 بغداد / المدى

يبدو أن قصة أزمة الكهرباء في العراق وارتباطها بتعدين العملات المشفرة، بدأت تجد أدلة إضافية، في ملف يسوده الغموض ويحتاج لتفصيل وتحقيق للوقوف على حقيقته الكاملة. في اذار الماضي، ظهر السياسي مشعان الجبوري في تصريح قال فيه إن إيران تقوم بتعدين العملات المشفرة في العراق مستفيدة من الكهرباء المجانية حيث هناك الكثير من المناطق التي لا تخضع للجباية في العراق.
مرت المعلومة كما يبدو مرور الكرام، لكنها جاءت في وقت لايزال المختصون يبحثون عن تفسير من وزارة الكهرباء عن سبب قفزة استهلاك الكهرباء في العراق العام الماضي، فبينما كان الطلب على استهلاك الكهرباء في العراق يبلغ 35 الف ميغا واط مقابل انتاج يبلغ حوالي 27 الف ميغا واط، قفز الطلب الى 45 الف ميغا واط خلال عام واحد فقط، أي 5 اضعاف النمو الطبيعي للكهرباء البالغ حوالي الفي ميغا واط في أحسن الأحوال.
هذه القفزة لا تزال غامضة ولا توجد عنها أجوبة، لكن تساؤلات طرحت عن مدى ارتباط هذه القفزة بتوسيع مشاريع "تعدين العملات المشفرة في العراق"، كما تحدث عنها الجبوري.
واليوم، يؤكد وزير الكهرباء الأسبق لؤي الخطيب هذه المعلومة، حيث قال إن "بعض الخطوط الخاصة "المستثناة" من القطع المبرمج في العراق مُسخّرة لتعدين العملة الرقمية المشفرة بصورة غير قانونية والتي تعتمد أجهزة خوادمها الآلية على استهلاك هائل للكهرباء المدعوم والمجاني".
وأضاف ان "هذه الأزمة واجهت الكويت وإيران في السنوات الأخيرة ولا علاج لها سوى إلغاء الدعم". ويبلغ استهلاك الكهرباء عالميا على تعدين العملات المشفرة وعلى راسها البتكوين حوالي 90 تيرا واط، وهو ما يعادل قرابة 10 الاف ميغا واط بالساعة، وهي الكمية التي تعادل تقريبا نصف انتاج العراق من الكهرباء.