قبل عامين قرر عدد من شباب مدينة سوق الشيوخ جنوب ذي قار، أن يجعلوا قراءاتهم فعلاً جماعياً يتجاوز العزلة، ويمنحهم مساحة حوار وانفتاح، فأسسوا “نادي القراءة” كمنصة ثقافية تجمع محبي الأدب والفكر، يناقشون خلالها تحولات المجتمع وتحديات الثقافة.. ويجتمع أعضاء النادي أسبوعياً في حديقة “التجمع الثقافي”، التابعة للاتحاد العام للأدباء والكتاب، حيث تُعقد الجلسات الحوارية حول كتاب أو رواية يتم تحديدها مسبقاً، فيقرؤها الأعضاء خلال الأسبوع، ثم يناقشون مجتمعين الفكرة، البناء، اللغة والرسائل الاجتماعية والسياسية التي تتضمنها.
أحمد جاسم أحد أعضاء النادي قال ان: "الفكرة جاءت من رغبة جماعية للتعبير عن اهتماماتنا وماذا نرى نحن الشباب في الرواية أو النص عند طرحه"، واضاف: "نؤمن أن لغة الحوار أقرب إلينا وإلى المجتمع، وهي الطريقة الأهم لبناء فهم حقيقي وعميق"، مؤكدا ان النادي لا يقتصر على الأدب بل يتناول موضوعات متنوعة في الفكر، الفلسفة، علم الاجتماع والنقد، مما يمنح الأعضاء فرصة للتعبير عن أفكارهم من زوايا متعددة، في مجتمع يرى القراءة وسيلة للعبور إلى فهم الذات والآخر.
حسين كريم عضو آخر في النادي قال: "نحن شباب من خلفيات واهتمامات مختلفة، لكن يجمعنا حب القراءة، حيث نقرأ عملاً جديداً كل أسبوع، ونبحث معاً في معانيه ورسائله النقدية. نعتقد أن هذه الحوارات تغني فهمنا وتنعكس إيجاباً على وعي مجتمعنا، فمدينتنا معروفة بتاريخها الأدبي، وهي تملك تأثيراً ثقافياً واسعاً في عموم المحافظة"، مشيرا الى ان نادي القراءة "يعد أحد أبرز الأنشطة التي يشجعها التجمع الثقافي في سوق الشيوخ، والذي يعمل على دعم المبادرات الشبابية المهتمة بالكتاب والحوار".
رئيس التجمع الثقافي في سوق الشيوخ علي مجبل قال: "نحن نوفر مساحة حرة للشباب يختارون فيها كتبهم ويناقشونها بشغف.هذه المبادرات لا تضيء فقط محتوى الكتب بل تضيء أيضاً دواخل هؤلاء القراء، وتعيد العلاقة الحقيقية مع الكتاب. عبر هذا النشاط تتحول القراءة من فعل فردي إلى نشاط جماعي نابض بالحياة، ويصبح الكتاب وسيلة لاكتشاف الذات، وتوسيع الأفق، وتشكيل وعي ثقافي في قلب الجنوب".










