محمدالربيعي
بكل صراحة لا مكان للمجاملة في مواجهة الفساد الممنهج الذي يتغلغل في جسد جامعاتنا ومجلاتنا العلمية. ما ساشير له هنا ليس مجرد "ممارسات فردية"، بل هو نموذج فاضح لـمافيا اكاديمية تدار بأيدي فاسدين يحولون العلم الى سوق للمقايضات الرخيصة، والبحوث الى مجرد اوراق مزيفة تلوث سجلات البحث العالمي.
كيف يمكن لنا ان نقبلاختزال العلم في "شلل" تتداول النشر كما تتداول عصابات السوق السوداء بضاعتها؟ "انشر لي انشر لك"، "اقبل بحثك بشرط الاشارة الى ابحاثي"، "الترقية رهن بتعاونك". اهذه هي شروط النشر "العلمي" في بلد يتباكى على غياب البحث الرصين؟ اين رقابة الجامعات؟ ام ان "الرقابة" نفسها جزء من العصابة؟
وللاسف، المجلات العراقية "المعترف بها" – بما فيها تلك المدرجة في سكوبس – اصبحت ساحة لـتزوير المنهجية، وتزييف الاستنتاجات، وترويج لغة انكليزية اشبه بخرابيش طفل في الروضة. ثم نتفاجا بان "مستوى" هذه المجلات يفوق نظيراتها العالمية؟ لا عجب، فالمعايير هنا ليست علمية، بل زبائنية، تقاس بعدد الاسماء المتنافعة، لا بعدد الحقائق المكتشفة.
اما سكوبس نفسها – والتي يقدسها البعض – فهي بالفعل وهم تجاري يباع باسم "العلم"، لكن هذا لا يبرر لاي كائن اكاديمي ان يستغل هذه الثغرات لترويج ابحاث لو راجعها طالب ماجستير لاستحى من ضعفها. الفساد لا يحارب بفساد اكبر، والخيانة العلمية لا تغسل بادراج اسماء الفاسدين في قوائم مزورة.
رسالتي للشرفاء في الجامعات:
الويل لكم ان سكتم. فالصمت اليوم يعني انكم شركاء في جريمة تدمر مستقبل اجيال وتحول جامعاتنا الى دكاكين للمساومة على الشهادات. اكشفوا الفاسدين ولو كلفكم المنصب، فالعبرة ليست بترقياتكم، بل بضمائركم. والتاريخ سيسجل: اين كنتم حين تحول العلم الى عصابات؟
للاسف، هذه ليست "مشكلة"، بل هي مؤامرة صامتة يديرها فاسدون بوشاح اكاديمي.











جميع التعليقات 4
د. أحمد سمير النعيمي
منذ 5 شهور
الأفضل أن تقول: الويل لكم ان لم تسكتوا. حضرتكم تمتلك رفاهية النقد البناء دون أن تخشى من فقدان عملك أو محاربتك في كل تفاصيل حياتك حتى تضطر لأختيار السكوت أو الهجرة. أقول هذا عن تجربة حقيقية ومن بقي بالعراق من الأكاديميين الشرفاء لديه تجارب أمر وأقسى.
علي
منذ 5 شهور
جامعة الموصل أكثر جامعة غشاشين ونصابين ويغيرون درجات الطلاب
علاء مهدي
منذ 5 شهور
شكرا دكتور محمد الربيعي على إثارة هذه الحالة التي كما يتضح أنها منتشرة حتى في الجامعات الغربية.مع شديد الأسف.
أ . د . عبد علي عوض
منذ 5 شهور
مشكلة التدهور العلمي صارت رائحتها تزكم الأنوف , إذا أصبحت الجامعات الحكومية العريقة مصطبغة باللون الأحمر فما بالك بالجامعات الحكومية الأخرى إضافةً إلى الجامعات الأهلية التي صارت مجرد بازار علمي لبيع وشراء الأطاريح والألقاب العلميية...