علي إبراهـيم الدليمي
دعا الفنان الرائد "سعد الطائي"، دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار إلى استلام إحدى لوحاته المفقودة خلال فترة الاحتلال الأمريكي لبغداد في نيسان 2003. التي عُثـر عليها مؤخرا واشتراها بهدف إعادتها إلى مكانها الطبيعي في المتحف.
ويأتي هذا الكشف بعد احتفاء قاعة "إيوان" بالفنان الطائي مؤخرا، حيث نظمت له معرضا استعاديا وندوة خاصة، مما يؤكد مكانته وأهمية أعماله في المشهد الفني العراقي. حيث أشار إلى أن اللوحة بحاجة إلى بعض الترميمات وتثبيتها على إطار خشبي (فريم) للحفاظ عليها.
ويُعد "سعد الطائي" فنانا غزير الإنتاج والبحث المتواصل، ودائما ما يسعى لتقديم ثيمات موضوعية جديدة مع الحفاظ على أسلوبه الفني المميز. تتميز أعماله بألوانه الفريدة ومفرداته التي يستلهمها من البيئة العراقية الغنية، بما في ذلك الإنسان، الأرض، النخيل، الهضاب، الجبال، الأهوار، والصخور، وحتى الهواء. لقد نقل هذا الواقع بكل تفاصيله إلى لوحاته التي جابت بقاع العالم، لتصبح هويته وأسلوبه وقضيته المتجذرة في عقله وضميره.
ولد الفنان سعد الطائي في العام 1935 بمحلة الوردية في مدينة الحلة. بدأ شغفه بالرسم في سن مبكرة، حيث كان في السادسة من عمره (عام 1941) يرسم ما يراه في رحلاته مع والده إلى الريف والحقول الزراعية، وكان معلمه في الصف الأول الابتدائي يشجعه بتوفير الألوان له.
في أواخر عام 1952، وهو في السابعة عشرة، سافر الطائي إلى بيروت ومنها إلى إيطاليا ليبدأ دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة في روما. كان ذلك برفقة زميليه خالد الرحال وفرج عبو، ولاحقا محمد غني حكمت، وجميعهم كانوا مبتعثين من الحكومة العراقية لدراسة الفن. في عام 1955، حاز على جائزة "المنظر الإيطالي" كما يراه الفنانون الأجانب. تخرج من الأكاديمية عام 1957 وحصل على شهادة الماجستير، ثم عاد إلى بغداد في العام نفسه. بين عامي 1957 و1968، كان عضوا فاعلا في جماعة الانطباعيين. وفي عام 1959، نال جائزة إيطاليا للفنون.
منذ عام 1976، عمل الطائي أستاذا لفن الرسم في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، وتدرج ليصبح رئيس قسم التربية الفنية وقسم الفنون التشكيلية في الكلية ذاتها، ورئيس اللجنة الوطنية للفنون التشكيلية التابعة للرابطة الدولية للفنون التشكيلية. كما ألف العديد من الكتب والمناهج لتدريس الفنون التشكيلية.
في عام 1990، حاز الطائي على جائزة المصمم المميز عن مسرحية "أوديب ملكا" من المركز العراقي للمسرح.
وفي عام 2002، أسس وترأس قسم اللغة الإيطالية في كلية اللغات بجامعة بغداد. بعد ثلاث سنوات، في عام 2005، حصل على وسام الفارس من الجمهورية الإيطالية تقديرا لإسهاماته. وفي عام 2009، أصبح أستاذا متمرسا متقاعدا في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد. هو عضو فاعل في جمعية الفنانين العراقيين وجمعية الصداقة العراقية-الإيطالية.
طوال مسيرته الفنية التي امتدت لعقود، أقام الفنان سعد الطائي العديد من المعارض الفنية الفردية وشارك في معارض ومهرجانات فنية متعددة داخل العراق وخارجه.










