الموصل / سيف الدين العبيدي
تعاني أحياء سكنية في أطراف مدينة الموصل، خاصة في مناطق العبور، القوسيات، الزيتون، والملايين الثالثة، من انقطاع دائم في المياه منذ نحو عامين، ما اضطر الأهالي إلى شراء المياه من الحوضيات المتنقلة، رغم ما تسببه هذه المياه من أمراض معوية وتسممات.
انقطاع متواصل منذ سنتين
تعود أسباب الانقطاع إلى الأضرار التي لحقت بالأنبوب الرئيسي المغذي للمنطقة جراء بدء العمل بمقتربات الجسر السادس الجديد، الذي ما يزال قيد الإنشاء، إلى جانب التجاوزات الحاصلة على الأنبوب الواصل من قضاء تلكيف المجاور.
وتقع هذه المناطق ضمن التوسعة الجديدة لمدينة الموصل، وعلى الطريق الرابط مع محافظة دهوك من جهة الجانب الأيسر. ويؤكد الأهالي أن الضغط المتزايد على شبكة المياه، بسبب ازدياد عدد المنازل في المناطق المجاورة والذي يتجاوز 30 ألف منزل، فاقم من أزمة الشحّة، مطالبين بمدّ شبكة مياه رئيسية لتغطية احتياجاتهم.
أعباء مالية وصحية متزايدة
قال محمد جاسم، من أهالي حي الزيتون، في حديثه لـ (المدى) إنه ومنذ عامين يضطر إلى شراء المياه، رغم مراجعاته المتكررة لدائرة الماء من دون نتيجة. وأضاف أن الجمعية كانت قد مدّت أنبوبًا على الشارع العام لتغذية الحي، لكنه سُرق وتم تحويله إلى الجهة المقابلة. وأشار إلى أن الأهالي قاموا لاحقًا بمدّ أنابيب خاصة على نفقتهم الخاصة، بلغت كلفة الأنبوب الواحد مليون دينار، ويشترك فيه نحو 30 منزلًا.
من جهته، أوضح رائد الحمداني، من أهالي حي الملايين، أن الماء انقطع عن منطقتهم منذ بدء العمل بالجسر السادس في عام 2023، واستمر ذلك لنحو ستة أشهر. وأضاف أن أحد السكان من منطقة مجاورة بادر بمدّ أنابيب مياه للمنازل، حيث يشترك كل منزلين بأنبوب بلغت كلفته مليون دينار، لكن التوصيل توقّف لاحقًا بسبب قيام الشخص نفسه بمدّ أنابيب إضافية وبيعها.
وأشار الحمداني إلى أن الأهالي ما زالوا يشترون المياه من الحوضيات بسعر 5 آلاف دينار للخزان الواحد، بعد أن كان 6 آلاف، موضحًا أنهم يستهلكون مياهًا بقيمة تتراوح بين 100 إلى 150 ألف دينار شهريًا. ولفت إلى أن المياه غير صحية وتنبعث منها روائح كريهة، ما اضطره إلى استخدام مادة القاصر لتعقيمها، دون جدوى، مؤكدًا أن بناته أُصبن بالتهاب في الأمعاء نتيجة تلوث المياه.
مناشدات بالإسراع في إيصال الخدمات
وفي السياق ذاته، أشار طه عبد الله، من أهالي منطقة العبور غرب الموصل، إلى أن منطقتهم تفتقر إلى شبكة مياه منذ أكثر من شهر، مضيفًا أن منطقتهم مدرجة ضمن خطة التوسعة الجديدة للمدينة، لكن المشروع سيستغرق وقتًا طويلًا قبل التنفيذ. وأكد أنهم يعتمدون على شراء المياه أو على مبادرات تطوعية لتوزيعها، أو بنقلها من المناطق القريبة عبر سياراتهم الخاصة، مطالبًا الجهات الحكومية بتقديم حلول سريعة لتخفيف معاناتهم، لا سيّما في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.










