TOP

جريدة المدى > محليات > طائر الحجل في ميسان مهدد بالانقراض.. الصيد الجائر يفتك برمز بيئي وتراثي

طائر الحجل في ميسان مهدد بالانقراض.. الصيد الجائر يفتك برمز بيئي وتراثي

نشر في: 27 مايو, 2025: 12:03 ص

 ميسان / مهدي الساعدي

يتعرض طائر الدراج الاسود والمعروف محليا باسم (الحجل)، الى حملة شرسة من الصيد الجائر من قبل هواة الصيد في مناطق الجزيرة والبراري والمزارع المختلفة في مناطق محافظة ميسان، ويعود ذلك لسبب انتشار آلات الصيد العديدة وعدم وجود جهات رقابية تحد من تلك الظاهرة، الامر الذي يعرض التنوع الاحيائي في مناطق المحافظة ومنها هذا الطائر الى مخاطر الانقراض.

ناشطون بيئيون شخصوا تلك الحالة حيث وصف الناشط البيئي والمغامر الميساني احمد الساعدي، صيد الحجل بأنه "مفرط وجائر" واضاف خلال حديثه لـ(المدى) "يتوجه الكثير من هواة الصيد الى المناطق الزراعية والمناطق الرطبة لصيد طائر الحجل وبشكل مفرط وجائر، باستخدام الاسلحة النارية والشباك حيث دائما ما يتتبع الصيادون صرخات الطائر المعروفة عند الجميع، وأحيانا يستخدمون اجهزة لجذبه كما يستعمل بعض هواة الصيد الخيمة المتخفية ذات لون جاذب للطير".
واشار مختصون الى ان هجمة الصيد الجائر التي تطال الطائر غير منظمة وغير مرخصة أيضا.
وفي هذا الصدد بين الخبير البيئي الميساني احمد صالح نعمة لـ(المدى) "يساهم الصيد الجائر في محافظة ميسان والمحافظات الاخرى بتناقص اعداد معينة من الطيور، كطائر الحبار وطائر الدراج (الحجل) الذي يعاني من هجمة صيد غير منظمة وغير مرخصة، على اعتبار انه لا وجود للمحددات البيئية في مفهوم الصيادين صغار السن وبعض المراهقين الذين يشترون الاسلحة والاعتدة من كل مكان، بل بات العتاد رخيص الثمن وبالتالي تناقصت اعداد الطيور".
"طائر الدراج الاسود او الحجل العراقي كما هو معروف في دول الجوار من اجمل الطيور الموجودة في ميسان وعموم العراق، ويتواجد في بعض المزارع والمناطق الرطبة حيث يبني اعشاشه، ويتغذى على الحبوب وورق الاشجار والديدان ويعتبر صديقا للبيئة، من خلال مكافحة الحشرات".
كما يقول الناشط البيئي والمغامر الميساني احمد الساعدي لـ(المدى)، ويضيف "يتركز تواجد الطائر على شريط ممتد من شرقي آسيا ابتداء من الصين مرورا بشبه القارة الهندية وايران وصولا الى غربي القارة بلاد الشام وتركيا، ويتواجد كذلك في بعض الدول العربية ورغم انقراض تواجده في بعض الدول مثل لبنان والسعودية بسبب الصيد الجائر الذي طاله، ولكنه ما زال موجودا في دول العراق وسوريا والاردن ودائما ما يكون صيدا سهلا للهواة والمهتمين بالصيد، حيث بامكان الصياد ان يصل اليه بشكل مباشر كونه طائرا خجولا يفضل الاختباء عند الخطر وبالأخص الذكر، وغالبا ما يبحث الصياد عن الاعشاش للمتعة والمغامرة لأنه يبني اعشاشه في اماكن مجهولة وصعب الوصول اليها ".
وعلى الرغم من تشديد الاجراءات الحكومية الرقابية التي اتخذتها محافظة ميسان خلال السنوات السابقة، للحد من عمليات الصيد الجائر حفاظا على التنوع الاحيائي، الا ان تلك الاجراءات فقدت في الفترة الاخيرة لتترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام كل من يحمل سلاح صيد ناري لتجربته على الطيور المتنوعة ومنها (الحجل).
لم ينس ابناء المحافظة دخول طائر (الحجل) في حكايات شعبية قديمة كونه طائرا مألوفا لديهم وفي هذا الصدد اكد المواطن الميساني كاظم حميد لـ(المدى) "(الحجل) من الطيور المستوطنة في العراق وغالبا ما يتواجد في المزارع والمناطق، التي تتميز بوجود النباتات القصيرة والكثيفة، ولكثرة ألفته من قبل الناس دخل حتى في الحكايات والامثال الشعبية خصوصا ذكر الطائر، الذي يميزه صياحه الجميل ولكنه وللأسف الشديد يتعرض للإبادة بشكل كبير جدا، من قبل الصيادين الذين يجوبون المزارع والمناطق بحثا عنه من اجل صيده وبشكل مفرط، الى درجة انتشار المضروفات النارية التي تستخدم لصيده بكثرة".
المهتمون بالشأن البيئي في ميسان، نوهوا على ضرورة خضوع طائر (الحجل) وغيرها من الطيور الاخرى لمحددات الصيد، التي تصدرها الجهات المختصة وفي هذا الشأن شدد الخبير البيئي الميساني احمد صالح نعمة على ان "(الحجل) طائر الدجاج البري اللطيف جدا والمهم في البيئة العراقية، يجب ان يخضع لمحددات الصيد التي تصدرها جمعيات الصيد، وبالتحديد وزارة البيئة ومن المؤكد ان المرحلة القادمة ستشهد انفراجا بيئيا حسنا، في متابعة الصيادين على اعتبار ان وزارة البيئة ستأخذ جانبا تنفيذيا اضافة الى الجوانب الرقابية، وبالتالي سنشهد بعض الملاحظات القانونية او المنع للصيادين، من اجل منع هكذا انواع من الطيور".
وتبقى عيون ابناء المحافظة مفتوحة على امل عدم خسارتها للتنوع الاحيائي، الذي كانت تزخر به وخصوصا الطيور المهاجرة والحفاظ على ما تبقى منها وفي هذا المطاف يقول المواطن الميساني كاظم حميد لـ(المدى) "لا نريد خسارة هذا الطائر الجميل كما خسرنا الكثير من الطيور المهاجرة، التي كانت ترد بشكل كبير خلال فصلي الخريف والشتاء، الى المحافظات الجنوبية وبالخصوص ميسان بسبب جفاف الاهوار والصيد الجائر، ونتمنى اتخاذ اجراءات قانونية سريعة للحد من ظاهرة الصيد غير القانوني، وحمل اسلحة الصيد النارية حتى من قبل صغار السن الذين يصطادون من اجل التسلية والمتعة غير مهتمين بنتائج تصرفاتهم الصبيانية الطائشة". فيما دعت اصوات مهتمة وعاملة في المجال البيئي الجهات المسؤولة الى سن قوانين خاصة لحماية الطيور من الصيد الجائر، حيث افاد الناشط البيئي والمغامر الميساني احمد الساعدي لـ(المدى) "انقرض طائر الحجل في العديد من الدول العربية والاوروبية بسبب الصيد الجائر حيث لا توجد قوانين لحمايته مما أثر بشكل كبير وجعله أحد الطيور المهددة ونحتاج الى سن قانون لحمايته وحماية الطيور الاخرى خصوصا الطيور المحلية للحفاظ على التنوع الاحيائي والبيولوجي وعدم التسبب بخلل في التوازن البيئي".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. المغامر احمد الساعدي

    منذ 7 شهور

    شكراً لأدارة المدى والاخ الاستاذ مهدي الساعدي على هذا التقرير الجميل والنافع. نأمل أن تكون هناك جدية من قبل المسؤولين وتطبيق جميع القوانين التي من شأنها حماية الطيور المستوطنة والمهاجرة وجميع الاحياء التي لها الدور الكبير في خلق توازن بيئي جيد

يحدث الآن

أرنولد: فخور باللاعبين وكأس العرب بطولة رائعة

المنتخب العراقي يودع بطولة كأس العرب من الدور ربع النهائي

الأنواء الجوية تحذر من ضباب كثيف غداً السبت قد يسبب انعدام الرؤية

وزير خارجية لبنان: تحذيرات عربية ودولية من عملية إسرائيلية واسعة

(المدى) تنشر تشكيلة العراق أمام الأردن في كأس العرب

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

سيول السليمانية.. خسائر ووفيات وجمجمال تناشد بغداد بالتدخل السريع
محليات

سيول السليمانية.. خسائر ووفيات وجمجمال تناشد بغداد بالتدخل السريع

 السليمانية / سوزان طاهر   أدت السيول الأخيرة التي اجتاحت قضاء جمجمال في محافظة السليمانية إلى وقوع كوارث إنسانية، أودت بحياة اثنين من المواطنين وإصابة العشرات، فيما لا يزال مصير اثنين من المواطنين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram