واسط / جبار بچاي
شهدت محافظة واسط انطلاق ورشة تدريبية هي الأولى من نوعها، تستهدف تأهيل عدد من العاملين في القطاع التربوي للتصدي لظاهرتي التطرف وخطاب الكراهية، ضمن برنامج «السلام المستدام» الذي تنفذه منظمة تكاتف لحقوق الإنسان بالتعاون مع المديرية العامة للتربية واللجنة الفرعية لمكافحة التطرف، وبمشاركة ممثلين عن قيادة الشرطة. وقال رئيس المنظمة الحقوقي مهند القريشي إن «خطاب الكراهية والتطرف بات يُبث يومياً عبر مختلف الوسائط، لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت منبراً لتغذية العنف المجتمعي من قبل شخصيات مهزوزة تسعى إلى إثارة الفتن وتقويض السلم الأهلي». وأضاف القريشي في حديثه لـ« المدى» أن «محافظة واسط لم تسجل مستويات مقلقة من هذه الظواهر، بفضل الوعي المجتمعي والتكاتف بين أبنائها». وأوضح أن «الهدف من الورشة هو تشكيل فريق مساعد ومؤازر للمنظمة من داخل المؤسسات التربوية، يتولى تدريب كوادر إضافية ونشر مبادئ التسامح واحترام التنوع».
وبيّن القريشي أن «المدربين تلقوا محاضرات مكثفة عن أنواع التطرف، أسبابه، وآثاره، كما جرى استعراض التحديات المحلية ووضع خطط لتفعيل المشاركة المجتمعية، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، ومنها الشرطة المجتمعية وقسم حماية الأسرة والطفل».
التربية تؤكد دعمها
من جهته، أكد مدير عام تربية واسط الدكتور أحمد شهاب العتابي، أن المديرية «ستقدم كامل الدعم للفريق التدريبي الجديد بعد انتهاء تأهيله، لتمكينه من أداء مهامه في نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف داخل المؤسسات التربوية». وأشار إلى أن «التربية جزء أصيل من المجتمع، ومسؤولة عن بناء الوعي ونقل رسائل السلام من المدرسة إلى البيت».
وأضاف العتابي أن «إدارة التربية تتابع باستمرار الحالة النفسية والسلوكية في المدارس، وتؤكد على ضرورة مكافحة أي مظاهر تدعو إلى التمييز أو العنف أو التطرف، مهما كانت محدودة».
نقل التجربة إلى المدارس
من جانبه، قال المتدرب حسين سعدون إن «الورشة أتاحت للمشاركين الاطلاع على أساليب عملية في التصدي لخطابات الكراهية، وآليات التعامل مع السلوكيات المتطرفة داخل الوسط التربوي». وأكد أن «المشاركين أصبحوا أكثر جاهزية لتدريب زملائهم ونشر ثقافة السلام».
وأشار إلى أن «منظمة تكاتف حرصت على تطوير قابليات المشاركين وتأهيلهم ليكونوا نواة تدريبية فاعلة داخل المدارس والمؤسسات التربوية».
تُعد منظمة تكاتف لحقوق الإنسان، التي تأسست عام 2016 وتتخذ من واسط مقراً لها، من أبرز المنظمات المدنية المستقلة الناشطة في مجالات التوعية بحقوق الإنسان، ورصد الأداء الحكومي، ومراقبة الانتخابات، إضافة إلى بناء قدرات الشباب في مجالات الحقوق المدنية والسياسية والثقافية. وتنشط المنظمة في تنفيذ برامج التنمية المستدامة على مستوى العراق ومحافظة واسط، ولديها خبرة واسعة في مكافحة التطرف العنيف، وخطابات الكراهية، فضلاً عن جهودها في مكافحة المخدرات والاتجار بالبشر.










