 متابعة/ المدى

سجّلت وزارة الزراعة العراقية ارتفاعًا خطيرًا في أعداد الإصابات بمرض الحمى النزفية خلال الأشهر الماضية، بنسبة بلغت 71% مقارنةً بالعام الماضي، وسط تحذيرات صحية متزايدة ودعوات للالتزام بالإجراءات الوقائية، خصوصًا مع قرب موسم محرّم وتزايد حالات الذبح العشوائي.
وبحسب إحصائية رسمية صادرة عن دائرة البيطرة التابعة للوزارة، بلغ عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس حتى الآن 179 حالة، بينها 23 حالة وفاة، في وقت تصدّرت فيه محافظة ذي قار قائمة المحافظات الأكثر تسجيلًا للإصابات، بواقع 50 إصابة ووفاة واحدة، وجاءت بغداد في المرتبة الثانية بـ28 إصابة و8 حالات وفاة.
في المقابل، سجّلت محافظات كربلاء، النجف، الأنبار، وصلاح الدين إصابة واحدة فقط في كل منها، بحسب ما أكده مدير قسم الوبائيات في الدائرة، ثائر صبري حسين، في تصريح تابعته (المدى).
وأكد حسين السيطرة على الفيروس في محافظة ذي قار من خلال تنفيذ حملات مكثفة لرشّ الحظائر والأرضيات بالمبيدات، وتغطيس الماشية بمادة «دلتا مثرين» بتركيز 5% على مرحلتين تفصل بينهما 14 يومًا، وذلك بهدف مكافحة القراد الناقل للفيروس.
كما أشار إلى أن فرق الطب البيطري تقوم بعزل أي منطقة تظهر فيها إصابات، عبر فرض طوق بمسافة 15 كيلومترًا مربعًا، يُمنع فيه دخول أو خروج الحيوانات، في محاولة لاحتواء التفشي. وعزا المسؤول البيطري أسباب ارتفاع الإصابات إلى عدة عوامل، أبرزها ضعف الوعي الصحي بين المواطنين، وانتشار الذبح العشوائي خلال عيد الأضحى، والتعامل غير الآمن مع اللحوم المصابة، إضافةً إلى قصور في تطبيق التعليمات الوقائية من قبل بعض العاملين في القطاع الحيواني.
ودعا حسين المواطنين إلى “شراء اللحوم من مصادر موثوقة، وتجميدها قبل الاستخدام لقتل الفيروس، والابتعاد عن الذبح داخل المدن أو قرب الطرق العامة، لما يمثّله من خطر على الصحة العامة”.
كما شدّد على “أهمية الإبلاغ الفوري عن الحالات المشتبه بها، والتعاون مع الفرق البيطرية التي تقدّم خدماتها بشكل مجاني أو بأسعار رمزية مدعومة”.
تُعد الحمى النزفية (CCHF) من الأمراض الفيروسية الخطيرة، والتي تنتقل إلى الإنسان عن طريق القراد أو ملامسة دماء الحيوانات المصابة. ويُسجَّل المرض عادةً في العراق خلال فصلي الربيع والصيف، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة النشاط الزراعي والحيواني.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن معدل الوفيات في حالات الإصابة بهذا المرض يصل إلى 30% في بعض المناطق، ما يجعله من التهديدات الصحية المتكررة في البيئات الريفية والمناطق ذات التماس العالي مع الثروة الحيوانية.
وفيما يستعد ملايين العراقيين لإحياء مراسم عاشوراء خلال شهر محرّم، نبّهت وزارة الزراعة إلى ضرورة تنظيم عمليات ذبح الأضاحي من قبل المواكب الحسينية في أماكن محددة وخاضعة للرقابة البيطرية، للحيلولة دون تفشّي المرض في المدن والبلدات التي تستضيف هذه المواكب.