TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: زعيم الثقافة

العمود الثامن: زعيم الثقافة

نشر في: 22 إبريل, 2025: 12:06 ص

 علي حسين

في حواره مع المثقفين العرب الذين شاركوا في معرض اربيل الدولي للكتاب ، قال الرئيس مسعود بارزاني إن : " الثقافة والمعرفة ركيزةٌ أساسية للتفاهم بين الأمم وشعوب المنطقة " .. أحب أن أضيف ، روح التسامح التي تتملك بارزاني ، هذه الروح كما قال هي سر نجاح تجربة إقليم كوردستان . منذ اللحظة الاولى للتغيير في العراق رفض مسعود بارزاني الانجرار نحو الانتقام من الخصوم ، واختيار للاقليم ان يفتح صفحة جديدة في مسيرته السياسية.
يتعامل بارزاني مع الثقافة على أنها جزء من تنمية قدرات المواطنين في الاقليم . وفي حديثه كان يُشعر المثقفين أنه جزء منهم ، يشاركهم همومهم وتطلعاتهم، ويتفهم حرصهم وقلقهم ، مصرا على ان يرعى مصالح الثقافة ، ولطالما ساعدته ذاكرته العميقة في استعادة التفاصيل ومعرفة البشر وتجاوز شطحات البعض وصغائرهم ، والنظر بعين الحكمة إلى المستقبل.
لم تشغله شؤون الاقليم وما يمر به العراق عن متعة القراءة . وكما أفاد من طاقاته التنظيمية المشهودة في الإدارة ، حرص على إبقاء فسحة دائمة للكتاب وللكتّاب الذين ما ان يلتقيهم حتى يعاملهم صديقاً وراعياً لمشاريعهم ، وحريصاً على مشاركتهم تطلعاتهم .
تتعلم أربيل الدرس جيدا، ففي زمن البناء لا مكان للمسؤول عالي الصوت . يدرك مسعود بارزاني ان الشعوب يجب ان تتخلص من سياسيي الاحقاد والمعارك الوهمية .
سيتهمني بعض القراء بأنني منحاز للكورد.. وسأواجه بنفس التعليقات التي يكتبها بعضهم: لماذا أتجرأ دائماً على انتقاد الاحزاب الحاكمة في بغداد وبعض الساسة ولا أجرؤ على مجرد الحديث عن كوردستان.. وهو تساؤل يطالبني أصحابه أن أوزع انتقاداتي بالتساوي.. إذن مطلوب مني أن انتقد طرفاً كوردياً كلما وجهت سهام نقدي إلى أي تقصير تقوم به الاحزاب القابضة على السلطة في بغداد . ولسوء الحظ فإن مواقع إعلامية ممولة من أحزاب وسياسيين تعج كل يوم بحروب وشحن طائفي يمثل شرارة لحرائق يصرّ بعضهم على إشعالها، ولسوء الحظ نقرأ كل يوم لمسؤولين كبار يدعون إلى حرب ضروس ضد إخوة لنا في الوطن، وبعضهم الآخر يريد لنا أن نعيش أجواء كوميديا سياسية ساذجة تقوم على محاولة اختراع عدو وهمي وتصدير أوهام للناس البسطاء من أن العالم كله متورط في مؤامرة ضد العراق. انا ايضا ايها السادة ، أريد أن اطرح أسئلة ، لماذا نستبدل الإعمار والرفاهية، بالخطب والثارات، وأتأمل ما قاله بارزاني: "التمسك بالتزامنا بالثقافة التي نفتخر بها، وهي ثقافة التعايش وقبول الآخر وحرية الرأي والدين والمذهب، وهذه أسس لا نساوم عليها بأي شكل من الأشكال".
في حواره مع المثقفين ، أراد بارزاني، أن يعبر عن تقديره للثقافة ، فاختار في كلمته التي القاها في افتتاح معرض اربيل للكتاب ان يستشهد بشاعر العربية الأكبر المتنبي ، ليؤكد ان الثقافة توحد وتفتح القلوب قبل العقول .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram