 أربيل / سوزان طاهر

أكد الحزبان الرئيسيان في إقليم كردستان، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، على أهمية توحيد الصف الكردي وتعزيز الحوار بينهما، في ظل تصاعد الأزمات المالية والسياسية بين أربيل وبغداد، وفي مقدمتها أزمة الرواتب والموازنة.
جاء ذلك خلال اجتماع موسع عقد أمس الإثنين في منتجع بيرمام بمحافظة أربيل، بحضور رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ورئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني، إلى جانب وفدي المكتبين السياسيين للحزبين. وناقش الاجتماع آخر التطورات السياسية والإدارية والأمنية في إقليم كردستان والعراق، فضلاً عن الملفات العالقة مع الحكومة الاتحادية، خصوصاً المتعلقة بالمستحقات المالية، والرواتب، وإدارة الموارد الطبيعية.
وشدد الطرفان، في بيان مشترك، على أهمية استمرار الحوار والتفاهم لمعالجة جميع القضايا السياسية والإدارية والاقتصادية، وأكدا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف الكردي وتجاوز التحديات المشتركة، بما يخدم مصالح مواطني الإقليم، كما أبديا قلقهما من تفاقم الأزمات الراهنة وانعكاسها على الوضع العام في كردستان.
ودعا الحزبان إلى تفعيل التعاون مع الأطراف السياسية الأخرى في كردستان والعراق، لتعزيز الاستقرار وضمان الحقوق الدستورية للإقليم، معتبرين أن وحدة الموقف الكردي هي الضامن الأساسي لتحقيق تطلعات شعب كردستان.

ملف الرواتب: ضغوط وتطمينات
ويأتي الاجتماع في ظل تجدد الخلاف بين أربيل وبغداد على خلفية تأخر صرف رواتب موظفي الإقليم. وكانت المحكمة الاتحادية قد أجلت النظر في الدعوى المقامة من قبل موظفين ضد وزيرة المالية طيف سامي، إلى 28 تموز الجاري، وسط تصاعد المطالبات بحسم هذا الملف.
وكان نائب رئيس الوزراء فؤاد حسين قد نقل مؤخراً تطمينات من الحكومة الاتحادية، تشير إلى التزامها بإيجاد حل سريع لمشكلة الرواتب والمستحقات المالية، وذلك عبر لجنة وزارية شكلها مجلس الوزراء برئاسة وزير التخطيط محمد تميم. ومن المقرر أن تقدم اللجنة تقريرها خلال الجلسة المقبلة للمجلس.
وفي السياق، أكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، شيرزاد حسين، أن الاجتماع الأخير بين الحزبين جاء لتوحيد الموقف الكردي في بغداد، ومواجهة محاولات تقويض الكيان الدستوري لإقليم كردستان من قبل بعض القوى السياسية. وقال في حديث لـ (المدى ) إن «توحيد الصف الكردي يهدف إلى التصدي لمحاولات تجويع المواطنين والتضييق على الإقليم، تحت ذرائع سياسية».
من جهته، شدد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث سورجي، على أن حزبه لا ينوي الانسحاب من العملية السياسية أو مقاطعة الانتخابات، مشيراً إلى أن المشاركة في الاجتماع جاءت بناءً على دعوة من مسعود بارزاني. وأوضح لـ (المدى)» أن «الحل لا يكون بالتصعيد، بل بالحوار، ونحن ملتزمون بقرارات المحكمة الاتحادية، بما في ذلك تسليم النفط والإيرادات الداخلية».
وأعرب سورجي عن دعم حزبه لتطبيق الاتفاقات المبرمة بين حكومتي المركز والإقليم، مفضلاً اللجوء إلى الوسائل القانونية والدستورية لإنهاء الخلافات، بدلاً من اتخاذ خطوات تصعيدية، كخيار الانسحاب من الانتخابات الذي تدرسه حكومة الإقليم حالياً.
في المقابل، أشار الباحث السياسي شيرزاد مصطفى إلى أن الأزمة في طريقها إلى الحل، بفضل الوساطات السياسية المكثفة بين بغداد وأربيل. وقال لـ«المدى» إن «هناك مرونة لدى الطرفين، واللجنة الوزارية التي شكّلها مجلس الوزراء ستقدم تقريرها قريباً، ومن المتوقع صرف رواتب شهري أيار وحزيران بعد موافقة الحكومة».
ورغم أن وزارة المالية كانت قد صرفت رواتب شهر نيسان في الثالث عشر من أيار الماضي، إلا أن تمويل رواتب أيار لم يتم حتى الآن، ما زاد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين، خاصة مع حلول عيد الأضحى وارتفاع تكاليف المعيشة.
وتشهد العلاقة بين أربيل وبغداد حراكاً متواصلاً في الأسابيع الأخيرة، تركز على حلحلة الملفات الخلافية المتعلقة بالموازنة، وتوزيع الإيرادات، وتصدير النفط، وسط تأكيدات رسمية من الحكومة الاتحادية على التزامها بمبدأ العدالة والمساواة بين المحافظات كافة.