TOP

جريدة المدى > محليات > سامراء .. مدينة محاصرة بالكونكريت حكمت الشرق الأوسط لعقود

سامراء .. مدينة محاصرة بالكونكريت حكمت الشرق الأوسط لعقود

نشر في: 14 يوليو, 2025: 12:03 ص

متابعة / المدى

منذ تفجير مرقدي الإمامين العسكريين عام 2006، تعيش مدينة سامراء في ظل إجراءات أمنية مشددة، بعد أن أُحيطت بجدار كونكريتي عزلها عن محيطها العمراني والطبيعي، ما جعلها على مدى نحو عشرين عاماً مدينة مغلقة، تعاني من تراجع في الخدمات وتوقف التنمية، رغم مكانتها الدينية والتاريخية الموازية لمدن مثل النجف وكربلاء.

ورغم إعلان السلطات العراقية مؤخرًا رفع الساتر الأمني الذي طوق المدينة، إلا أن الأهالي يرون أن الخطوة جاءت متأخرة، ولا يمكن أن تكون مجدية ما لم تتبعها خطط حقيقية للإعمار وتحسين الخدمات.
تضم سامراء أكثر من 23 مزارًا دينيًا وتاريخيًا، أبرزها مرقدا الإمامين علي الهادي والحسن العسكري، ومرقد السيد محمد )سبع الدجيل(، إلى جانب معالم تاريخية كالمئذنة الملوية وقصر العاشق، وتستقبل سنويًا أكثر من 4 ملايين زائر من داخل وخارج العراق، وفق تقديرات محلية.
ورغم هذا الزخم الديني والسياحي، لا تتجاوز حصة المدينة من موازنات البنى التحتية 1% مقارنة بما تخصصه الحكومة لمدن دينية أخرى، حسب مسؤولين محليين في محافظة صلاح الدين، بحسب تقرير لوكالة (شفق نيوز) تابعته (المدى).
يقول عمر السامرائي، أحد سكان المدينة، إن سامراء تعاني من «الخراب وقلة الخدمات، ولا يمكن مقارنتها بمحافظات مثل النجف وكربلاء رغم أهميتها الدينية الكبيرة»، مطالبًا بمنح المدينة أولوية حكومية تعكس مكانتها.

الساتر الأمني.. عزل وتعطيل
أنشئ الساتر الأمني عقب تفجير المرقدين، وامتد على مسافة 25 كيلومترًا، ليحوّل المدينة إلى منطقة مغلقة، ويمنع توسّعها العمراني نحو الأراضي الزراعية والسكنية.
وتسببت هذه الإجراءات الأمنية بتعطيل مئات المشاريع، منها 83 مشروعًا في قطاعي المياه والمجاري، و46 مشروعًا سكنيًا وخدميًا، فضلًا عن نحو 1000 دونم من الأراضي المحجوبة عن التخطيط بسبب الجدار.
وفي تصريح رسمي، أعلن محافظ صلاح الدين يوم السبت الماضي رفع الساتر الأمني بالتنسيق مع قيادة عمليات سامراء وسرايا السلام، بعد 9 اجتماعات أمنية وإدارية، مؤكدًا أن الخطوة تمهّد لانطلاق مشاريع توسعة عمرانية واستثمار الأراضي المحجوبة.
إلا أن الحكومة المحلية لم تعلن حتى الآن عن جدول زمني واضح أو أرقام دقيقة لهذه المشاريع.

تفاوت الدعم بين الحواضر الدينية
يؤكد عبد الستار محمد، وهو موظف متقاعد من سامراء، أن المدينة تعاني من «تجاهل حكومي واضح»، مشيرًا إلى أن رفع الساتر لا معنى له من دون مشروعات فاعلة تعيد الحياة للمدينة.
وتُظهر المقارنات أن محافظة كربلاء، التي تستقبل نحو 20 مليون زائر سنويًا، حصلت على موازنة بنى تحتية بلغت 650 مليار دينار في 2023، خصصت لمشاريع صحية وخدمية كبرى.
أما النجف، التي تستقبل نحو 15 مليون زائر سنويًا، فقد خصصت لها الحكومة 540 مليار دينار ضمن الموازنة ذاتها.
في المقابل، لم تتجاوز موازنة سامراء للبنى التحتية 21 مليار دينار فقط، رغم أهميتها الدينية والسياحية.
وتعاني المدينة من نقص كبير في الخدمات، إذ لا تضم سوى 30 فندقًا صغيرًا أغلبها متهالك أو متوقف عن التحديث، ولا تمتلك مشاريع صحية فاعلة باستثناء مشروع وحيد متعطل. كما لا يتجاوز معدل تجهيز الكهرباء اليومي فيها 14 ساعة.
تاريخيًا، كانت سامراء عاصمة الخلافة العباسية بعد بغداد، وقد أسسها الخليفة المعتصم عام 221 هـ 835 م، وبقيت عاصمة للدولة العباسية لما يقرب من 58 عامًا، وكان اسمها القديم «سُرّ من رأى».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

أطفال يتركون المدارس والأهالي يشترون المياه في قضاء كحلاء
محليات

أطفال يتركون المدارس والأهالي يشترون المياه في قضاء كحلاء

 بغداد / تبارك عبد المجيد يعيش سكان قضاء كحلاء يوميات شاقة وسط ضعف الخدمات والبنية التحتية المتدهورة، حيث لا تصل المياه إلا لمن يشترونها، وتتحول الطرق مع كل مطر إلى برك طينية تعيق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram