المدى/خاص
تشهد محافظة الأنبار خلال فصل الصيف ارتفاعاً مقلقاً في حالات الغرق، خصوصاً بين فئة الأطفال واليافعين، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة واعتماد الأهالي على الأنهار والمسطحات المائية غير المؤهلة للسباحة، في ظل غياب البدائل الآمنة.
وأعلنت شعبة الرقابة الصحية في قسم الصحة العامة، عن إغلاق مؤقت لجميع المسابح في مدينتي الرمادي والفلوجة، بعد جولات ميدانية كشفت عن مخالفات صحية تتعلق بسوء التعقيم وعدم الالتزام بإجراءات السلامة.
وقال عبد العظيم ميثم، مدير الشعبة، إن “القرار جاء بالتنسيق مع مختبر الصحة العامة، ويهدف إلى منع تفشي الأمراض الجلدية والانتقالية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الإقبال على المسابح”، مشيرًا إلى أن “إعادة فتحها مرهون بتصحيح المخالفات واستيفاء الشروط الصحية”.
لكن هذا الإغلاق، وإن كان مبرراً من الناحية الصحية، يُثير قلق الأهالي من تفاقم ظاهرة الغرق، خصوصًا مع افتقار المحافظة لمتنزهات مائية أو مسابح عامة تحت إشراف حكومي.
ويحذّر ناشطون في الشأن المجتمعي من أن غياب المسابح الآمنة يدفع الشباب والأطفال إلى السباحة في نهر الفرات أو الجداول الفرعية، ما يعرّضهم لمخاطر حقيقية.
يقول الناشط المدني أحمد الجنابي خلال حديث لـ(المدى)، إن “كل صيف نخسر أرواح شباب وأطفال بسبب الغرق، والمشكلة أن الغالبية تسبح في مناطق غير مخصصة، لا توجد فيها فرق إنقاذ، ولا إشارات تحذيرية، ولا رقابة عائلية كافية”.
ويتابع: “قرار غلق المسابح يجب أن يترافق مع حلول بديلة، كفتح مسابح مجانية أو دعم المجمعات الخاصة للالتزام بالمعايير الصحية، لأن الغلق وحده لا يحل المشكلة، بل قد يزيد من التوجه نحو مواقع خطرة”.
من جانبه، يوصح مدرب السباحة علي الدليمي لـ(المدى)، أن “جزءاً من المشكلة يعود لقلة التوعية بين الأهالي، وعدم تعليم الأطفال مهارات السباحة والإنقاذ”، داعياً إلى “إطلاق حملات توعية في المدارس والمناطق الشعبية، وتنظيم دورات مجانية خلال الصيف لتعليم السباحة”.
وأشار الدليمي إلى أن “أكثر حالات الغرق التي سُجلت هذا الصيف كانت في مناطق قريبة من الجداول ونقاط العبّارات، حيث يجهل كثيرون أن التيارات المائية تحت السطح قد تكون قاتلة حتى لمن يجيد السباحة”.
وتطالب منظمات محلية وجهات صحية بتدخل عاجل من الحكومة المحلية ووزارتي الصحة والبلديات لإنشاء مسابح عامة تتبع معايير السلامة والرقابة الصحية، إلى جانب تجهيز ضفاف الفرات في المدن الأنبارية بوسائل إنقاذ ومراقبة.
ويُختتم تقرير الصحة العامة بدعوة أصحاب المسابح إلى التعاون وتصحيح أوضاعهم الصحية بسرعة، حرصًا على السلامة العامة، وللتمكن من إعادة فتحها أمام المواطنين في أقرب وقت ممكن.










