلس بدراسة بنود العقد مع الشركة القطرية المشغلة للمستشفى والعمل على تعديله".
ولفت الى ان "مجلس المحافظة شدد على ضرورة إعادة التشغيل التدريجي لمنظومة التبريد في المستشفى المذكور".
وفي تطور لاحق أعلن مدير مستشفى الناصرية التعليمي مصطفى جلود عن إعادة تشغيل منظومة التبريد في المشفى وإدخال المجموعة الأولى الى الخدمة وأوضح في تصريح صحفي تابعته (المدى) انه "تم يوم أمس السبت تشغيل منظومة التبريد بعد ان حصل خلل فيها"، مبينا ان "الشركة القطرية تعاقدت مع شركة محلية لصيانة المنظومة وكان من المقرر ان يستغرق العمل ما بين أسبوعين الى 3 أسابيع غير ان ما تتطلبه الظروف الجوية الحارة في المحافظة تم بذل جهود استثنائية من قبل الجميع للتسريع بإعادة تشغيل المنظومة".
مبينا ان "التشغيل بدأ تدريجيا في المرحلة الأولى وسيكتمل في قادم الأيام"، منوها الى ان "عملية التصليح التي جرت هي عملية مؤقتة لحين استكمال إجراءات التصليح النهائية خلال سقف زمني امده شهر واحد وذلك لما تتطلبه من مواد أولية من خارج البلاد".
وتواجه محافظة ذي قار، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليونين و300 ألف نسمة، وتضم 22 وحدة إدارية، 10 منها متاخمة لمناطق الأهوار، مشكلة كبيرة في نقص الخدمات الأساسية وتدهور وتقادم البنى التحتية، ناهيك عن العجز السريري في المستشفيات الحكومية، والذي يُقدر بأكثر من 4000 سرير. وكانت إدارة مستشفى الناصرية للقلب قد حذّرت، يوم (19 آذار 2025)، من تداعيات الضائقة المالية التي يمر بها المستشفى، والناجمة عن تلكؤ وزارة المالية في إطلاق نحو نصف تخصيصاته المالية. وفيما تحدثت عن اعتزامها إيقاف العمليات الجراحية خلال الشهر المقبل نتيجة تراكم الديون، أشارت إلى أن المستشفى يجري أكثر من 16 ألف عملية قسطرة و400 عملية قلب مفتوح سنويًا لمرضى من جميع المحافظات العراقية.