TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لماذا نحن صامتون؟

العمود الثامن: لماذا نحن صامتون؟

نشر في: 11 يونيو, 2025: 12:07 ص

 علي حسين

نجلس كلّ يوم أمام التلفزيون في انتظار أن نسمع خبراً مفرحاً يُبشرنا "ابو مازن" احمد الجبوري مشكورا بانه سيرشح للانتخابات القادمة، فلا يمكن للديمقراطية العراقية ان تزدهر من دون وجود "ابو مازن" وربعه، فنحن نخشى أن لا نجد في الـ 7000 مرشّح ومئات الاحزاب الجديدة، أسماء مهمة مثل محمد الكربولي وعالية نصيف، ورغم أن هؤلاء القادة طمأنونا أنّهم ماضون في مشروعهم "التنويري" لإنقاذ العراق من الفترة المظلمة.
تعلّمنا، من السنين والأحداث والتجارب، أنّ المسؤول العراقي لا يذهب إلّا ويأخذ معه كلّ شيء، لأنه ما أن يصل إلى كرسي البرلمان أو الوزارة، حتى يتراءى له، بل حتى يرى، أنه ليس موظفاً أو نائباً منتخباً، بل ورث الكرسي وسيورثه لأحد أقاربه أو أحبّائه.
حتماً سيلومني بعض القرّاء الأعزاء ويكتبون معاتبين: لماذا لا تتوقف عن متابعة يوميات الساسة العراقيين، ألا تشعر بالملل؟ سؤال وجيه حتماً، فأنا ياسادة ياكرام تعودت في هذه الزاوية الصغيرة، على أن أبحث لكم عن الغريب في عالم الديمقراطية العراقية، وأحاول أن أنقل لكم آخر الأخبار المفرحة، فىلا تزال تركيا، بأريحية تساومنا على المياه ، فيما قطعت روافد مهمة عن أنهر العراق. وسيتوهم البعض أن الحكومة والبرلمان اتخذتا موقفاً صارماً تجاه ما يجري من جريمة بحق رافدي العراق "دجلة والفرات"، لكن الواقع يقول إن كل مواقفنا تستجيب لمقتضيات المصالح الشخصية والمذهبية والطائفية وليست الوطنية.
منذ سنوات، لا يمر يوم على المواطن العراقي، إلّا ويجد خبراً عاجلاً يؤكد أصحابه أنهم يطالبون أنقرة بسحب قواتها من العراق، وعشنا مع بيانات تطالبنا بأن نقدم الشكر إلى طهران، وفي كل خبر جديد يقفز مؤشر صادرات العراق من تركيا وإيران ليصل إلى مليارات الدولارات، ماذا نريد أن نعرف بعد ذلك؟ المهم ان لا الصناعة، ولا مشاريع اسكانية، الاستثمار متوقف حتى آخر صاروخ، التنمية في خبر كان، والناس مشغولة بالمعارك زعيم ائتلاف دولة القانون.
لا يزال مسؤولونا "الأفاضل" مصرّين على أن يتعلموا فنّ الخديعة من المرحوم مكيافيللي، سيضحك البعض مني ويقول يا رجل إنهم لايقرأون وإن قرأوا لايفهمون، لكنهم ياسادة شطّار جداً في اللعب على مشاعر البسطاء.
في كل يوم يسيء ساستنا إلى الديمقراطية، عندما يعتقدون أنها تعني بناء دولة القبائل والأحزاب المتصارعة والطوائف المتقاتلة.
ومن جديد، لا نريد أن نفارق شاشة التلفزيون. هذه المرة سنستمتع بحديث يبشرنا فيه جلال الدين الصغير بان مقاومة الغرب اهم من الحصول على الكهرباء ، ويطمأننا البعض مشكوراً إلى أننا سنقدم الولاء لسلطان انقرة، ومرة أخرى لا يمكن تفسير صمت ساسة العراق ومسؤوليه الذين يتسابقون على حشو بنادقهم بالعتاد، لو أن أحداً تظاهر ضد سرقة اموال البلاد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram