خاص/ المدى
في خطوة تهدف إلى تحسين استقرار منظومة الكهرباء الوطنية وتقليل الاختناقات التي تعاني منها المحافظات خلال أشهر الذروة، أعلنت وزارة الكهرباء عن إدخال أكثر من 100 محطة كهربائية جديدة إلى الخدمة خلال النصف الأول من عام 2025، في إطار خطة طوارئ موسّعة لمعالجة تحديات التوزيع والنقل.
وتشمل هذه المحطات 79 محطة ثانوية و21 محطة تحويلية موزعة على مختلف أنحاء العراق، بما في ذلك المناطق المحررة.
يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد العراق تحديات متكررة في ملف الطاقة، أبرزها ارتفاع الطلب في فصل الصيف، ووجود عجز في إمدادات الغاز والوقود اللازم لتشغيل المحطات بكفاءة. وكانت منظومة الكهرباء الوطنية عرضة لانقطاعات واسعة في السنوات الماضية نتيجة زيادة الأحمال، وقِدم البنى التحتية، وتأخر إنجاز المشاريع المتلكئة.
وقد سعت الوزارة مؤخراً إلى إعادة هيكلة خططها التشغيلية عبر اعتماد خطط طوارئ عاجلة وأخرى استراتيجية طويلة الأمد، بالتنسيق مع وزارة النفط ومجلس الوزراء. وتُعدّ إعادة تأهيل الشبكات، وتوسيع قدرات النقل، والتحوّل إلى الخطوط المزدوجة من أبرز ملامح هذه الجهود.
وفي ظل الارتفاع المتسارع بدرجات الحرارة، تُولي الحكومة أهمية قصوى لملف الكهرباء، لكونه يمسّ حياة المواطنين بشكل مباشر، ويمثل حجر الزاوية لأي استقرار اقتصادي وخدمي مستدام.
ويقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى، في حديث لـ(المدى)، إن "المحطات الجديدة تم توزيعها على مختلف محافظات العراق، من الشمال إلى الجنوب، بما في ذلك المناطق المحررة التي أُعيد إعمارها"، مبينًا أن "هذه المحطات أسهمت بشكل مباشر في استقرار التيار الكهربائي وعودة النازحين".
وأوضح أن "المحطات التحويلية تُمكّن من المناقلة بين الأحمال، في حين تركز المحطات الثانوية على معالجة اختناقات التوزيع في المناطق السكنية والخدمية"، مشيرًا إلى أن "الخطوط الجديدة بين المحافظات ساعدت على تقليل الانطفاءات التامة التي كانت تشهدها المنظومة".
وأكد موسى أن "شح الوقود والغاز المستورد لا يزال يمثل أبرز العقبات أمام تشغيل المحطات بكامل طاقتها، ما اضطر الوزارة إلى تقليص الأحمال وتشغيل عدد من الوحدات التوليدية دون طاقتها القصوى"، لافتًا إلى "وجود تنسيق عالٍ مع وزارة النفط لتوفير بدائل مناسبة".
ونوّه إلى أن "قرار مجلس الوزراء الأخير بإيقاف تزويد بعض المعامل بالغاز وتحويله لصالح محطات الكهرباء ساهم في تعزيز إنتاج الطاقة"، مؤكداً أن "الوزارة تعمل حالياً بخطة طوارئ نشطة لمواجهة ذروة الأحمال الصيفية، بالتوازي مع تنفيذ خطط استراتيجية طويلة الأمد".
واختتم موسى حديثه بالتأكيد على "مضي الوزارة في تنفيذ خططها الرامية إلى إضافة طاقات توليدية جديدة، وتحديث شبكات النقل والتوزيع، وتحويل الخطوط إلى دوائر مزدوجة (Double Circuit) لتقليل الأعطال وتعزيز استقرار المنظومة الكهربائية في البلاد".










